القدس المحتلة - في ما يعكس عمق التوتر الإسرائيلي في أعقاب قرار منظمة "اليونسكو" الذي نفى أي علاقة بين المسجد الأقصى واليهود، قررت إسرائيل إجبار كل شاب إسرائيلي على المشاركة في الحفريات التي تنفذها سلطة الآثار الإسرائيلية أسفل الحرم القدسي الشريف ومحيطه وبقية مناطق القدس، بهدف الحصول على "أدلة" تربط اليهود بالمكان.
وقال الجنرال المتقاعد يسرائيل حسون، رئيس سلطة الآثار الإسرائيلية، إن "السلطة قررت بالتنسيق مع الحكومة أن يشارك كل شاب إسرائيلي، قبل تجنيده للجيش، في عمليات الحفر أسفل الحرم وفي محيطه وداخل البلدة القديمة من القدس على اعتبار أنها مهمة وطنية".
وخلال حفل بمناسبة تدشين المقر الجديد للسلطة في القدس المحتلة أمس، قال حسون إن سلطته ستتعاون مع منظمة "إليعاد" الدينية المتطرفة التي تعكف على تنفيذ مشروع حفريات يقوم على نقل "غبار" من أسفل المسجد الأقصى، من أجل فحصه في مسعى للعثور على ما يدلل على الرابط بين اليهود والمكان.
من ناحيته، تعهد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي حضر الحفل، بأن يشارك شخصيا في نقل الغبار من أسفل الأقصى، داعيا الجماهير اليهودية إلى الانضمام إليه خلال الأسبوع الجاري، مشددا على أن حكومته ستخصص كل الإمكانات المادية والفنية والتقنية اللازمة لإنجاز المهمة.
وهاجم نتنياهو، "اليونسكو"، قائلا إنها تتجاهل الهجمات التي ينفذها "الإسلام المتطرف" ضد الآثار العالمية، كما يفعل تنظيم "الدولة الإسلامية".
وتعدّ مجاهرة نتنياهو بالتعاون مع منظمة "إليعاد" المحسوبة على اليمين الديني المتطرف تطورا لافتا، حيث إن المنظمة مسؤولة عن المشروع الاستيطاني التهويدي في بلدة سلوان، والذي يطلق عليه "مدينة داود"، ناهيك عن أن قادتها يجاهرون بشتم الدين الإسلامي ورموزه.
وفي سياق متصل، ذكر موقع "عروتس شيفع"، الناطق بلسان المستوطنين اليهود في الضفة الغربية مساء أمس، أن عددا من الحاخامات أدخلوا أمس كتاب توراة جديدا إلى حائط "البراق"، الذي يطلقون عليه حائط المبكى.
ونوه الموقع إلى أن الخطوة ستكون ضمن خطوات أخرى تعكف عليها مؤسسات حكومية وفعالية دينية وحزبية للرد على قرار "اليونسكو"، الذي ينفي وجود علاقة بين اليهود والمسجد الأقصى.