القدس المحتلة / سما / ارتفعت في السنوات الأخيرة نسبة المجندات في الجيش الإسرائيلي بشكل كبير، وفي موازاة ذلك ارتفعت أيضا نسبة المجندات في الوحدات القتالية. وفي موازاة ذلك، أصبحت وحدات عديدة في الجيش الإسرائيلي التي جرى نشرها عند الحدود مع مصر والأردن، وهما أطول خطي حدود لإسرائيل، هي وحدات مختلطة من الجنود والجنديات.
وذكر تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" اليوم، الأحد، أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، اتخذ قرارا بشأن نشر قوات مختلطة عند الحدود، في بداية ولايته، العام الماضي، لسببين أساسيين اضطراريين. السبب الأول هو ضرورة نشر قوات لحراسة الحدود مع مصر والأردن، وهي حدود هادئة نسبيا، والسبب الثاني هو حاجة الجيش الإسرائيلي إلى تخصيص فترات لوحدات مقاتلة للتدرب، رغم أن هذه الوحدات لا تطبق خطة التدريب بسبب توترات بين إسرائيل وقطاع غزة أو بسبب الهبة الشعبية الفلسطينية وارتفاع التوتر في الضفة الغربية.
وهناك أسباب أخرى اضطرت الجيش الإسرائيلي إلى دمج المجندات في الوحدات القتالية عند الحدود، بينها قانون قوات الاحتياط الذي يقيد حجم هذه القوات عموما. كذلك فإن الجيش الإسرائيلي وجد بدمج المجندات حلا لمواجهة النقص في حجم القوات، التي يوجه الكثير منها إلى نشاط عسكري في الضفة الغربية.
وتشير معطيات الجيش الإسرائيلي إلى أن 7% من المجندات في فوج العام الحالي يخدمن في وحدات قتالية، بينما كانت هذه النسبة 3% قبل أربعة أعوام، ويتوقع أن ترتفع إلى 8% في فوج التجنيد للعام المقبل.
وتخدم المجندات في كتائب المشاة المختلطة ووحدات إنقاذ في قيادة الجبهة الداخلية، وحرس الحدود وأسلحة المدفعية والبحرية والجو. ولفتت الصحيفة إلى أن الجيش يلقى دعما لمساواة خدمة المجندات بخدمة الجنود من المجتمع الإسرائيلي.
وتمتد مدة الخدمة العسكرية النظامية للمجندات في الوحدات القتالية في الجيش الإسرائيلي إلى 32 شهرا، كما هو الحال بالنسبة للجنود.
وتشير المعطيات إلى أن 42.7% من النساء اليهوديات لا يتجندن، والسبب الأساسي لذلك هو العامل الديني، لكن الجيش يقول إن نصف اللواتي يمتنعن عن التجند لأسباب دينية غير متدينات.
ووفقا للصحيفة فإن التقديرات لدى الجيش الإسرائيلي تشير إلى أنه من الجائز أن تتدهور الأوضاع الأمنية عند الحدود بين إسرائيل ومصر بشكل مفاجئ، بحيث يشن تنظيما في سيناء هجمات عند الحدود أو داخل الأراضي الإسرائيلية.
وفي هذا السياق فإن أحد أهم الأسئلة هو كيف سيتصرف الجيش الإسرائيلي في حال أسر جندية حية؟ وكيف سيواجه المجتمع الإسرائيلي الحرب النفسية من جانب التنظيم الذي يأسر المجندة؟ هل سيكون رد الفعل الإسرائيلي أكثر تطرفا من أسر جندي؟ وكيف سيؤثر ذلك على تجنيد النساء للجيش؟
لا يذكر تقرير "هآرتس" إجابات على هذه الأسئلة، لكنه أفاد بأنه في كل مرة يُطرح سؤال حول استعداد الجيش لضم نساء إلى وحدات قتالية أمام هيئة عسكرية إسرائيلية، يمكن سماع إيماءات بالموافقة من جانب ضباط كبار، لكن هؤلاء الضباط "يعون أنه في المستقبل قد تطرأ مشكلة في هذا الجانب".
"عرب 48 "