اعتقلت عناصر جهاز المباحث العامة بشرطة غزة، التابع لحركة حماس، عدداً من الشبان والنشطاء، ممن طالبوا بالتظاهر ضد شركة توزيع الكهرباء، عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة "فيسبوك"، تنديدا بالتدهور الكبير وغير المسبوق في أوضاع الكهرباء في غزة، وخاصة بمحافظة رفح.
ووفقا لمصادر مطلعة، تم استدعاء عدد من الشبان، بينما اعتقل آخرون حاولوا التجمع قرب ميدان النجمة وسط محافظة رفح، تمهيدا للتظاهر ضد الشركة، التي اتهموها بالتسبب في الأزمة، ومفاقمتها.
وسادت في الأيام الماضية حالة من الغضب الشديد أواسط المواطنين والنشطاء، بعد زيادة ساعات فصل التيار على بعض المناطق على 18 ساعة متواصلة، ووصلها لأقل من أربع ساعات.
وزاد توقف أحد مولدات محطة الكهرباء الوحيدة بغزة من معاناة سكان القطاع ومن أزمة النقص الحاد في وصول التيار الكهربائي، وفق تقرير نشر في "الأيام" بعددها الصادر اليوم، أعده الزمل عيسى سعد الله.
وبحسب طارق لبد الناطق باسم شركة الكهرباء بغزة فقد بلغت نسبة العجز في الكهرباء في قطاع غزة، امس، بعد توقف مولد من أصل مولدين في المحطة، وتوقف الخطوط المصرية بشكل كامل الى اكثر من 400 ميغاوات من اصل 550 ميغا وات حاجة القطاع الفعلية للكهرباء.
وأضاف لبد لـ"الأيام الالكترونية" أن سلطة الطاقة المشرفة على محطة التوليد أبلغت الشركة، امس، بتوقف احد مولدات المحطة بعد نفاد الوقود.
وبين لبد ان المصريين كذلك ابلغوا الشركة بوقف الخطوط المصرية المغذية لجنوب القطاع بسبب أعطال فنية وإجراء عمليات صيانة، مبيناً ان كل المتوفر من كهرباء في قطاع غزة هو فقط ما يأتي من الجانب الإسرائيلي الذي يقدر بمائة وعشرين ميجاواط، إضافة الى ما ينتجه المولد المتبقي في المحطة وقوته 25 ميغاواط.
وفي بيان لها، استهجنت سلطة الطاقة والموارد الطبيعية في غزة عدم فتح معبر كرم أبو سالم بشكل استثنائي، أمس، لإدخال كميات إضافية من الوقود رغم جهودها ومطالباتها الحثيثة بذلك لضمان استمرار عمل محطة توليد الكهرباء الوحيدة.
وأوضحت السلطة انها اضطرت الى إيقاف أحد مولدات محطة الكهرباء بشكلٍ مؤقت مع الاستمرار في عمل مولد واحد فقط وذلك لعدم توفر الوقود الكافي، تزامناً مع تعطل الخطوط المصرية منذ أيام، ما ينعكس بمزيد من الإرباك على برامج التوزيع الحالية.
وجددت سلطة الطاقة مطالبتها للجهات المعنية بفتح المعبر وتوريد كميات إضافية من الوقود مع تحصيل أثمانها بشكلٍ آجل وعدم السماح بتفاقم الأزمة الحالية في الطاقة في ظل إصرار هيئة البترول على تحصيل كامل الأثمان بشكلٍ مسبق.
وناشدت المواطنين التحلي بالمسؤولية العالية في مواجهة الأزمة والتعاون مع طواقم شركة التوزيع التي تقوم بجهود جبارة في توزيع الأحمال وتوصيل الخدمة للسكان بما هو متاح من كميات الطاقة المحدودة، مع التزام سلطة الطاقة بتشغيل المولد فور فتح المعبر وإدخال كميات كافية من الوقود.
وعلى الصعيد الشعبي، قاوم الكثير من المواطنين جهود موظفي شركة الكهرباء لفصل الخطوط القلابة وغير الشرعية التي يتعمد المواطنون وصلها للتغلب على ازمة انقطاع التيار الكهربائي.
ولم يكترث هؤلاء بوجود قوة من الشرطة ترافق عمال الكهرباء، حيث حاولوا التصدي لمحاولات القطع.
ويصر المواطنون جهراً على حقهم بالحصول على التيار الكهربائي باية وسيلة ممكنة في ظل انخفاض فترة وصول التيار الكهربائي بشكل كبير خلال الأيام الأخيرة.
وتراجع فترة وصول التيار الكهربائي لمنازل المواطنين من ثماني ساعات وصل الى اقل من ثلاث ساعات مقابل اكثر من 18 ساعة قطع، وهو ما تسبب في حالة غليان شديدة في أوساط المواطنين.
وعكس تجمع مئات المواطنين وتشويشهم على جهود عمال الشركة في تنظيم الخطوط في مدينة جباليا حالة السخط والغليان في الشارع.
وشهدت الحادثة تهديدات من قبل المواطنين لعمال الشركة غير آبهين بمرافقة العديد من رجال الشرطة.
وعزا هؤلاء سخطهم الى التراجع الحاد في ساعات وصل التيار الكهربائي.
ودفع تجمهر المواطنين عمال الشركة الى اختصار عملهم والخروج من المنطقة بعد أن اكتفوا بقطع عدد من الخطوط غير الشرعية.
وحمل المواطنون الشركة سبب مدهم الخطوط غير المشروعة والقلابات بسبب النقص الكبير في عدد ساعات وصل التيار الكهربائي في المدة الأخيرة.
وقال المواطن سمير زايد: لن تخيفني حملات الشرطة وسأحصل على الكهرباء من أي مكان استطيع الوصول اليه.
وشهدت بعض مناطق قطاع غزة تظاهرات عفوية احتجاجاً على تعمق ازمة الكهرباء خلال الفترة الأخيرة.
وقال المواطن رأفت العالول انه سيواصل جهوده في الحصول على الكهرباء بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة وحتى ان كلفه السجن او دفع غرامة مالية.
وأضاف العالول انه لا يمكنه السكوت عن وصول التيار الكهربائي الى منزله الى اقل من ثلاث ساعات في اليوم ومن حقه الحصول على التيار الكهربائي كباقي البشر.
الايام