اكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء الاثنين، أنه لا يرى في حركة حماس "حركة إرهابية" وإنما جهة سياسية نشأت لاعتبارات وطنية ويسعى معها لتحقيق السلام بالمنطقة.
وأضاف للإسرائيليين "حتى اليوم جلستم مع أبو مازن ومع فتح، هل حققتم نتائج؟ كلّا، لم تحققوا شيئاً. إذا لم تحصل انتخابات، ينبغي على فتح وحماس الجلوس إلى الطاولة".
وقال أردوغان خلال لقاء أجرته معه الصحفية إيلانا ديان للقناة العبرية الثانية من قصره في أنقرة أن بلاده تسعى لتحسين علاقاتها مع كافة الدول وفتح صفحة جديدة مع إسرائيل وطي الخلافات معها بعد حادثة سفينة مرمرة التي قتل على متنها 9 أتراك عام 2010.
وبين أن حكومته لا زالت ترفض الرواية الإسرائيلية بشأن الحادثة على متن السفينة. معتبرا رواية ضباط الجيش الإسرائيلي وما تم نشره من فيديو مجرد أكاذيب.
وأشار إلى أن ما دفع حكومته لقبول المصالحة مع إسرائيل هو اعتذارها عن الحادثة، ودفع التعويضات والعمل على تخفيف الحصار عن غزة. مشيرا إلى أنه تم تطبيق الأولى والثانية مع تحسين العلاقات وعودتها وفي انتظار تخفيف ورفع الحصار تدريجيا عن القطاع.
وأضاف "كانت المفاوضات بروح إيجابية أثرت على تقدمها سريعا بهدف إعادة العلاقات إلى طبيعتها".
ووجهت ديان سؤالا إلى أردوغان "في حال تم رفع الحصار غدا، هل يمكن أن تضمن وقف حماس لإطلاق الصواريخ؟". فرد أردوغان متسائلا "هل يمكن أن تخبريني أن إسرائيل لن توجه سلاحها ضد غزة؟".
وأضاف "نحن بحاجة إلى رؤية الأشياء من كلا الجانبين، ليس مجرد إلقاء اللوم على حماس، يجب أن نخرج من هذه الحلقة المفرغة دون المقارنة بين الأطراف، فلا يمكن مقارنة ما تفعله إسرائيل بما تفعله حماس من الناحية العسكرية".
ورأى أردوغان أن حماس حركة ليست إرهابية وينبغي أن تكون جزءا من أي حل مع إسرائيل. مضيفا "حماس نشأت لاعتبارات وطنية، جلستم مع فتح ولم تحققوا شيئا، فتح وحماس يجب أن يجلسا على الطاولة للوصول لحل".
وبشأن علاقاته مع قيادة حماس، أشار الرئيس التركي إلى أنه يلتقي باستمرار مع قيادات الحركة وأنه لا يملك أجندة سرية ويعمل لتحقيق السلام في المنطقة بالتنسيق مع حماس. قائلا "إن لم نحقق السلام سيكون الأمر مؤسفا".
وأبدى استعداده للتوسط بين حماس وإسرائيل على أن تتخذ تل أبيب خطوات جدية من أجل التوصل للسلام.
وبشأن الجنود الإسرائيليين المفقودين بغزة، أشار إلى أنه لم يكن من ضمن شروط صفقة المصالحة مع تل أبيب، لكنه أبدى استعداده في إطار الحديث بينه وبين بنيامين نتنياهو لبذل قصارى جهد أنقرة لحل هذه القضية.
وبشأن الوصف الذي أطلقه ضد الجيش الإسرائيلي خلال الحرب الأولى على القطاع عام 2008- 2009، حين قال أنها أسوأ من أفعال هتلر، قال أردوغان "الحديث يتغير حسب المرحلة، قلت ذلك حين كانت غزة تتعرض للقصف .. آلاف المدنيين الأبرياء قتلوا في القصف ولا يمكن أن أنسى ذلك .. أنا لا اتفق مع ما قام به هتلر ولا اتفق مع قامت به إسرائيل في غزة، ولا يوجد مقارنة".
وانتقد أردوغان السياسات الإسرائيلية في القدس ومحاولة السيطرة على المسجد الأقصى، قائلا "لا تستطيع إسرائيل السيطرة على الأقصى من خلال الحفريات، القدس للديانات الثلاثة وعلى الجميع احترام ذلك، نحن الآن في حالة مرحلة تطبيع ولا أريد الحديث عن هذه القضايا ويجب أن ننتهي منها بالتوصل لاتفاق سلام".
كما كشف اردوغان عن أن حكومته في عام 2008 كانت تتوسط بين إسرائيل وسوريا وقد توصلت لنقطة النهاية لتوقيع اتفاق بينهما ولكن أغلقت المفاوضات بسبب الهجوم على قطاع غزة الذي أنهى على مستقبل حكومة أيهود أولمرت وتوقفت حينها المفاوضات.