المؤتمر السابع ..الاخطر في تاريخ فتح وتخوفات ما بعده داخليا واقليميا

الأربعاء 23 نوفمبر 2016 01:38 م / بتوقيت القدس +2GMT
المؤتمر السابع ..الاخطر في تاريخ فتح وتخوفات ما بعده داخليا واقليميا



غزة \ رام الله \خاص سما\

 أقل من اسبوع ويكون الفلسطينيون على موعد مع انعقاد المؤتمر السابع لحركة فتح والذي يعتبره الكثيرون المؤتمر الأهم في تاريخ الحركة لأبعاده الإقليمية والمحلية بل والدولية.

ولا يختلف اثنان من المراقبين، على أن حالة من الانتظار والترقب تسود تل ابيب والدول العربية المحيطة لمؤتمر فتح السابع والمرحلة التي تليه، والتي ستشكل علامة فارقة في تشكيل رؤيا فلسطينية جديدة للعلاقة مع العرب أو في داخل فتح بما فيه مستقبل دحلان وتياره في فتح ومناصريه.

ولكن ما بين المؤيد لعقد المؤتمر وتخوفات البعض من نتائجه ومرحلة ما بعد المؤتمر فإن مؤشراً واضحاً حاسماً يظهر للملأ؛ ألا وهو "عناد الرئيس الفلسطيني" عباس وعزمه على إيجاد أرضية جديدة ومفاهيم جديدة لعلاقته مع فتح والمحيط، رغم الاخطار الجسام لكل خطوة يقدم عليها والتي وصفها البعض بانها تشبه الانتحار السياسي فيما قال اخرون بانها ممر اجباري لا مفر منه".

"سما" استطلعت آراء العديد من المواطنين، في الضفة وغزة، من مؤيدي فتح والفصائل الأخرى في محاولة منها لاستنباط مجرى التحولات الكبرى في فتح ومدى انعكاسها على حياة المواطنين وطرق تفكيرهم ومستقبلهم.

المواطن عبد الرحيم أحمد 34 عاما من قرى رام الله يقول "هذا مؤتمر هام جدا ومن الضروري ان يعقد في موعده ولكن ما يزعجني هو استبعاد شخصيات نضالية عريقة وذات ماضٍ كبير في فتح واستبدالها بأشخاص مجهولين أو يتمتعون بصفة قرابة لبعض المسؤولين دون أن يتم توضيح الاسباب".

ويضيف "التجديد مهم في حركة مثل فتح ولكن تواصل الاجيال مهم وضروري، ويجب أن يعرف الجميع بان هذه الحركة لم تولد اليوم وان معيار الانتساب لها ومؤتمرها هو حب الشعب لها واخلاقها والقدرة على العطاء بعيدا عن الحسابات الشخصية والمصالح السخيفة".

المواطنة مريم راسم 45 مدرسة من غزة تقول "لدينا احساس عام بأن غزة لم تاخذ حقها في المؤتمر وانه قد تم استثناء شخصيات هامة وفاعلة حتى من اكثر المدافعين عن الرئيس عباس شراسة والسبب كما قرأت على صفحات الفيسبوك هو لان من قام باعداد الاسماء لا يحبون فلانا او علانا".

وتابعت: "الحساب يأتي بعد انتهاء المؤتمر والآن ما يهمنا هو انجاح المؤتمر "اللي حضر بيسد" حسب قولها.

المواطن عريف محسن 35 عاما من قضاء رام الله يقول بانه شعر بالفرح عندما سمع بان شخصيات من قيادة فتح التاريخية ستعود لترشيح نفسها لانه قد تم استبعادها في المؤتمر السادس عبر مؤامرة" موضحا " نريد شخصيات غير فاسدة نفخر بها وقادت فتح عبر نضالات مستمرة ولا احد يستطيع ان يمسها سمعتها بسوء وبعيدة عن الارتباطات الاقليمية والدولية امثال نصر يوسف وابو شاكر النتشة وسمارة وغيرهم من الذين عاصروا الثورة منذ بدايتها فهم ضمانة للمستقبل".

محمود عائد 45 من رفح ويعلن عن نفسه بانه من مؤيدي دحلان يقول "هذا المؤتمر كارثة لانه ينعقد فقط للتخلص من دحلان ولكي يقول الرئيس للعرب والرباعية "لا" وان فتح وراءه لا تخذله، وهذا سيكون له تاثيرات خطيرة على مستقبل فتح والقضية الفلسطينية وسيؤدي الى مزيد من التشرذمات التي لا لزوم لها".

ويقول الكاتب الفلسطيني مصطفى ابراهيم ان "الرئيس عباس وعدد ليس قليل في قيادة الحركة مستعجلون من أمرهم لحجز مناصب عليا لهم وكأن الهدف من عقد المؤتمر هو طرد عضو اللجنة المركزية في حركة فتح محمد دحلان نهائياً من الحركة." مضيفا "إن عقد المؤتمر بهذه العجلة يكمن في أن الرئيس محمود عباس ومن معه يرون في أنفسهم الأقوى وهم مستمرون في رؤيتهم والهدف هو عقد المؤتمر للحفاظ على سلطتهم وإمتيازاتهم، وتثبيت شرعيتهم من دون النظر الى ديمومة الحركة وإعادة الإعتبار لها".

من جهته يقول الكاتب وعضو المجلس الاستشاري لفتح د.ابراهيم أبراش  " حركة فتح مؤسسة المشروع الوطني والعمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية ولأن رئيسها رئيس منظمة التحرير ورئيس السلطة الوطنية ، فإن المؤتمر العام  السابع يختلف عن مؤتمرات الأحزاب والفصائل الأخرى .  المؤتمر وإن كان مطالبا باستنهاض حركة فتح ومعالجة مشاكل فتح الداخلية ، إلا أنه مطالب أيضا بالتصدي لقضايا ذات أبعاد وطنية وإقليمية ودولية واستنهاض الحالة الوطنية ، الأمر الذي يتطلب رؤية وبرنامجا سياسيا يلامس كل هموم المواطن والوطن ".

من جهته يقول القيادي في حركة حماس د.غازي حمد في تعليقه على عقد المؤتمر السابع لفتح " إن هناك مشكلة كبيرة في فتح اسمها (أبو مازن) !! وأبو مازن مصمم أن يقود فتح في الممر (الإجباري) ,حتى لو كان صادماً لكثير من أبناء وقيادات فتح . يريد من خلال المؤتمر السابع تأكيد شرعيته ونفوذه ,وانتاج (طبعة جديدة) لحركة فتح ,واغلاق الباب امام عودة دحلان ,ثم اغلاقه (بالترباس) امام الرباعية العربية."

ويضيف حمد "قرارات الفصل وقطع الرواتب وتحجيم اعضاء المجلس الثوري (او ما يحلو للبعض ان يسميه بالمذبحة الفتحاوية)، وقرار اجراء الانتخابات البلدية ثم الغاؤها، ثم تجيير المحكمة الدستورية لمنحه صلاحيات سحب حصانات النواب ...كلها تجري بقرار من الرئيس دون مشاورة مع أحد."

وتابع "حتى خلافه مع دحلان, فان ابو مازن أشهر سيفه في وجه الكل بأنه إذا لم ينصاعوا لتوجهاته فانه سيصنفهم ضمن (المتجنحين) ومن ثم الطرد خارج الحركة,( حتى لو بلغ العدد الفا كما ذكر احد قيادات فتح)".

من جهته قال القيادي في فتح والنائب السابق حسام خضر والذي تم اتسبعاده من المؤتمر "أن ما يسمونه مؤتمراً هو مؤامرة لإنهاء حركة فتح ، والقائمين عليه فئة ضالة"..

وأضاف: "إن هذا المؤتمر المؤامره جاء لينهي دور فتح التاريخي في قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية المقاومه، لذا لا مكانه لكثير من قيادات وكوادر الحركة التاريخيين في الارض المحتلة وخارجها.. وانا شخصيا كنت اتوقع مثل هكذا اجراء من فئة ضالة عابثة وجبانة تقلدت زمام القيادة في الصدفة لحركة تاريخية عملاقه بحجم فتح وتاريخها وارثها؟"

ويقول الدكتور عاطف ابو سيف من غزة ان فتح بحاجة لعقد مؤتمرها كي تصوب الوضع الداخلي وتعيد التجديد لهيئاتها القيادية وتصلب عودها في ظل محاولة تفكيك الحركة من خصومها الذين باتوا خارجها. ويضيف "هذا بدوره لا بد أن ينسحب على المنظمات القيادية القاعدية أيضا لإفشال محاولات حرف انتباه «فتح» وأبنائها عن مهمتهم الأساس وتشتيت ولائهم".