قال محمود الشوا رئيس جمعية أصحاب شركات البترول في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، أن أزمة الغاز بالقطاع تتفاقم من حين إلى آخر مع وقف تنفيذ مشاريع تعتبر جزء من حلول فعلية مقترحة لإنهاء هذه الأزمة المتصاعدة من فترة إلى أخرى.
وأضاف الشوا في تصريحات صحفية :" أن الأزمة ما زالت تراوح مكانها وأن الكميات التي يتم إدخالها فقط تصل من 250 إلى 260 طن وهو ما لا يكفي لتلبية احتياجات المواطنين الذين يستفيد نحو 50% فقط منهم من الكميات المتوفرة والآخرين ينتظرون. مشيرا إلى أن حاجة غزة في الوضع الطبيعي تصل إلى 400 طن يوميا، وإلى 500 طن في فصل الشتاء مع زيادة الطلب على الغاز.
واوضح أن معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد للقطاع يعمل 20 يوما في الشهر الواحد بسبب الإجازة الأسبوعية يومي الجمعة والسبت، وأنه في حال صادف وجود أعياد أخرى لليهود فإن كل ذلك يزيد من معوقات إدخال الكميات المقلصة بالأساس نتيجة السياسات الإسرائيلية على المعبر.
واشار إلى أنه تم في الآونة الأخيرة استبدال خط النقل من (4 أنش) بآخر أوسع (8 أنش)، موضحا أن هذا الخط بحاجة إلى مضخة كبيرة تم نقلها مؤخرا من الولايات المتحدة الأميركية ومحتجزة حتى الآن في ميناء أسدود لرفض الجيش الإسرائيلي نقلها لمعبر كرم أبو سالم لتركيبها والتخفيف من معاناة الناس.
ولفت الى أن الجيش الإسرائيلي يعتبر كرم أبو سالم منطقة عسكرية مغلقة لا يسمح لأي جهة عدا جنوده ومهندسيه بالقيام بتركيب هذه المضخة. لافتا أن الشركة الإسرائيلية التي تعمل على نقل الغاز من مهمتها تركيب هذه المضخة وليس الجيش الذي يماطل في عملية الموافقة على تركيبها وهو ما يضع مصير القضية في المجهول دون إمكانية تحديد وقت معين لإمكانية موافقة الجيش على تركيب الشركة لتلك المضخة.
وأكد الشوا وجود عدد من الحلول المقترحة والتي تم الموافقة عليها من قبل جهات مانحة إلا أنها لخلافات سياسية فلسطينية وأخرى تتعلق بإسرائيل لم يتم تنفيذها. مطالبا وزير المالية شكري بشارة باعتباره المسؤول عن هيئة البترول لتبعيتها للوزارة بتنفيذ مشروع المخازن "الخزانات" في الطرف الفلسطيني من معبر كرم أبو سالم خاصةً وأن الاتحاد الأوروبي مول المشروع ويحتاج للتنفيذ فلسطينيا بعد أن أصبح جاهزا في الطرف الإسرائيلي.
وأضاف "يجب تنفيذ مشروع إقامة المخازن من أجل السلامة والوقاية ولكي يتوفر فيها باستمرار كميات من الغاز والبترول ونقلها بشكل حضاري وآمن وسليم إلى غزة أسوة بكافة المعابر في الضفة الغربية".
وشدد على ضرورة تركيب منظومة الأمن والسلامة والوقاية في الطرف الفلسطيني من المعبر. مشيرا إلى أن عملية نقل الغاز والبترول تتم من خلال ضخ مباشر عبر خط النقل من الجانب الإسرائيلي إلى الفلسطيني وهو أمر محظور دوليا لتأثيره على حياة سائقي الشاحنات والعاملين في المعبر من جهة قطاع غزة ويمثل خطرا على حياة الجميع في المعبر وأن عدة حوادث وقعت أدت لوفاة وإصابة عدد من السائقين.
ولفت إلى أن محطات الغاز لديها قدرة تخزين نحو 2300 طن، إلا أن الكميات القليلة التي يتم نقلها لغزة وتوزع على المحافظات وفق الجغرافيا تفرغ سريعا خلال ساعتين ولا يتم تعبئة الاسطوانات المكدسة في المحطات ما يزيد من معاناة المواطنين في ظل حاجتهم للغاز للاستخدام المنزلي.
وأضاف "غزة لا يوجد في مخازنها غرام واحد من الغاز، والمواطنين بحاجة ماسة لكل غرام، لذا نحن بحاجة لتعاون إسرائيلي من خلال السماح بالعمل يوم الجمعة في المعبر كيوم كامل". مشيرا إلى أنه في الأيام العادية يعمل المعبر الذي وصفه بـ "معبر العذاب" من الساعة السابعة صباحا وحتى الثالثة ما بعد الظهر وهو وقت غير كافٍ وأن ذلك جزء من الأزمات المتلاحقة في القطاع.
وأشار إلى جميع محطات الوقود تقوم بعملية الدفع بشكل مسبق لصالح هيئة البترول في رام الله والتي بدورها تطلب إدخال كميات كبيرة إلا أن الاحتلال يعرقل ذلك ويدخل كميات محدودة. مشيرا إلى أن محطات الوقود لديها حقوق مالية لدى هيئة البترول أكثر مما يتم توفيره من كميات.
وناشد رئيس جمعية أصحاب محطات الوقود والغاز، الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوضع أزمات قطاع غزة على أجندة المؤتمر السابع لحركة فتح.
وأضاف "غزة كلها مشاكل وأزمات وأصبحت منطقة منكوبة .. غزة لا تريد مساعدات أكل وشرب ولكنها بحاجة لمعاملة كما البشر فهي تدفع ثمن البضائع مقدما والقضية ليست تقديم تبرعات بقدر ما أنها التزام تجاه 2 مليون مواطن يعيشون في حصار خانق منذ 10 سنوات".
وتابع "الضرائب السيادية التي تحصلها الحكومة في رام الله من غزة كبيرة جدا، ولو تعطلنا عن العمل في غزة لا يستطيعوا تحصيل هذه الضرائب .. ليعتبرونا بقرة حلوب بحاجة للماء والأكل، لكن لا يتركونا بهذا الحال الغير مقبول أبدا". مجددا مناشدته للرئيس عباس بالتدخل لحل أزمات القطاع كافة.
وشدد على ضرورة تحمل الاحتلال الجزء الأكبر من المسؤولية عن غزة وتوفير مقومات الحياة لها، بالإضافة إلى تحمل السلطة الفلسطينية وكذلك الجهات المختصة بغزة والتي دعاها هي الأخرى إلى ما قال عنه "رحمة الناس خاصةً وأن الوضع لم يعد يطاق".