خبر : الخارجية: مديرة اليونسكو خرجت عن حدود صلاحياتها واهانت الدول الاعضاء

السبت 15 أكتوبر 2016 08:43 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الخارجية: مديرة اليونسكو خرجت عن حدود صلاحياتها واهانت الدول الاعضاء



رام الله سما رفض وزير الخارجية رياض المالكي، تصريحات المديرة العامة لليونسكو ضد القرار الذي اعتمده المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، مشيرا إلى أنها خرجت عن حدود صلاحياتها.
وقال المالكي، في بيان صحفي صادر عن الوزارة، اليوم السبت، "إننا نرفض هذا الموقف غير المسبوق والذي يشكل إهانة لإرادة الدول الأعضاء التي عبرت عن مواقفها السيادية وصوتت بالإيجاب لاعتماد القرار بنجاح".
وأضاف "إنه من غير المقبول أن تقوم السيدة بوكوفا بإطلاق التصريحات التي من شأنها تقويض عمل وصلاحيات المجلس التنفيذي لليونسكو."
وأكد المالكي أن بوكوفا تجاهلت نص القرار الفلسطيني الذي تم اعتماده، والذي عكس الممارسات الإسرائيلية غير الشرعية في مدينة القدس الشرقية المحتلة، بما فيها انتهاكات حقوق الشعب الفلسطيني، بمسيحيه ومسلميه، للوصول إلى أماكن العبادة والأماكن المقدسة، واختارت التماهي مع حملة العلاقات العامة الإسرائيلية التضليلية لاسترضاء سلطة الاحتلال، وتحدثت ضد القرار الذي شدد على أهمية القدس ومكانتها للديانات السماوية الثلاث.
وأشار إلى أنه من الجدير بالمديرة العامة لليونسكو العمل على تنفيذ ولاية المنظمة في حماية والحفاظ على التراث والإرث الثقافي، كالمدينة القديمة للقدس، من الاعتداءات المتكررة التي تعاني منها المدينة المقدسة منذ عقود، بدلا من العمل على خدمة الأجندة الإسرائيلية في حرف النقاش بشكل مقصود نحو قضايا لا علاقة لها بمضمون وأهداف القرار الذي تم اعتماده.
وقال المالكي: "على السيدة بوكوفا تركيز جهودها على تنفيذ إرادة الدول الأعضاء، والحفاظ على مدينة القدس من الاستعمار الممنهج لسلطات الاحتلال واعتداءاتها على مكانة المدينة المقدسة، والحقوق الأساسية للمواطنين الفلسطينيين."
وشدد على "أننا نتوقع من السيدة بوكوفا وتماشيا مع ولايتها في المستقبل أن تعبر عن السياسات الاستعمارية المستمرة لإسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، في أرض دولة فلسطين، التي تنتهك وتستهدف بشكل ممنهج أماكننا التراثية، والثقافية، والدينية العريقة، حيث تقوم سلطات الاحتلال بتقويض التسامح والتعايش في مدينة القدس".
وأضاف:" نتوقع من المديرة العامة أن تعبر عن سخطها من استمرار إسرائيل باستفزاز المشاعر الدينية للفلسطينيين من خلال سماحها للمسؤولين ورجال الدين الإسرائيليين اقتحام الحرم الشريف، وهم الذين يدعون إلى تدميره."
وأكد المالكي "أننا سندافع عن شعبنا الفلسطيني باستخدام الأدوات القانونية والدبلوماسية كافة، بما فيها من خلال المؤسسات المتعددة الأطراف، ولن ترهبنا البلطجة الإعلامية لتحوير الانتباه عن انتهاكات إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، وعدم احترامها للقانون الدولي".
وقال:" إن عزمنا لا يتزعزع في حماية وصون تراث فلسطين، باعتبارها معقلا للتسامح والتعايش"، وأثنى على الدعم المبدئي للدول التي تقف في وجه حملات التشويه، وتلك الدول التي تقف شامخة في الدفاع عن القانون الدولي والحقوق المصانة فيه.
وكانت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، إيرينا بوكوفا، جددت تأكيدها على أن مدينة القدس القديمة هي مدينة مقدّسة للديانات السماوية الثلاث، اليهوديّة والمسيحيّة والإسلاميّة، مشيرة إلى أنه بفضل هذه التعددية والتعايش الديني والثقافي المشترك، تم إدراج المدينة في قائمة التراث العالمي لليونسكو.
وذكرت بوكوفا في بيان صحفي، أن التراث في مدينة القدس غير قابل للتجزئة، وتتمتّع كل من الديانات الثلاث في القدس بالحق بالاعتراف بتاريخها وعلاقتها مع المدينة، مضيفة إلى أنّ أي محاولة لإنكار وإخفاء وطمس أيّ من التقاليد اليهوديّة أو المسيحيّة أو الإسلاميّة تعرّض الموقع للخطر بما يتعارض مع الأسباب التي دفعت إلى إدراجه في قائمة التراث العالمي.
وقالت، "إنّ القدس هي المكان الوحيد الذي يشهد على وحدة وتمازج التقاليد اليهوديّة والمسيحيّة والإسلاميّة. وإنّ هذه التقاليد الثقافيّة والروحيّة قائمة على نصوص ومراجع معروفة للجميع، وتشكّل جزءاً لا يتجزّأ من هويّة وتاريخ الشعوب. ففي التوراة، تعدّ القدس عاصمة داوود ملك اليهود، حيث شيّد سليمان الهيكل ووضع فيه تابوت العهد. وفي الإنجيل، القدس هي المكان الذي شهد آلام وصلب وموت وقيامة السيد المسيح. أما في القرآن الكريم، فالقدس هي ثالث أقدس الأماكن في الإسلام حيث اتجه إليها الرسول محمّد في رحلة الإسراء ليلاً من المسجد الحرام في مكّة إلى المسجد الأقصى في القدس."
وأوضحت أن في هذه البقعة التي تحتضن التنوّع الروحي للديانات الثلاث، تمارس الشعوب المختلفة شعائرها الدينيّة في الأماكن نفسها ولكن تحت مسميات مختلفة. وبالتالي فإنّه لا بدّ من الاعتراف بهذه المسميات واستخدامها واحترامها. وإنّ المسجد الأقصى/الحرم الشريف مكان مقدّس للمسلمين تماماً كما أنّ جبل الهيكل ومنه الحائط الغربي هو المكان الأكثر قدسيّة في الديانة اليهوديّة، والذي يقع على بعد بضع خطوات من كنيسة القيامة وجبل الزيتون، الأماكن المقدّسة للمسيحيّين.
وقالت إن القيمة العالميّة الفريدة للمدينة، وهي السبب الذي أدرجت بسببه في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، تعود لهذه الحقيقة التي تدعو إلى الحوار عوضاً عن المواجهة والخصام. وعليه، تقع على عاتقنا مسؤوليّة مشتركة لتقوية هذا التعايش الثقافي والديني بالقول والفعل على حدّ سواء.
وأكدت أن هذه الحاجة أصبحت أكثر إلحاحاً من أيّ وقت مضى من أجل إنهاء هذه الانقسامات التي تضر بروح التعددية الدينيّة في المدينة.
وأوضحت قائلة "وصول هذه الانقسامات إلى اليونسكو، التي تهدف في المقام الأوّل إلى ضمان الحوار وتحقيق السلام، يعيق المنظّمة عن إتمام مهامها على أكمل وجه. فإنّ مسؤولية اليونسكو تتجسّد في إحياء روح التسامح واحترام التاريخ وهو التزامي اليومي كمديرة عامة لليونسكو إلى جانب جميع الدول الأعضاء. وإنّني ملتزمة بهذه المسؤولية تحت أي ظروف لأنّ هذا هو سبب وجودنا: أي أن نتذكر دائماً أنّنا نشكّل معاً إنسانيّة واحدة وأنّ التسامح هو الطريق الوحيد للعيش في عالم من التنوّع والتعدديّة."