تلقى الإعلامي الممنوع من مغادرة مصر، عمرو الليثي، رسالة تلقاها من الأمير ممدوح بن عبد العزيز، شقيق العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، أراد بها أن يصحح معلومة تاريخية.
وكشف الليثي النقابان الرسالة كشفت أن من أبلغ الرئيس المصري الراحل، جمال عبد الناصر، بأن هناك هجوما إسرائيليا سيتم على مصر في يوم 5 حزيران/ يونيو 67، لم يكن الرئيس الفرنسي شارل ديجول، كما تقول المراجع التاريخية، وإنما هو العاهل السعودي الراحل، الملك فيصل بن عبد العزيز.
وجاء قيام الليثي بالكشف عن رسالة الأمير ممدوح بن عبد العزيز، في مقاله بعنوان "شهادة للتاريخ"، بجريدة "المصري اليوم"، مساء الأربعاء، وبعدها بساعات صدر قرار منعه من السفر إلى الإمارات، رفقة أسرته، صباح الخميس، بدون إبداء أي أسباب.
وكان الليثي يعلق بهذا، في مقاله، على ما جاء في لقائه بجمال عبد الحكيم عامر، نجل المشير عامر، في حلقات قدمها عبر برنامج "بوضوح"، على شاشة قناة "الحياة"، عمَّن قتل المشير عبد الحكيم عامر، حيث كانت تلك المعلومة من ضمن المعلومات الواردة والمتوفرة، فيما يتعلق بالقصة التاريخية لنكسة يونيو 67، بحسب تعبير الليثي، الذي لم يوضح متى جاءته الرسالة من الأمير؟ ولماذا تأخر في نشرها؟ ولماذا قرر نشرها في ذلك الوقت، بعد قرابة شهرين من بث البرنامج، وقبل منعه من السفر للإمارات بساعات؟
وافتتح شقيق الملك سلمان رسالته إلى الليثي، بالقول إنه "في يوم 24/12/1437هـ، الموافق 25/9/2016م، وفي لقاء لكم (يقصد الليثي) مع ابن عبد الحكيم عامر، لفت انتباهي به سؤالكم له عن موضوع اتصال شارل ديجول بعبد الناصر أو بجهات مصرية يُحذرهم فيه من أن إسرائيل ستهجم يوم 5 يونيو، وكان هذا التحذير قبل الحرب بأسابيع قليلة أو أيام قليلة".
وعلّق الأمير ممدوح بن عبد العزيز بالقول: "للأمانة الشرعية قبل العلمية وقبل التاريخية فإني أشهد بأن الذي فعل ذلك هو الملك فيصل بن عبد العزيز، أي التحذير من هجوم إسرائيلي (محتوم)، ونصح بأن تبادر مصر عن طريق السفير المصري في سويسرا بضرورة مضاعفة الاستعدادات لمواجهة إسرائيل، حيث سرب أحد السياسيين، والذين لهم ميل للعرب، عزم (اليهود) توجيه ضربة خاطفة (موجعة) لمصر، حيث كان الملك فيصل قادما من رحلة علاج في الولايات المتحدة الأمريكية".
وأضافت الرسالة أنه "في طريق الملك فيصل للمملكة مكث أياما كنقاهة في سويسرا، لأن العلاقة بين مصر والمملكة كانت مقطوعة، والعلاقة في أسوأ حالاتها - ولا أريد هنا أن أخوض في من هو السبب - وكان رد عبد الناصر للسفير المصري في سويسرا كالآتي: "سيبك منه ده ما بيفهمش حاجة، واسألوا سفيركم في سويسرا إن كان حيا.. أما مصدري أنا فهو من أعلى المصادر في قيادة بلادنا في ذلك الوقت".
وأردف الأمير: "الشيء بالشيء يذكر فإني رأيت فيلما وثائقيا منذ سنوات قليلة في إحدى المحطات عند استضافة شخصية من شخصيات العالم، على ما أعتقد قالت تلك الشخصية إن الملك فيصل اجتمع مع ديجول بعد حرب الأيام الستة، وناقشه عن استيائه من تسليح إسرائيل، وهي الظالمة، مما اقتنع به الرئيس الفرنسي في ذلك الوقت، وأصدر أوامره لسفن فرنسية كانت في طريقها لإسرائيل تحمل أسلحة بالعودة إلى فرنسا".
وعلّق بالقول: "ذلك ما سمعته في لقاء تليفزيوني. ولا مانع عندي من نشر رسالتي هذه على الملأ لتصحيح الخطأ الذي أنا شاهد عليه إن رأيتم ضرورة لذلك، إلا أنه بوصول رسالتي هذه؛ أسأل الله أن تكون براءة ذمة عنده سبحانه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ممدوح بن عبد العزيز".
ووجه الليثي شكره للأمير ممدوح، لهذه المعلومة التاريخية الجديدة بالنسبة له، وفق وصفه، قائلا إنه يعتقد أنها جديدة وحديثة بالنسبة للقراء، وقد تكون الأولى من نوعها التي تأتيه من مصدر موثوق وموثق"، بحسب تعبيره.
ويُذكر أن عمرو الليثي تعرض للمنع من السفر، (صبيحة نشر مقاله)، الخميس، إلى الإمارات، بعد أن فوجئ بوضع اسمه على قوائم الممنوعين من السفر، بينما تم السماح لأسرته بالسفر بدونه، مع خروجه من الدائرة الجمركية، دون توقيف.