غزة / سما / تطرق مأمون سويدان مستشار الرئيس محمود عباش لشئون الشباب، للمعلومات المتعلقة باستحداث منصب نائب للرئيس، أو تلك المتعلقة بإعادة تشكيل هيئة قيادية جديدة لحركة فتح في قطاع غزة، كاشفاً النقاب عن تطورات المؤتمر السابع للحركة، والذي شدد أنه لن يكون أي حضور للنائب محمد دحلان أو أحداً من جماعته فيه.
وأكدّ سويدان بتصرح لصحيفة "الرسالة" المحلية عن عدم وجود أي وساطة لإعادة النائب محمد دحلان الى فتح، مشيرا إلى وجود مخطط من عدة أطراف بما فيها إقليمية وعربية من أجل الإطاحة بالرئيس عباس وفرض قيادة بديلة للفلسطينيين، مشيراً إلى وجود معلومات حول مؤتمر يزعم دحلان عقده في القاهرة، ووجه دعوات لجهات من الضفة وغزة والشتات من أجل المشاركة فيه، "ولكنه فشل في المرة الأولى، ومصر الرسمية لن تحتضنه مرة أخرى"، وفق قوله.
وقال سويدان "هناك محاولات يقودها دحلان لإعادة إجراء المؤتمر في القاهرة"، مستبعدًا في الوقت ذاته أن يتبنى الموقف الرسمي المصري هذه الخطوة؛ "لتأييده المستمر شرعية الرئيس عباس"، مستدركًا "هذا لا يعني أن يكون هناك أطراف وولاءات تم شراءها".
وأضاف "هناك منظومة عربية تدار من جهات أمريكية وإسرائيلية من بينها دحلان وآخرين على شاكلته في أقطار عربية، يريدون استهداف أبو مازن وحركة حماس معه وفرض قيادة جديدة بمواصفاتهم"، متابعاً " أبو مازن صرح في الأمم المتحدة بأن حماس جزء من شعبنا، لكن دحلان ما فتئ أن يدعو لاجتثاثها"، وفق قوله.
وردًا على سؤال حول المساعي الدولية لفرض دحلان خليفة لأبو مازن، أجاب سويدان "ليس الشعب الفلسطيني من يفرض عليه رئيس بالبرشوتات، ولا أحد بإمكانه فرض قراره وإرادته عليه".على حد زعمه
وبشأن حظوظ تأييد دحلان في مركزية فتح، أوضح قائلاً: "المركزية في آخر أيامها، وهناك استعدادات لعقد المؤتمر السابع، وسيفرز مركزية أخرى ومجلسًا ثوريًا جديدًا قبل نهاية العام، وفتح تملك رجالاً مستعدين لمواجهة أي انحدار أو محاولة للعبث بمشروع الحركة".
وحول ترتيبات انعقاد مؤتمر فتح السابع، بين سويدان أنه تم إقرار انعقاده مبدئيا قبل نهاية العام، مشيرا إلى أنه تم تشكيل لجان تتعلق بالبناء الوطني وأخرى بالنظام الداخلي ولجان مرتبطة بالبرنامج السياسي، ومضى يقول: "هذه اللجان مطالبة برفع توصيات قبل 26 الشهر الجاري، وفي الـ 29 من ذات الشهر، ستجتمع اللجنة التحضيرية للمؤتمر، من أجل اتخاذ قرار بموعد انعقاده".
وعن مشاركة فتح غزة بالمؤتمر، أجاب سويدان "الرئيس أكد لا مؤتمر بدون غزة، ولن يكون هناك تصويت عبر الهاتف أو الكونفرنس". وردا على ما أثير من حديث حول كوتات في اختيار عضوية المشاركين، قال "منطق الكوتات كان في المؤتمر السابق، أما في الحالي فأجزم عدم وجود ذلك بالمطلق، والمشاركة محددة بمعايير العضوية، ومن تنطبق عليه سيصبح له حق الترشح والتصويت".
وتابع السويدان الذي يعتبر أحد المقربين من عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث " لن يشارك في المؤتمر لا دحلان ولا أنصاره ولا جماعته"، نافياً بشدة ما أسماها بـ "الاشاعات"، التي تحدثت عن مصالحة قريبة مع دحلان، وقال: "الهدف من ذلك إشغال الرأي العام وإبقاء دحلان في الصورة والمشهد"، موضحًا أن المبادرة الرباعية تحدثت عن ضرورة ترتيب البيت الفتحاوي، لكنها لم تتطرق لدحلان بأي شكل من الأشكال"، كما قال.
وأضاف "لم يطرح علينا بشكل مباشر أي مسألة تتعلق بإعادة دحلان، وكل ما أشيع نقاشه هو مسألة توحيد الحركة وتعزيز حضورها وتقويتها فقط"، مؤكدًا أن الحديث عن عملية الترتيب "شأن وطني فلسطيني، ولا يوجد اعتراض لدى فتح في تقوية صفوفها، لكن ليس عبر الاستقواء بأجندة إقليمية أو دولية".
وفيما يتعلق بنقاش استحداث منصب لنائب الرئيس، فأكد سويدان "أن الأمر غير صحيح البتة، وهي اشاعات فقط بهدف إضعاف الرئيس أبو مازن"، نافياً وجود نية لدى الرئيس بإجراء تعديل وزاري على حكومة الحمد الله.
وتابع سويدان "هناك رغبة إسرائيلية ومن خلفها أطراف أخرى، لخلط الأوراق وإرباك المشهد من خلال إثارة أنباء غير صحيحة، بهدف تنمية الصراعات والخلافات"، مبيناً أن مسألة بحث نائب الرئيس لا تقر إلا عبر أطر منظمة التحرير التي تنبثق عنها السلطة، وفق قوله.
وقال "استحداث منصب نائب للرئيس يتطلب تغيرا في النظام، وهي مسألة تحتاج لعقد مؤتمر ومصادقة الجهات الرسمية والأطر عليه، وليس أمراً سهلاً وعابراً، وهو محكوم بقوانين وأنظمة"، وتابع أن "الرئيس لا يزال قويا وصلبا ويتمتع بصحة جيدة".
وبشأن ما أثير حول تعديل على الهيئة القيادية لفتح بغزة، أجاب سويدان "هذا غير صحيح، وكل ما يجري الحديث بشأنه هو ترتيبات لعقد المؤتمر السابع لفتح، وسينتج عنه ترتيبات وإفرازات من لجنة مركزية ومجلس ثوري وهيئات قيادة جديدة"، مبيناً أن الأطر القيادية للحركة تعمل على تنظيم المؤتمر، مؤكداً أنه "لا يوجد أي قرارات بشأن إجراء تعديلات أخرى في الحركة قبل إجراء المؤتمر".
وتابع سويدان "السلطة في كل الأحوال أنشأت بقرار من المجلس المركزي التابع للمنظمة، والأخيرة هي المرجعية القانونية للسلطة، ولا تزال مؤسساتها قائمة"، في إشارة إلى إمكانية أن تتولى المنظمة قيادة المرحلة في حال وجود شاغر برئاسة السلطة وتعذر إجراء الانتخابات. وأضاف " هناك حاجة وطنية، لتجديد الشرعيات وايجاد مجلسي وطني وتشريعي جديدين".
وحث على ضرورة استئناف ملف المصالحة، منوهًا بأنه تم التوافق وطنيا على تشكيل لجان من أجل متابعة دمج الموظفين"، معتبرا " أن حماس هي من أعاقت عمل هذه اللجان عندما رفضت أن تقوم الحكومة التي زارت غزة القيام بمهامها"، كما قال.
ورفض مبدأ الحديث عن خلاف بين الرئيس والمستوى الرسمي لمصر والأردن، وقال " كيف نصدق هذه وهو دائم التنقل والسفر بين القاهرة وعمان ودول عربية أخرى". وبشأن انشاء كونفدرالية مع الأردن، بين أن البحث عن أي علاقة "مسألة لاحقة للاستقلال وليست سابقة له".
أخيرًا، سألت الرسالة ضيفها" هل كل من يحيط بالرئيس يحبه؟!"، أجاب " في أي قصر رئاسي أو ملكي هناك من يحب أو ينافق الرئيس، وأبو مازن يعلم ما يجري حوله ومطلع على التفاصيل، ويعرف من ينافقه ومن يحبه".