/ وكالات / قال قورتولموش في تصريح لقناة "تي آر تي" التركية الحكومية، الثلاثاء، "لقد تم تقسيم حدود المنطقة قبل مئة عام، والآن هناك من يحاول تمزيق أفكار، وقلوب سكانها، تركيا تعمل على منع ذلك، فهذا هو أساس المسألة".
وشدد أن تركيا ليست لها أي أطماع في شبر واحد من أراضي الدول الأخرى.
وأشار قورتولموش أن بلاده قلقة من إشراك الحشد الشعبي(ميليشا شيعية تابعة للحكومة العراقية)، وتنظيم "ب ي د" الذراع السوري لمنظمة "بي كا كا" الإرهابية، في معركة الموصل(شمالي العراق) بذريعة محاربة "داعش".
ولفت إلى أن تواجد القوات التركية في معسكر بعشيقة(شمال الموصل) ليست مصادفة، بل جاءت بناءً على دعوة ومصادقة الحكومة المركزية العراقية، ودعوة حكومة الإقليم الكردي في العراق.
وقال قورتولموش "إن تواجد العسكريين الأتراك شرعي بشكل كامل، وينبغي عدم إعطاء الفرصة لأي تطور يهدد الوجود العسكري التركي في بعشيقة".
وأشار إلى أن تحرير الموصل من "داعش"، لا يعني انتهاء المسألة، وأن الأحداث ستبدأ عقب إخراج التنظيم الإرهابي من المدينة.
وشدد على ضرورة اتخاذ تدابير لمنع تهديدات حدوث حرب طائفية أو تعرض العرب والتركمان والإيزيديين ومكونات الموصل الأساسية لمجازر.
وأوضح قورتولموش أنه في حال عدم التخطيط بشكل جيد لعملية تحرير الموصل، فإن تركيا قد تواجه موجة لاجئين كبيرة جداً.
وبيّن أن الجانب التركي بحث هذا الخصوص، مع الولايات المتحدة الأمريكية، وحكومة الإقليم الكردي في العراق، والدول الحليفة.
ولفت قورتولموش إلى أن مسؤولين من الخارجية التركية نقلوا آراء بلاده الإثنين الماضي إلى الحكومة المركزية العراقية.
ونفى أن تكون لتركيا أجندة سرية بهذا الخصوص، قائلاً "تركيا لا تقول شيئاً على الملأ، وتقول شي آخر خلف الأبواب الموصدة".
وقال إن العملية العسكرية لتحرير الموصل، ولغاية الآن أي مدة 36 ساعة من انطلاقها، لم يحدث فيها تطور مخالف لطروحات تركيا.
وأشار إلى أن المعيطات تشير إلى عدم مشاركة عناصر الحشد الشعبي، وتنظيم "ب ي د" في المعركة البرية، معرباً عن أمله أن لا يشاركوا فيها.
وبيّن قورتولموش أن الظروف تتحتم على تركيا أن تكون حاضرة في الساحة بخصوص عملية تحرير الموصل.
وأوضح قائلاً "إن الوضع الحالي للموصل، يهم تركيا بشكل مباشر، فتركيا لها روابط تاريخية بالموصل، تتعلق باتفاقية لوزان، ووجود أقربائها وأصدقائها في المنطقة، وإن مستقبلهم يهمنا".
وأشار نائب رئيس الوزراء، إلى أن بلاده ستكون متواجدة بقوة على طاولة المفاوضات، وقال في هذا الخصوص "في نهاية المطاف فإن تركيا ملزمة بكل الأحوال بالتواجد في جميع المعادلات بالمنطقة، أمريكا وروسيا والحكومة المركزية في العراق يعلمون ذلك".
وأضاف "ما يريدونه هو أن تتواجد تركيا على الطاولة إلى حد كبير من الضعف، كي لا تنال موقعا تعطل فيه أية لعبة يراد لعبها في المنطقة".
وأكد قورتولموش على أن تركيا لا تدرب فقط التركمان في معسكر بعشيقة، وإنما تدرب أيضا البيشمركة وسكان الموصل والإيزيديين أيضا.
ولفت إلى أن بلاده ترغب بظهور جيش "حرس نينوى"، متعدد الثقافات والأديان والأعراق.
وأكد قورتولموش على ضرورة رؤية اللعبة بشكل جيد، وقال في هذا الخصوص "هناك لعبة خطيرة وخبيثة إلى أبعد الحدود، وإن شاء الله تركيا ستصد ذلك".
وفي معرض رده على سؤال حول الجهة التي يتكلم باسمها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وموقع تركيا في المفاوضات، أجاب قورتولموش، أنه على الحكومة المركزية في العراق، الإجابة على كيفية تسليمها مدينة الموصل لتنظيم "داعش" إلى هذا الحد من السهولة.
ولفت إلى أن التحالف الدولي لمحاربة داعش لا توجد لديه خطة في الأفق حول كيفية تعاملها مع موضوع الموصل.
وتابع "عندما يتحدث السيد العبادي، نعلم من يجعله يتحدث، هناك جملة تقول: لا تنظر إلى القائل، بل انظر إلى من يدفعه للقول، نعلم المعاني التي تحملها هذه العبارات، لكن ما يقوله العبادي لا يعكس الواقع".
واستطرد بالقول "كما أنه لا يعكس الواقع فإن خطابا من هذا القبيل لا يدعم السلام في المنطقة، ولا الجهود التي نبذلها من أجل تعايش المجموعات المختلفة في المنطقة مع بعضها البعض".
وأشار إلى أنه يجب على الجميع أن يتحمل مسؤولية حمل الأعباء من أجل تخطي هذه المرحلة الصعبة.
وعن سؤال حول ما إذا كانت تركيا تسير وفق الخطة (أ) من بين الخطط الثلاثة التي تم الإعلان عنها مسبقًا حول الموصل، أجاب قورتولموش "نعم من الممكن لتركيا في هذا الإطار أن تقدم دعما جويا لقوات التحالف، لكنها جاهزة لصد أي تطور يزعجها أو يهدد أمنها".
وفيما يتعلق باحتمالية تحول تركيا طرفًا في الاشتباكات المباشرة، في حال تمت محاصرة معسكر بعشيقة من قبل أي من العناصر المحلية أو من قبل "ب ي د"، قال قورتولموش "نفكر بكل هذه الأمور، تأمين وجودنا في بعشيقة، هي إحدى المسؤوليات الحيوية لتركيا".