السؤال هو «بوست» طرحه المحترم الدكتور شريف قاسم، أستاذ الاقتصاد، المعروف على صفحته بـ«الفيس بوك»،وأثار جدلا، وأكثر من مرة كتبت فى هذه المساحة مطالبا بعودة هذه العلاقات.
بالطبع فإن إثارة هذه القضية يرتبط ارتباطا وثيقا بالتحولات الإقليمية الحالية،وتأتى الأزمة السورية فى القلب منها، وهى الأزمة التى ثبتت مصر خلالها على نظرتها التاريخية بترابط أمنها مع أمن سوريا، وأنه لا يمكن ترك سوريا فريسة للإرهابيين، الذين دخلوها من كل بقاع الأرض.
ثبتت مصر على موقفها التاريخى، ولم تلق أى اهتمام بمعيار أمريكا وحلفائها بأن «نظام بشار الأسد مستبد»، فالتسليم به كان سيعنى تلقائيا الوقوف فى خندق الإرهابيين، ومن هنا رأت مصر أن وقف مشاريع تقسيم سوريا، والحفاظ على الأرض والدولة الوطنية هو الأهم فى إدارة هذه الأزمة، ولأن محمد مرسى بحكمه لمصر كان يقف على النقيض من هذا الموقف، أي يخاصم حقائق التاريخ، قرر قطع العلاقات الدبلوماسية، فلماذا الإبقاء على هذا القرار، إذا كنا نعود إلى أصولنا الصحيحة فى مقتضيات الحافظ على أمننا القومى؟
صحيح أن عودة العلاقات سيترتب عليها غضب خليجى من مصر، ولكن هل تدخلت مصر فى مسار العلاقات الخليجية مع تركيا مثلا فى عز هجوم «أردوغان» على مصر بعد 30 يونيو؟ هل طلبت من أى دولة خليجية قطع علاقاتها تقديرا وعرفانا لمصر، التى لم تتخل عن الخليج يوما ما؟
أما فيما يتعلق بملف العلاقات مع إيران، فقد آن الآوان لاقتحامه بجدية من جانبنا، ما دام هناك رغبة إيرانية فى ذلك، وإذا كانت مصر تضع فى حساباتها علاقاتها مع الدول الخليجية، التى لا ترغب فى أى تقارب بين القاهرة وطهران، فإن من حق أى مصرى أن يتساءل،كيف يتواصل هذا الغضب، وفى نفس الوقت توجد علاقات خليجية سياسية واقتصادية دافئة مع إيران باستثناء السعودية والبحرين.
نعم هناك ملفات شائكة فى المنطقة تطرح أسئلة حول الدور الإيرانى فيها،كما فى العراق واليمن،ولكن آن الآوان أن يكون طرح الأسئلة من خلال علاقات مباشرة ودون وسطاء، والثقة فى أن مصر تقف فيها على أرضية صلبة تحقق مصالحنا الوطنية.
كاتب مصري