هل تقترب مصر من حماس ..ام لاشغال اهل سيناء بالاقتصاد وابعادهم عن داعش ؟

الإثنين 14 نوفمبر 2016 10:00 ص / بتوقيت القدس +2GMT
هل تقترب مصر من حماس ..ام لاشغال اهل سيناء بالاقتصاد وابعادهم عن داعش ؟



القدس المحتلة / سما /

كتب آفي يسسخروف : -  بعد 3 سنوات ونصف من التوتر بين القاهرة وغزة، ظهر مؤخرًا تحسّن في العلاقات بين مصر وحماس، لقد فتحت مصر معبر رفح خلال الشهر الماضي بين القطاع وسيناء لأيام أكثر مقارنة بالأشهر الماضية، غيّرت من تعاملها مع السكان الذين يمرون عبر المعبر، وأعلنت أنها تدرس سلسلة مشاريع اقتصادية ستسمح بتحسن الوضع الاقتصادي في غزة وسيناء.

في الأسابيع الماضية خرجت وفود اقتصادية من قطاع غزة لمصر من أجل مناقشة تلك المشاريع، من بين عدة أمور تدرس القاهرة إمكانية إقامة منطقة تجارة حرة في رفح بين القطاع وشبه جزيرة سيناء، منطقة تجارة كهذه ستسمح لكل تاجر غزي بشراء منتجات من الجانب المصري، خلافًا للوضع القائم اليوم، حيث يُسمح فقط للتاجر الغزي بشراء البضائع من إسرائيل.

محمد دحلان إحدى الشخصيات التي أعلن عدة مرات عن مشاركتها بالتوسط بين القاهرة وحماس في غزة، مسؤول فتح سابقًا الذي اعتبر خصمًا لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. زوجة دحلان، جليلة، دخلت لغزة مؤخرًا من جديد، ولكن هذه المرة عبر معبر رفح، وخرجت مع الوفد الاقتصادي. أيضًا البضائع المصرية التي دخلت من معبر رفح لغزة في تزايد مستمر، فقد دخل في العام الماضي من رفح لغزة 64.469 طن اسمنت، 2.777 متر مكعب من الخشب، و16.800 طن حديد، جزء كبير من تلك البضائع تصل في نهاية الأمر ليد الذراع العسكري لحماس ويتم استخدامها في بناء الأنفاق.

ليس واضحًا إلى أي مدى يرتبط تغير الاتجاه هذا في العلاقات بين مصر وغزة بأزمة العلاقات بين القاهرة وبين أبي مازن والتوتر حول دعمها لدحلان. فكرة تغير الاتجاه المصري لا يعود إلى حب كبير لحماس، بل بالأساس من الحاجة لتعزيز تأثير القاهرة على التنظيم، لتحسين الاقتصاد المحلي الغزي، وكذلك سيناء، وكذلك لدعم موقف الحليف دحلان.

لقد كشفت القاهرة في السنوات الأخيرة عن عداء كبير في العلاقات مع حماس، وخاضت حربًا قاسية ضد التنظيم، بسبب العلاقات الوثيقة بينه وبين الاخوان المسلمين، وأيضًا بسبب إثباتات على العلاقة بين الذراع العسكري لحماس في غزة وبين أفراد تنظيم "داعش" الذين يعملون في سيناء. ومع ذلك، في الآونة الأخيرة في ظل الصعوبات في قيادة القتال في شبه جزيرة سيناء والحاجة لدعم السكان المحليين، تمت دراسة إجراءات مختلفة قد تؤدي لتحسين الوضع الاقتصادي في سيناء. مسار التجارة بين شبه جزيرة سيناء وغزة عن طريق الأنفاق شغل في السابق عشرات الآلاف من البدو في المنطقة.

بالإضافة لذلك، فقد قامت حماس مؤخرًا بموجة اعتقالات واسعة في صفوف نشطاء الجماعات السلفية المتطرفة، عدد المعتقلين - حسب مصادر في غزة - وصل لـ 40 ناشط الاعتقالات تمت في أعقاب تحذيرات معينة وصلت لأجهزة الأمن التابعة لحماس حول نية التنظيمات السلفية تنفيذ إطلاق صواريخ نحو إسرائيل، لكن ما زال غير واضح إذا ما كانت هذه الخطوة التي قامت بها حماس هدفها تحسين علاقتها مع القاهرة أو منع تدهور الوضع أمام إسرائيل.

كاتب اسرائيلي متخصص في الشئون الفلسطينية