مرغماً لا طوعاً اجتمع المجلس السياسي- الأمني المصغر “الكابينيت” لأول مرة منذ أكثر من عامين لمناقشة ملف الجنود “الاسرائيليين” الأسرى في قطاع غزة.
القرار الأبرز والذي اتخذ كواجهة لخطة “سرية” تم مناقشتها هو عدم إعادة وتسليم جثامين الشهداء الفلسطينيين من أبناء حركة حماس في الضفة الغربية لذويهم كنوع من أنواع الضغط على حماس .
لكن “اسرائيل” تعلم جيداً أن هذه الخطوة لن تعيد لها جنودها من يد حماس ولن تثير زوبعة في أوساط الفلسطينيين الذين يرون أن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين هو الأولى وإعادة الجثامين هو تحصيل حاصل إن تمت الصفقة، حتى لو تم تشديد الإجراءات ضد الأسرى في السجون فإن هذه الخطوات أيضاً لن تؤثر في مسار القضية لأن الأسرى يعلمون أن هذا هو مفتاح فك قيودهم كما أن “اسرائيل” تعلم ذلك جيداً لذلك لن يضيرهم زيادة جرعة الصبر .
الخطة التي تم مناقشتها في الكابينيت لإعادة الجنود لم تعلن تفاصيلها كاملة بحيث أن الذي لم يظهر للعلن هو الأمر الأهم وهو الذي تكثف “إسرائيل” جهودها فيه بعيداً عن وسائل الإعلام.
جلسة الكابينيت حضرها عسكريون من الجيش والسكرتير العسكري لرئيس الحكومة الجنرال” اليعيزر تولندو” والجنرال “ليئور لوتان” مبعوث رئيس الحكومة بشأن الأسرى والمفقودين الإسرائيليين.
لا شك أن هناك جهوداً كبيرة معظمها يأخذ الطابع العسكري والاستخباراتي وهو المعول به من جهة “اسرائيل” وهو ما لم يفصح عنه مكتب نتنياهو حول خطة إعادة الجنود .
الإعلان عن هذه الخطة الآن ربما لها ما بعدها إذ لم تكن حكومة بنيامين نتنياهو غافلة عن الموضوع طوال الفترة السابقة، لكن عرض هذه الخطة الآن أمام الوزراء تشير إلى تحرك له علاقة بحماس وله علاقة بالداخل الاسرائيلي الذي تعصف به عدة مواضيع تأخذ صفة الصراع الداخلي بين أقطاب اليمين بالأخص و بين كامل التركيبة السياسية الإسرائيلية بشكل عام .
“اسرائيل” لا تتوقع أن تعيد لها حماس جنودها بلا ثمن, لذلك ستناور عبر سلسلة من الخطوات العلنية وأخرى سرية غير تلك المستخدمة اليوم سواء بواسطتها أو بواسطة أطراف خارجية.
في المقابل تعلم حماس أن “اسرائيل” لا تتغافل عن ملف الجنود لذلك تحاول أن تسرع موعد إبرام الصفقة الجديدة عبر حرب نفسية موجهة ميدانها عائلات الأسرى الاسرائيليين والمجتمع الداخلي الذي كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية أن هذا المجتمع كان له الدور الأبرز والأعمق في إتمام صفقة “شاليط” قبل خمسة أعوام.
بقلم المختص في الشؤون الإسرائيلية: سعيد بشارات