على هامش الزيارة التي يؤديها بداية من الثلاثاء الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتريلا إلى الضفة الغربية، أدلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى مجموعة من الصحف الإيطالية مثل لاستامبا ولاريبوبليكا، بتصريحات تعرض فيها للوضع العام في الضفة والقطاع، ومفاوضات السلام مع إسرائيل، والعلاقة المتوترة بين فتح وحماس.
وفي سؤال يتعلق بتعدد مبادرات السلام التي شهدتها الساحة الدبلوماسية في السنوات الأخيرة، قال أبو مازن، إن المبادرة العربية للسلام أو مبادرة الملك عبد الله في 2002، لا تزال بعد كل هذه الفترة المرجعية الأفضل والأشمل لإطلاق عملية سلام شامل وعادل، لو قبلت إسرائيل بها، بعد أن اعتمدتها الدول العربية والإسلامية مجتمعةً.
ولكن المشكلة في أن إسرائيل، "لا تريد التفاوض الجدي، بحجج واهية، فهي ترفض المؤتمرات الدولية، مثل المبادرة الفرنسية، وتقول إنها تفضل المفاوضات المباشرة، وعندما استجبت لمبادرة الرئيس فلادمير بوتين، الذي اقترح محادثات مباشرة، رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية نتانياهو السفر إلى موسكو، في آخر لحظة، قائلاً بعد ذلك إنه يفضل محادثات على شاكلة مفاوضات أوسلو، فنتانياهو لا يكشف عن نواياه الحقيقية، ولا نعرف ما يريد منا أو حتى لنفسه".
ويُضيف الرئيس الفلسطيني أنه إذا التقى نتنياهو في محادثات سياسية رسمية "سأسأله، إذا كنت ترفض حلاً سياسياً لقضية فلسطين، فما الذي تريده؟ هل تريد أن تتحول فلسطين إلى ما كانت عليه جنوب أفريقيا زمن الفصل العنصري؟ هل تريد دولةً واحدةً أم دولتين"، ويُضيف عباس: "بادرت بعد وفاة شيمون بيريز، بالذهاب إليه هناك، لحضور جنازة بيريز، لم يكن يريدني أن أحضر الجنازة، ولكني تمسكت بالذهاب، فقط لأقول للإسرائيليين إننا نريد السلام ونبحث عنه، كما كان بيريز يريد لمواطنيه".
حدود
وأوضح عباس، أنه مستعد للتفاوض حول تفاصيل الحدود الجغرافية وتعديلها، إذا قبلت تل أبيب بحل الدولتين، مشيراً إلى أن الدولة الفلسطينية، تواجه مزيداً من الصعوبات التي ستمنع قيامها إذا استمر الوضع على ما هو عليه اليوم، مثل الاستيطان الذي يمنع تواصل الأراضي الفلسطينية، وغياب المطار والميناء، وغيرها.
ورداً على سؤال عن مشروع الكونفدرالية بين الكيانيين الفلسطيني والإسرائيلي الذي دعا إليه الرئيس الإسرائيلي، رفئين ريفلين، قال عباس، إن "الفلسطينيين لا يعترضون على هذا المشروع، ولكن ذلك مؤجل إلى ما بعد قيام الدولة المستقلة أولاً".
وتطرق الرئيس الفلسطيني إلى الخلاف مع حماس، قائلاً إنه لم يرفض أبداً التعامل مع حماس وإنه عاد "منذ أيام قليلة فقط من تركيا ومن قطر، والتقيت هناك قيادات حماس، وعرضت عليها أكثر من مقترح لإعادة لم الشمل، والتفكير في صيغة توافقية لتنظيم انتخابات في جميع الأراضي الفلسطينية، في الضفة وفي غزة، ولكن قادة حماس رفضوا".
حروب حماس
وبسؤاله عن سبب الخلاف بين فتح وحماس، قال عباس، إن سبب الخلاف الوحيد يكمن في رفضنا "دعم حماس في حروبها ضد إسرائيل في 2006 و 2008 و2014، لأننا نرفض خيار العنف والتفجيرات والقصف بالصواريخ تماماً كما نرفض الضربات والغارات الإسرائيلية على غزة" هذه ببساطة أسباب الخلاف مع حماس".
وأضاف عباس رداً على أسئلة حول الانتخابات الرئاسية والتشريعية الفلسطينية، وموقف حماس، إن "مسألة الرئاسة الفلسطينية معروضة على المؤتمر القادم لحركة فتح، في نوفمبر(تشرين الثاني) ثم المجلس الوطني الفلسطيني، أما بالنسبة للانتخابات التشريعية فلا يمكن التقدم في ذلك إذا استمرت حماس في رفضها، أما إذا رفضت فلن يكون هناك شيء من هذا كله".