صحفي اسرائيلي حول عمليات الاعتقال بالضفة : "هذا ما يحصل أثناء نومكم ليلا

الأحد 06 نوفمبر 2016 06:59 م / بتوقيت القدس +2GMT
صحفي اسرائيلي حول عمليات الاعتقال بالضفة : "هذا ما يحصل أثناء نومكم ليلا



القدس المحتلة / سما /

 نشرت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الأحد، مقال للصحفي الاسرائيلي اليساري جدعون ليفي تحت عنوان "أثناء نومكم"، مشيرا فيها إلى الاعتقالات الإسرائيلية التي تجري ليلا في مدن الضفة الغربية وحالة الرعب التي يحدثها جنود الاحتلال في منازل الفلسطينيين على إثر تلك العمليات.

وقال ليفي في بداية مقالته "كيف تُسمى الشرطة التي تخطف قواتها كل ليلة أشخاص من بين أسرهم؟ كيف تُسمى الاعتقالات الجماعية بدون أمر من المحكمة؟ كيف يمكن تسمية التفتيشات الفظة في المنازل في منتصف الليل، بعضها بدون أي هدف أثناء تدريب القوات؟ كيف نُسمي هذه الأعمال التي يقوم بها الجيش وحرس الحدود والشباك في كل ليلة".

وأضاف "كيف نُسمي الدولة التي يعملون باسمها – ديمقراطية؟ الوحيدة في الشرق الأوسط؟ هل تذكرون أنظمة أمريكا اللاتينية .. مصدمون مما يجري في تركيا – إليكم الاحتلال الإسرائيلي في الضفة، ليلة تلو ليلة، على بعد ساعة صفر من منازلكم".

ونوه ليفي  للإعلان الإسرائيلي اليومي عن عمليات الاعتقال عبر حساب الجيش على تويتر وتفاخره بتلك العمليات بحجة اعتقال "مطلوبين مشبوهين بالإرهاب الشعبي والإخلال بالنظام والعنف". قائلا "مطلوبون، إرهاب شعبي وإخلال بالنظام، الصيغة واحدة دون ذكر أسماء المخطوفين. مثل صياد يعرض في كل صباح غنائمه التي اصطادها في الليل، هذا هو حال الجيش الإسرائيلي".

واوضح أنه لا تمر ليلة واحدة بدون عمليات خطف وتسجيل أرقام عالية من المعتقلين في بعض الليالي. قائلا "لا توجد ليلة بدون خطف. من هم؟ ما الذي فعلوه؟ من يهتم. جميعهم إرهاب شعبي، جميعهم في أيدي قوات الأمن".

و حول عمليات الجيش قال : "في هذه الليلة أغلقت قواتنا شقة سكنية ومخزن في نابلس تم استخدامها لتحضير العبوات الإرهابية. عبوات؟ شقة، مخزن؟ بأي صلاحية – نابلس هي منطقة ( أ)، لكن من يدقق بالتفاصيل. خلال عمل قواتنا في قرى محيط عتصيون عثرت قواتنا على آلاف الشواقل التي استخدمت في تمويل العمليات الإرهابية. وتم نقل الأدلة للقوات الأمنية. وأحيانا: "قواتنا اعتقلت في قرى محيط إفرايم مُخل بالنظام مشبوه بمشاركته بأعمال عنف ضد قواتنا قبل شهرين، حيث قام بتسلق سيارة. وتم أخذه إلى التحقيق ونُقل إلى أيدي القوات الأمنية". تسلق على سيارة، يجب أن نضحك أم نبكي؟".

واضاف "لا يوجد أي شيء مضحك في هذا العمل بالنسبة لمن يعرف طابعه. إنه يجعل مئات آلاف الناس يعيشون في حالة رعب متواصلة. الأولاد يبولون في أسرتهم، الآباء الذين يخافون إغماض عيونهم. الجنود يدخلون إلى المنازل عن طريق تفجير البوابات. وقبل أن تفهم ما يحدث يكون عشرات المسلحين، وأحيانا الملثمين أيضا، في بيتك، في غرف النوم وغرف الأولاد والمراحيض. هكذا يبدأ الكابوس، التفتيش والاعتقال دون إعطاء أي تفسير أو أمر قضائي".

وأشار إلى أن الجيش في بعض الأحيان يخرج سكان المنازل إلى الشارع دون السماح لهم بتبديل ملابسهم ويقوم بضرب الأب أمام أبنائه ويحطمون أثاب المنازل وسط حالات من الإهانة والزعرنة والاعتداء على الجيران برشهم بالغاز.

وتابع قائلا : "هذه تجربة صادمة لكل إنسان. وليس هناك أي فلسطيني لم يمر بها. ولا يوجد أي إسرائيلي يمكنه تخيلها". مشيرا إلى أنه عانى نفس الموقف الذي لن ينساه خلال تواجده في جنين ذات إحدى المرات.

و يتابع" يقتادون الفلسطيني مقيد ومعصوب العينين إلى التحقيق الذي لا يمكن معرفة نهايته. وقد يستمر ذلك لأسابيع ويشمل الإهانة والتعذيب، وأحيانا بدون أساس. حوالي مليون فلسطيني تم اعتقالهم خلال سنوات الاحتلال. حوالي مليون!".

وأشار إلى تقرير صادر عن الأمم المتحدة أن ما بين 4 و17 تشرين الأول حدث 178 اقتحاما ليليا من قبل الجيش الإسرائيلي، بمعدل يصل إلى نحو 14 اقتحاما كل ليلة. معلقا على ذلك "هذه الأيام هادئة نسبيا باستثناء العمليات الإرهابية الفردية التي لن يمنعها أي اقتحام، فتاة تريد الموت، لن يتم اعتقالها في الليل. والرعب الليلي قد يشجع الآخرين على تنفيذ عملية أخرى يائسة".

وختم مقالته قائلا "كل ليلة وأنتم نائمين، وبعد ذلك هناك إسرائيليون يتجرؤون على القول – سواء بسبب جهلهم أو وقاحتهم – بأن الاحتلال قد انتهى، أو على الأقل، النقاش فيه يثير الملل لديهم".