طالبت الأمم المتحدة دول العالم بالتبرع بمبلغ 547 مليون دولار لتمويل الاحتياجات اللازمة لتوفير الخدمات الطارئة والإنسانية للفلسطينيين في مختلف المناطق الفلسطينية، بما في ذلك المناطق المصنفة (C) والقدس الشرقية.
وأشار تقرير صدر حديثاً عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) إلى أن الأمم المتحدة تحتاج المبلغ المذكور "547 مليون دولار" لتوفير مساعدات إنسانية تسببها السياسة الاسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية، فيما سيخصص 70% من هذا المبلغ للفلسطينيين في القطاع الذي يشكل أعلى نسب الاحتياجات الإنسانية؛ بسبب الحصار والعدوان الإسرائيلي المتكرر، والانقسام الفلسطيني الداخلي.
وأوضح التقرير ذاته أن الأمم المتحدة تحتاج لهذا المبلغ من أجل تنفيذ 243 مشروعاً من خلال 95 منظمة، من بينها 47 منظمة فلسطينية غير حكومية، و35 منظمة دولية غير حكومية، و13 مؤسسة تابعة للأمم المتحدة.
ونوه التقرير إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية للعام 2017 تعد المناشدة الخامسة عشرة في الأراضي الفلسطينية وتهدف إلى مواصلة تقديم الحماية للفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال، انسجاماً مع القانون الدولي، لضمان وصول الفلسطينيين الأكثر ضعفاً للخدمات الأساسية وتعزيز قدرة الأسر على مواجهة الضغوط المستمرة للحياة في ظل الاحتلال.
ونقل مكتب "أوتشا" عن منسق الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية والأنشطة الإنمائية روبرت بايبر، أن هذه المناشدة تأتي في سياق تلبية متطلبات خطة الاستجابة الإنسانية للعام 2017 اللازمة لمواجهة الاحتياجات الإنسانية لنحو 1.6 مليون فلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ممن يعانون من انعدام الأمن الغذائي بدرجات بين متوسطة وشديدة، وذلك وفقاً لتقديرات المنظمات الإنسانية.
وقال بايبر: "إن الدعم الدولي ضروري لمواصلة تقديم الإغاثة للفلسطينيين وإننا نحاول كسب الوقت فقط، إذ يجب أن تقترن هذا الاستجابة الإنسانية مع العمل السياسي الشجاع لإنهاء أزمة الحماية الأطول أمداً على مستوى العالم كله".
ولفت التقرير إلى أن هناك ما يزيد على 50 ألف مهجّر في قطاع غزة جراء الحرب الاسرائيلية الأخيرة على قطاع في العام 2014، وما زال مئات الآلاف من الفلسطينيين في كافة أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، يعانون من القيود المفروضة على الوصول إلى الخدمات الأساسية.
ومن بين المبررات التي طرحتها الأمم المتحدة لهذا الطلب الحاجة إلى دعم صمود الفلسطينيين أمام ضغوط السياسة الاسرائيلية، إذ يشار إلى أن إسرائيل قامت في 2016 بهدم أو مصادرة 1089 مبنى للفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وفقدَ 1593 فلسطينياً بيوتهم بسبب هدمها، بادعاء بنائها بشكل غير قانوني وسببت عمليات الهدم الضرر لمصادر معيشة 7101 فلسطيني.
وحسب تقرير مكتب "أوتشا"، فإن هذا هو أعلى عدد من المباني التي هدمتها إسرائيل منذ بدأ المكتب بتوثيق عمليات الهدم في 2009.