الخميس 08 ديسمبر 2016 04:47 م / بتوقيت القدس +2GMT
القاهرة \وكالات \
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الخميس أنه لا مكان للإرهاب وجماعاتِه وأفكارِه وممارساتِه داخل مصر.
وقال السيسي ، في كلمته اليوم خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، إنّ “مواجهتنا إياه ( الإرهاب) بالوسائل العسكرية والأمنية ستستمر وستظل تضحياتِ أبنائِنا من القوات المسلحة والشرطة المدنية مصدرَ إلهامٍ وإعزاز لكل مصريٍّ ومصرية ، ولن تضيعَ هدراً، بل ستثمر وطناً آمناً أبيّاً ننعم فيه وينعم أبناؤنا بالحياة الكريمة”.
واشار إلى أن موضوع تصويب الخطاب الديني وتحديثه ليس ترفاً أو رفاهية بل ضرورة، ويجب أن نتوقف أمامه كثيراً، خاصةً وأن فكرة الأديان باكلمها أصبحت في عالمنا اليوم تُنتهك ويتم الرجوع عنها والتحسب منها في ضوء ما يشهده العالم من أعمال وحشية ترتكب باسم الدين، مما جعل بعض الناس تنبذ الفكر التكفيري بل وتكفر بفكرة الأديان بأكملها.
وأضاف “إننا بتصويب الخطاب الديني لا ندافع عن الدين الإسلامي الحنيف فقط، بل عن جميع الأديان وجوهر أفكارها، مما يجعل تصويب الخطاب الديني أحد أهم القضايا على الاطلاق” ، لافتا إلى انه تحدث خلال الفترة الماضية حول هذا الموضوع مع وزير الأوقاف، وأكدت له أن تصويب الخطاب الديني لا يجب أن يمس الثوابت، بل هو دعوة لاستخدام مفردات العصر ومقتضياته والاجتهاد من أجل تحديث التفسيرات والتوصل إلى الفهم الحقيقي للدين حتي يُمكن التغلب على حالة التشرذم التي تعاني منها المجتمعات، ولاسيما في مصر.
وتحدث السيسي عن تشكيل لجنة من كبار علماء الدين والاجتماع وعلم النفس للتباحث في نقاط القوة والضعف التي يعاني منها المجتمع المصري، لتقوم بتنقية النصوص وصياغة خارطة طريق تتضمن المناسبات الدينية المختلفة على مدار العام، وتضع خطة محكمة على مدي خمس سنوات تهدف إلى ترسيخ الفهم الديني الصحيح على مستوى الجمهورية بكافة محافظاتها.
وشدد على ضرورة على عدم اختزال موضوع تصويب الخطاب الديني في فكرة الخطبة الموحدة ، مؤكدا تقديره الكبير للدور الذي يقوم به الأزهر الشريف كقلعة مستنيرة تساهم في إحياء صحيح الدين، لاسيما في ضوء سعي البعض لترويع الناس بالدين وهدم الدولة من أجل أفكار هدامة، و”ينفقون في سبيل ذلك أموالاً طائلة، وراهن هؤلاء الشهر الماضي على ضياع الوطن، ولكنني أقول لهم أن الله معنا، خاصةً واننا لم نتآمر ضد أحد، أو نخن أو نقتل أحد، بل سنظل نبني ونُعمر ونُصلح”.
وأكد السيسي أنّ رؤيةَ مصر لمنطقة الشرق الأوسط تقوم على احترام سيادة الدولة الوطنية وعلي حثّ المجتمع الدولي على التكاتف من أجل القضاءِ على جماعاتِ الإرهاب ، وعلى عدم التفرقة بين الأخطار التي تمثلها تلك الجماعات ومعاملتها جميعاً بمعيارٍ واحد.
وقال السيسي “أن اقتصادَنا في حاجةٍ إلى إصلاحٍ هيكلي ، يصلُ إلى جذورِ بنيتِه ولا يكتفي بالفروعِ والقشور ، ونعلمُ جميعاً كمصريين كما يعلم معنا العالم أجمع أن قرارات الإصلاح الاقتصادي تلك ليست نزهةً أو مهمةً سهلة ، وإنما مشقةٌ وصبرٌ وتضحية وأنه بدون هذا الدواء فإننا نستمر في إضعافِ أنفسنا وصولاً للتوقف التام وهو ما لم ولن نسمح به أبداً”.
وتابع “لقد بدأنا طريقاً صعباً قررنا نحن المصريين جميعاً بشجاعةٍ أن نسير فيه وأن نواجِهَ صِعابَهُ بقلوبٍ ثابتة ، نصنع أملاً للأجيال القادمة ، وننقذُ أنفسنا من واقعٍ اقتصادي صعب لو تركناه دون مواجهةٍ لطغى علينا ونال من مستقبلنا ومستقبل أولادنا”.