قيس عبد الكريم: استنهاض "فتح" استنهاض للحالة الوطنية

الثلاثاء 08 نوفمبر 2016 07:54 ص / بتوقيت القدس +2GMT
قيس عبد الكريم: استنهاض "فتح" استنهاض للحالة الوطنية



رام الله - سما -

اعتبر نائب أمين عام الجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم، استنهاض حركة فتح عبر عقد مؤتمرها السابع في نهاية الشهر الجاري، استنهاض للحالة الوطنية بشكل عام، في ظل الحاجة للانتقال إلى استراتيجية وطنية جديدة للخروج من الأزمات الناجمة عن انسداد الأفق السياسي.

وقال عبد الكريم، في حديث لبرنامج " ذاهبون إلى المؤتمر" الذي بث الليلة عبر تلفزيون فلسطين وعدد من الفضائيات والاذاعات الفلسطينية: "إن استنهاض الحركة الوطنية مسألة لها شروطها التي من بين عناصرها استنهاض حركة فتح، والمطلوب بالدرجة الرئيسية أن يسفر المؤتمر عن توضيح وجهة نظر فتح ورؤيتها للأزمة العامة التي تعيشها الحركة الوطنية بعناصرها وامتداداتها المختلفة بشكل عام.

ورأى عبد الكريم أن رؤية فتح ممكن أن تشكل مساهمة رئيسية في مواصلة وتكثيف العمل لإعادة ترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني، للنهوض بمتطلبات المواجهة مع الاحتلال، في ظل ظرف إقليمي ودولي شديد الاضطراب ينعكس في كثير من جوانبه على القضية الفلسطينية.

وشدد على الحاجة لبرنامج سياسي يشكل قاسما مشتركا ما بين الفصائل في الساحة الفلسطينية، معتبراً أنه قد يشكل العامل الرئيسي للاستنهاض وللشراكة الوطنية، بالقول:" فتح عنصر رئيسي من عناصر هذه الحالة، وما هو مطلوب أن تحدد بوضوح أكبر رؤيتها حول البرنامج السياسي أو الاستراتيجية الوطنية للمستقبل".

وبين عبد الكريم أن أبرز ما هو مطلوب من حركة فتح في مؤتمرها السابع ومن خلال سياستها بشكل عام، أن تتبين السبل التي تستطيع فيها ان تكون أكثر فعلاً بالمبادرة لإنهاء الانقسام، وإزالة العقبات التي تعترض طريق تنفيذ اتفاقات المصالحة.

وأضاف: "نعلم أن ثمة عقبات من جانب حماس، ووجود عوامل غير فلسطينية تدعمها وتعززها، لكننا نعتقد أننا قادرون على تحقيق خطوات أكثر فعالية في معالجة هذه العقبات".

واعتبر عبد الكريم اعتراف حماس بمنظمة التحرير الفلسطينية إنجاز سياسي هام، يقلص من المحاولات الخارجية والاقليمية اصطناع بدائل لمنظمة التحرير الفلسطينية، لتمزيق وحدة ووحدانية التمثيل الفلسطيني، وأضاف: "لا أحد ينكر أن حماس جزء من النسيج والمجتمع الفلسطيني، بصرف النظر عن رأينا بسياستها وارتباطاتها الإقليمية أو الدولية، لكن عليها أن تكون جزءاً من الحالة الوطنية وشريكاً بها".

وحول مخرجات المؤتمر ومرحلة ما بعد انعقاده، قال: "اذا خرج المؤتمر بنتائج تعزز الشراكة الوطنية العامة، في إطار منظمة التحرير وتساعد على الانتقال إلى استراتيجية وطنية جديدة، فهذا سينعكس ايجاباً على مجمل الحركة الوطنية الفلسطينية ومختلف فصائلها".

واعتبر عبد الكريم تعزيز السمة الديمقراطية لفصائل العمل الوطني، مساهمة في خروجنا جميعاً من الأزمة الوطنية التي نعيش بها، وإعادة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، وأشار إلى أن  "فصائل اليسار" في طريقها لعقد مؤتمراتها لتعزيز العلاقات الديمقراطية، لافتاً إلى تحضير الجبهة الديمقراطية لعقد مؤتمرها السابع في العام المقبل.

من جهته أوضح المتحدث باسم حركة فتح في غزة فايز أبو عيطة، المؤتمر السابع للحركة استحقاق تنظيمي، وقال: "الأمور وصلت إلى مدى كبير من التحضير، ولم يتبقى إلا القليل لانعقاد المؤتمر، واستنهاض الحركة".

وفي إشارة لاعتباره استنهاض فتح استنهاض للحالة الوطنية، قال أبو عيطة:" الفصائل الوطنية تقول إذا كانت فتح بخير فنحن بخير، واستنهاض فتح هو استنهاض للحالة الوطنية بشكل عام وللقضية الفلسطينية، مؤكداً أن فتح تعتبر قوتها قوة لكل الفصائل الوطنية.

وأكد مناقشة المؤتمر للتفاصيل والبرامج، بالقول: "المؤتمر سيد نفسه حال انعقاده، وهو أعلى هيئة قيادية في حركة فتح، وسيناقش كل التفاصيل والبرامج"، وأضاف: "بات من الضروري أن تجيب فتح على العديد من التساؤلات وأن تقدم الاجابات حول تحديد آليات سبل مواجهة الاحتلال، والتطرق لموضوع قطاع غزة، الذي يعاني من ويلات الانقسام واقرار اليات التعامل مع قضاياه."

وفيما يتعلق بقضية إنهاء الانقسام، تساءل أبو عيطة: "ما قيمة الاجتماعات مع حماس ما لم يكن هناك نوايا صادقة لإنهاء الانقسام وإرادة وطنية صادقة؟! معتبراً الارادة السياسية والنوايا الحسنة إذا ما توفرت، هي من شأنها تنفيذ الاتفاقيات الموقعة، وأكد قائلا: "نحن بحركة فتح نقترب من كل الفصائل الوطنية الفلسطينية، لكن الأمر يتوقف على استجابة حماس".

أما الكاتب والمحلل السياسي باسم برهوم، فقد أكد أن فتح صاحبة المبادرة التاريخية، التي انطلقت بالثورة، وانتزعت المبادرة التاريخية، وقالت إن الحركة الوطنية حركة للشعب الفلسطيني لها قراراها الوطني المستقل، لتبدأ عجلة التاريخ الوطني الفلسطيني تتبدل، وتتوجه نحو العمل الوطني الحقيقي الذي يهدف إلى التحرير والاستقلال والحرية.

ورأى برهوم قرار عقد المؤتمر، عودة لفتح لانتزاع المبادرة التاريخية مرة أخرى، مشيراً إلى عبارة الرمز الشهيد أبو عمار بعد هزيمة الأنظمة العربية في حرب 1967  "هم هزموا ونحن لم نهزم"، معتبراً هذه العبارة هي المعيار لتبديل التاريخ بعد هذه الهزيمة.

ووصف برهوم مؤتمرات فتح بالتاريخية، وبالمفاصل والمنعطفات الوطنية، مؤكداً أبرز عناوين المؤتمر، ألا وهي منظمة التحرير، وفصائلها، والوحدة الوطنية، والانقسام، معتبراً ما سينتج عن مؤتمر فتح السابع ليس برنامجاً خاصا بها، وإنما بمثابة خطوط عامة للمرحلة المقبلة.