أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، على أن طبيعة علاقة حركة فتح بالفصائل الأخرى، قائمة على الحوار وعدم إقصاء الآخر، والتصرف بكامل المسؤولية الوطنية التي وصفها بمسؤولية الأب، مؤكداً أن فتح لا تتعامل بردود الفعل.
وقال الأحمد في حديث لبرنامج " ذاهبون إلى المؤتمر" الذي بث الليلة عبر تلفزيون فلسطين وعدد من الفضائيات والإذاعات الفلسطينية:" إن حركة فتح لا تتعامل بردود الفعل، فعندما بدأت التحضير للانطلاقة، جعلت قضية الوحدة الوطنية الفلسطينة وانخراط كل الاتجاهات والتيارات بحرب التحرير الشعبية، والكفاح المسلح الاستراتيجية الجديدة التي طرحتها الحركة، أن لا تتعامل بردود الفعل، وإنما كما قال الشهيد ياسر عرفات " دع في زهرة تتفتح في بستان الثورة"، مشيراً إلى تجاوز الحركة انتقادات الاحزاب القائمة في ذلك الوقت في بدايات الانطلاقة ، والتي شنت بعضها حرباً ضد حركة فتح عبر وسائل الاعلام الخاصة بها، حتى وصفها البعض بالحركة المشبوهة.
وشدد الاحمد على ان فتح لطالما حاولت منع صدام الفصائل ببعضها وضغطت على نفسها ولم تتعامل بردود الفعل.
وبالاشارة إلى تاريخ حركة فتح وإدارتها الحوار مع الفصائل الوطنية ، أكد الأحمد أن الحركة رحبت بالجميع على أساس المضي في طريق المشروع الوطني، مقدماً حزب البعث مثالاً، عندما حاول أن يدخل حركة فتح وتحويلها إلى الجناح العسكري التابع له، مذكراً بالحوار الذي أقامه الشهيد الرمز أبو عمار مع الاخوان المسلمين، عندما دعاهم للانضمام، وقابلوه بالرفض، ومن ثم أقام لهم في احراش جرش قواعد تابعة لفتح، ومن ثم انسحب الاخوان وتركوا سلاحهم بعد شعورهم بالخوف من امتداد المسألة.
وأشار الاحمد لنموذج العلاقة بين حركة فتح والفصائل على مدار التاريخ، واستيعابها ردود الفعل سواء المفتعلة أو المرسلة للحركة في بعض الأحيان، فقال:" عندما كانت حركة فتح على خلاف مع العراق، تتبنى جبهة الرفض وذاتهم تحالفوا مع سوريا، لم يحدث أي صدام وتشكلت جبهة الرفض، وبقيت التنظيمات متحالفة في إطار منظمة التحرير، وخاضت موحدة معارك شرسة ضد الاحتلال الاسرائيلي.
وأضاف الاحمد نموذجاً آخر يوضح طبيعة علاقة الحركة بالفصائل الأخرى، فقال:" في مهرجان للجبهة الرفض التي قادتها الجبهة الشعبية في بيروت ، جاء الرمز أبو عمار إلى المهرجان دون دعوة، وطلب عريف الحفل في "اليونيسكو" من الدكتور جورج حبش التوجه للمنصة لالقاء كلمة عن الثورة الفلسطينية، وعندما صعد الحكيم حبش إلى المنصة قال:" عندما يحضر قائد الثورة ياسر عرفات لا يلقي كلمة الثورة إلا قائدها ياسر عرفات".
وحول علاقة الحركة مع حماس، أشار الأحمد إلى المفارقة في العلاقة بين حركة فتح وحماس وبين علاقتها مع الجهاد الاسلامي فقال:" لا يوجد أي توتر أو تناقض مع الجهاد الاسلامي ورغم وقوع بعض الاختلافات معها، إلا أنها لم تؤد إلى القطيعة"، موضحاً أن المشكلة مع حماس، التي نشأت من رحم حركة الاخوان المسلمين، الذين طرحوا أنفسهم منذ بداية التأسيس بديل عن منظمة التحرير، وأشار إلى خروج حماس عن إطار القيادة الوطنية الموحدة منذ بداية التأسيس، ومنذ الانتفاضة الأولى.
وأشار الأحمد إلى حركة الجدل داخل حماس، فقال:" بعض الكتاب يكتبون بأنهم بدأوا يقرون بضرورة تفكيرهم بأنهم جزء من الحركة الوطنية الفلسطينية، وهذا ما تريده حركة فتح، مطالباً حماس الالتزام بالعمل الوطني، والحركة الوطنية الفلسطينية، حتى تكون جزءاً من النظام السياسي الفلسطيني".
وحول مرحلة ما بعد المؤتمر أكد الأحمد العمل على إعادة الاعتبار لمؤسسات منظمة التحرير، وتصحيح ما أسماها " بعض الخلافات والمسلكيات الخاطئة التي سادت في العلاقات بين فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وأضاف:" بعد المؤتمر بشهر يجب أن يؤخذ المجلس الوطني الفلسطيني القائم حالياً، لاعطاء الحيوية لمنظمة التحرير الفلسطينية أمام محاولات حصار القضية الفلسطينية ، إلا في حال غيرت حماس موقفها بشكل ايجابي يعقد مجلس وطني جديد".
من جهته أكد أمين سر اقليم حركة فتح في لبنان رفعت شناعة على أن حركة فتح تؤمن بالوحدة الوطنية الفلسطينة، وتعتبرها الاساس في عملية مواجهة الاحتلال والتحرر، مؤكداً أن ذلك ضمن سياستها من منذ بداية تأسيسها.
واعتبر شناعة الانقسام في الساحة الفلسطينية متعلق بعوامل خارجية، فرضت على الساحة الفلسطينية بهدف اضعاف العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية ألا وهو فتح، موضحاً ان هذه الحركة العظيمة دائما ما تكون السباقة لمعالجة "الأورام والاوجاع" بشيء من المرونة، والتعاطي السياسي ومنح الثقة للأطراف الفلسطينية، كونها تعتبر معركتها الاسياسية مع دولة الاحتلال.
وأضاف شناعة:" فتح كانت ولا زالت تعمل على تقريب وجهات النظر، وتتمتع بالمرونة في حوارها مع الآخر".
رئيس تحرير جريدة الحياة الجديدة محمود أبو الهيجا وفي حديثه للبرنامج أكد على أن الوحدة الوطنية بالنسبة لحركة فتح ليست فلسفة فقط، وإنما هي من الثوابت المبدأية المعبرة عن طبيعة حركة فتح الوطنية الجامعة للكل الفلسطيني، الحركة دائماً تؤكد أن الوحدة الوطنية هي ضمانة تحقيق النصر للمشروع الوطني الفلسطيني.
وأشار أبو الهيجا إلى شعار حركة فتح " الديمقراطية في غابة البنادق"، موضحاً أنها لم تستخدم قوتها العسكرية لاقصاء أي تنظيم أو فصيل من الساحة الفلسطينية أو أي فكرة تخدم المشروع الوطني الفلسطيني، عندما كانت في مرحلة الكفاح المسلح التنظيم الأكبر والأكثر خبرة وتسليحاً.
وقال أبو الهيجا:" فتح قريبة من جميع الفصائل، ومن يتحدث اللغة الوطنية بشكل أوضح يكون الأقرب لحركة فتح"، مضيفاً:" وجود الفصائل من وجود فتح ووجود فتح من وجود الفصائل".
وحول علاقة حركة فتح بحماس قال أبو الهيجا:" لا يوجد خلاف لحركة فتح مع أي فصيل بالساحة الفلسطينية، أما ما يتعلق بالعلاقة مع حماس فهو عبارة عن صراع مشاريع، أي مشروع وطني ضد مشروع عالمي له تفاصيل وخفايا عديدة".