(1) مهارة واحتراف
فريق (برشلونة) لكرة القدم من الفرق المحترفة التي سجلت انتصارات باهرة ومتتالية ,وحازت على بطولات محلية وعالمية .
ما يميز هذا الفريق هو العلاقة التكاملية الرائعة التي تربط بين افراد الفريق, وهي سر القدرة المثيرة للإعجاب في نقل الكرات والهجوم والتهديف, رغم المهارات العالية لكل لاعب على حده.
الثلاثي المخضرم (ميسي ونيمار وسواريز) يمتلكون مهارات استثنائية في تهديد مرمى الخصوم . ميسي ذكي جدا في التقاط الكرة ومناورة اللاعبين وتسجيل الاهداف بشكل خاطف (يبلش) حارس المرمى , اما نيمار فهو ثعلب من الدرجة الاولى من حيث المراوغة وتمرير الكرة خلسة بين الاقدام لتصل الشباك . سواريز ,رغم انه ثقيل الحركة, الا انه بارع في تسجيل الاهداف من المناطق الضيقة المحاصرة .
الفريق له (نَفَس طويل) في نقل الكرة بين لاعبيه,لدرجة انك تشعر بالضجر من كثرة التنقلات(تيكي تاكا),لكن هذه التنقلات تتدحرج شيئا فشيئا ,بصبر واناة ,لتفاجئك الكرة وهي تصل الى عقر الخصم, (سياسة انتهاز الفرص).
يحرص برشلونة ,طوال المباراة, على الا تفلت الكرة من بين اقدام لاعبيه من خلال شبكة تواصل ماهرة ومحسوبة,(الاحتفاظ بأوراق اللعبة), فكل لاعب يجد زملاءه عن يمينه ويساره حتى لو كان محصورا في الزوايا الضيقة ,وبالتالي يبقى مسيطرا على ساحة الملعب اغلب الوقت,(أخذ زمام المبادرة) .
صحيح انه يخسر في بعض الجولات لكنه سرعان ما يستعيد عافيته وتألقه,(فقه المراجعات).
السياسة الفلسطينية بحاجة الى (لعب برشلوني) !!
فريق متكامل , مهارة في اللعب, حرفية في اقتناص الفرص ,وتسجيل أهداف في مرمى الخصم!
أي خلل في هذه المعادلة يعني الهزيمة .
(2) لعب الهواة !
رغم العمر الزمني الطويل للقادة (اللاعبين) الفلسطينيين ,ورغم طول التجربة والجري في الميدان ورغم (التدريبات الشاقة) الا انهم لم يكتسبوا فن اللعب السياسي ولا مهارة التهديف .
لم يستطيعوا ان يشكلوا فريقا متكاملا ,ولا ان يلعبوا السياسة على اصولها ,ولا ان يحتفظوا بالكرة (اوراق اللعبة),وفضلوا اللعب على طريق الهواة من الدرجة الرابعة, لذا فانهم خسروا الدوري والكأس (الوطني) وخسروا قضيتهم وشعبهم, .
غاب الهدافون السياسيون المخضرمون, الذين يلتقطون الكرات ,على طريقة ميسي ونيمار وسواريز, لضرب وخرق الشباك, وحضر الهدافون(المجربون) الذين تطيش كراتهم خارج المرمى الاسرائيلي الذي لا يبعد عنهم سوى أمتار معدودة!!.
طوال عقود , لم نر (شي كبير يا عمري) على حد تعبير رءوف خليف, ولا (روعة اقدامك يا ميسي) كما يردد فهد العتيبي !!
سقط لاعبونا في فخ (التسلل) التفاوضي الذي نصبه لهم الفريق الاسرائيلي ,وفي (مناورات) المجتمع الدولي , فغدت كل اهدافهم (بيضاء), كما يتفكه عصام الشوالي !!
الحكام الدوليون الذين أغمضوا عيونهم عن (الفاولات) الاسرائيلية المستحقة (كروت حمراء) ,غضوا الطرف عن ضربات حرة مباشرة لا حصر لها, فتمادت اسرائيل في غيها وحولت الملعب الى مستوطنة كبيرة.
(انريكي) الفلسطيني لم يعد قادرا على اعطاء المزيد من المهارات, وفقد القدرة على السيطرة على مجريات اللعب , فلا تغيير في الخطط ,ولا تبديل في اللاعبين, فأضحت الخطط الهجومية (محروقة) ومكشوفة ,واصبح الفريق منهك القوى عديم الفائدة .
(حارس مرمى) المشروع الوطني فقد شهيته لالتقاط الكرات التي باتت تباغته من كل ناحية ,وأصابه الغضب من كثرة الركلات الاسرائيلية,وأدرك ان لاعبيه تركوا (جبل الرماة) وانشغلوا بأنفسهم وتشتتوا في الملعب وتركوه لقمة سائغة للاهداف السهلة !
(3) مباراة بلا اهداف
الملعب الفلسطيني يغص باللاعبين المتشحين بالفانلات فاقعة الالوان.
لأول وهلة تحسبهم جميعا(فريقا) لكن (لعبهم) شتى !!
من شدة زهوهم وتبخترهم وشدة استعراضاتهم في الملعب يذهب بك الظن ان الاهداف ستغزو مرمى الخصم في الدقائق الاولى .
حالما تبدأ المباراة يجري لاعبو الفريق الوطني في الملعب على غير هدى . لا تكاد تعرف الجناح الايسر من الايمن ولا الهجوم من الدفاع , وتنتقل الكرة يمينا ويسارا, تعلو وتهبط ,دون اختراق لدفاعات الخصم ودون تسجيل اهداف.
يصابون بالتعب ويدهمهم الاعياء ويغتالهم الملل والاحباط .
(الالتراس) الفلسطيني الذي يتفرج على (لعبنا) السياسي اصابه الملل من طول المباراة ,والتي تم تمديدها لجولة(سنة) ثانية وثالثة وعاشرة وترجيح للركلات دون اهداف, ففضل التفرج على مباريات أجنبية فيها الكثير من المتعة والاثارة .
يكثر اللغط وتعم الفوضى, ويبدأ اللاعبون في اتهام بعضهم بتضييع الفرص واهدار الاهداف, بل ان بعضهم يتهم زملاءه بأنهم يسهلون للاعبي الخصم المرور عبر (دفاعاتنا المحصنة) لتسجيل اهداف مشبوهة!!
ورغم الخسارة الكبيرة في التي لحقت بفريقنا الوطني في اغلب المباريات السياسية فان بعض اللاعبين(المتعودين على تسويق الاوهام) يقولون انهم حققوا اهدافا لكن الحكام (العميان) لم يحتسبوها بسبب انحيازهم , ويصرون على أن (شباكنا نظيفة) وأن اهداف العدو (سحابة صيف) , ويحلفون أغلظ الايمان انهم فازوا في مباريات الكأس والدوري وكأس السوبر والديربي, وأن رفوف النادي السياسي متخم بالكؤوس والشهادات التقديرية ..!!
كنا نتمنى ان يهتف(الالتراس) لفريقنا الوطني مشجعا وداعما:("دايما معاه روحنا فداه وفي أي مكان بنروح وراه) ,لكن صفير الاحتجاج الصاخب والغاضب لم يصل اذان اللاعبين.
(4) الدوري الوطني.. والاستحقاقات المطلوبة
(الدوري الوطني) امامه مشوار شاق وطويل .
وما لم يتم تجديد وتغيير اللاعبين(القدامى) وسحب هرمونات التنشيط من دمائهم, واحالة بعضهم الى التقاعد السياسي بسبب السن, واخرين بسبب اصابتهم الدائمة(العجز)...واخرين بسبب ضمور النظر السياسي وفقدان الرؤية !!
وما لم يتغير (انريكي) وطاقمه الفني..
وما لم تتغير خطط اللعب لتصبح قوية فاعلة ..
وما لم يتشكل فريق مؤهل-يمثل صفوة النوادي- يضم هدافين محترفين..
فان لعبنا السياسي سيكون (على الفاضي), وستلاحقنا الهزيمة وتمتلئ شباكنا بالأهداف, ولن نحصل (كأس ولا دوري), ولا حتى ان نكون في الدرجة العاشرة !! ..
سنجد الكثير من التبريرات والتفسيرات لتبرير هزائمنا المتتالية وخروجنا المعتاد من الدوري(الاقليمي والدولي), لكن شعبنا الذي يتفرج على (المباراة )لاكثر من سبعين عاما سيكون بمقدوره أن يقول-بشجاعة- للاعبين الذين انتهت صلاحيتهم وفقدوا دورهم :(بره..بره) , كفانا هزائم ..كفانا فشل !!