اقسم بالله العظيم * اقسم بشرفي ومعتقداتي * أقسم ان أكون مخلصاً لفلسطين * وأن اعمل على تحريرها باذلا كل ما استطيع * واقسم أن لا ابوح بسرية حركة فتح * وما اعرف من أمورها * هذا قسم حر * والله على ما اقول شهيد.
وقفت كثيراً أمام هذا القسم ، و دقة إختيــار كلماته ، و بين ما يترنح بين جنبات و أزقة الوطن المكلوم بالإحتلال و الإنقسام ، و الإستزلام ،و الجهوية و الشخصنة و تغليب المصالح الخاصة على مصلحة الوطن .. فوجدت عواراً بالغاً قد اصاب عقيدة الإنتماء ، بل أصاب عقول بعض من لا تتوانى ألسنتهم عن خلق الفضائح و بث الإشاعات ، متذرعين بالديمقراطية التي تؤمن بها الحركة و تعتبرها وسيلة و هدفاً معاً نحو وطن يجمع الكل الفلسطيني .. أو مدعين أنهم أصحاب الحق دون غيرهم و أنهم أصحاب الراية و الأكثر علماً و كفاحاً و إنتماءً ، و لا يعجبهم العجب ، و كأنهم يملكون الحقيقة و يملكون الحركة بصك عثماني صادر عن الباب العالي .. !!
و الحقيقة أن تصرفات المدعين من جيل التجريف الفكري و السطحية المعرفية، و فترات ( ثوار مرتبات الماضي النضالي و طخيخة الأفراح ) .. واضحة بألوانها و أشكالها غير المستوية ، و المشوهة في سلوكيات الكثير ، فهم كما نقول بالعامية الدارجة في بلادنا " على خاطري يا بحرد "، و يمنون على الحركة و تاريخها بنضالاتهم المزعومة ، و يعتقد كل منهم أنه بلغ السماء طولا أو خرق الأرض وهو يمشى عليها .. وهذا أمر عجيب إن دل على شئ فإنما يدل على جهل و بعد شاسع بينهم و بين الثورة و الحركة الحقيقية ، و عدم معرفة ، ولا إنسجام مع حقيقة العمل التنظيمي الذي ينص بوضوح على أن العضو مطالب باستمرار أن يعيش عيشة الثائر النموذجي الذي يمارس الطاعة والانضباط والصدق والتواضع ونكران الذات والايثار، في الوقت الذي يمارس فيه أعلى درجات الاعتزاز بالنفس والتمرد على الواقع والالتزام بمبادئ الحركة. ( الفقرة الثانية / البند السادس من مقدمة النظام الداخلي ).
و ربما نزيد ، في افقتباس من نظام الحركة ، علهم يقراون ، و يستوعبون ، بأن ما يقومون به ، لا يمكن أن يندرج تحت مسمى ( حرية التعبير ) التي يكاد التأكيد عليها يملأ بنود و لوائح نظام الحركة ، و لكن بشكل أكثر عقلانية و إنضباطاً ، يجعل حرية التعبير المقدسة ، أكثر زخماص عندما تمرس عبر قنواتها الطبيعية ، في إطار من الإحترام و الإنضباط ..
(أ) أن الديمقراطية هي الأساس عند البحث والنقاش واتخاذ القرارات في كافة المستويات التنظيمية.
(ب) وأن المركزية الديمقراطية هي الأساس في ممارسة المسؤوليات وتتضمن وحدة العمل والتنظيم والانسجام الفكري والتفاعل السياسي في الحركة.
(ج) وأن النقد والنقد الذاتي هما الأساس في التنقية والتصحيح في الحركة ولا تعتبر العقوبة مطلوبة لذاتها بقدر ما هي وسيلة للتقويم والبناء.
(د) وأن خضوع الأقلية لرأي الأكثرية وخضوع المراتب الأدنى للمراتب الأعلى أساس في تحقيق الانضباط وتحقيق وجود التنظيم الموحد التصور والفكر والممارسة.
( شروحات البند الرابع من المفاهيم الأساسية ) .
هذه المرحلة ، بكل ما فيها و ما يشوبها ويعلوها من زبد ، حتماً سيذهب جفاء ، و بكل ما يتداول فيها من قصص و أخبار عن ثوار بدرجة تجار ، سينتهي زمنهم و ينقضي ، و لن تبقى في النهاية ، إلا الثورة ، صاحبة العاصفة ، و طلائع النصر لتؤذن في الناس " حي على الفــــلاح " !! ..
و سيلفظ شعبنا ، و حركة فتح معاً ، كل الطحالب ، التي تغذت على عوالق الماء العكر .. فتضخمت..
( وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَٰلِكَ زَنِيمٍ (13) . سورة القلم.


