غزةسما أكد فوزي برهوم الناطق باسم حركة حماس لـ «القدس العربي» اللندنية، أن حركته تدرس تشكيل مجالس محلية جديدة في قطاع غزة، بما يحقق الشراكة الوطنية لتقديم خدمات أفضل للسكان، لكنه رفض طريقة التعيين التي ستلجأ إليها الحكومة الفلسطينية، ونفى في الوقت ذاته تلقي حماس أي اتصالات بشأن ترتيب زيارة قريبة لرئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله للقطاع.
وقال إن حماس تريد «مجالس متجددة» تقوم بحمل هم المواطن الفلسطيني وتقديم أفضل الخدمات له. وأشار إلى أنه في هذا الإطار تقرر إعادة الهيئات المحلية التي استقالت من أجل الترشح للانتخابات بممارسة عملها، بعد قرار إلغاء هذه الانتخابات، حيث حمل السبب إلى حركة فتح واتهمها بـ»إفشال العملية».
وبذلك تكون حماس التي أعلنت رفضها لمخطط الحكومة، قد قطعت الطريق أمام أي خطوة من هذا القبيل.
وكانت حكومة الحمد الله بعد أن قررت تأجيل الانتخابات في الضفة الغربية، عقب قرار محكمة العدل العليا جواز عقدها هناك دون غزة، قال إن قرار التأجيل لأربعة أشعر في الضفة وغزة جاء بالتشاور والتنسيق الكامل مع الرئيس محمود عباس، على أن يتم العمل خلال هذه الفترة على توفير البيئة القانونية والقضائية الملائمة لضمان إجرائها في كافة المجالس المحلية الفلسطينية في يوم واحد.
وضمن قرار التأجيل قررت تكليف وزير الحكم المحلي باتخاذ الإجراءات اللازمة للتنسيب لمجلس الوزراء بتعيين لجان لتسيير الأعمال في المجالس المحلية، نظرا لاستقالة عدد كبير من رؤساء وأعضاء مجالس الهيئات المحلية بهدف الترشح للانتخابات.
وقال برهوم معلقا على قرار تكليف وزير الحكم المحلي بتشكيل مجالس محلية جديدة إن حماس «ترفض هذا الأمر»، مشيرا إلى أن تعيينات الحكومة ستكون وفق ما قال «محكومة لصالح لحركة فتح»، وأضاف «ستكون عملا فئويا وحزبيا ترفضه حماس». وأشار إلى أن قرار الحكومة يمثل «التفافا» على عملية إجراء انتخابات ديمقراطية لانتخاب مجالس محلية جديدة. وأكد أن أي اتصالات بين وزير الحكم المحلي وحماس بعد إصدار قرار الحكومة الأخير التي قال إنها «غير شرعية» لعدم عرضها على المجلس التشريعي «لم تتم»، وعاد وأكد على موقف حماس الرافض لذلك.
يشار إلى أن حركة حماس رفضت أي محاولة لـ «التلاعب بالقوانين» ومحاولة تعديلها «حسب مقاسات حركة فتح». وكان مسؤول في وزارة الحكم المحلي في غزة، قد قال إن وزارته شكلت لجاناً جديدة لإعادة تسليم واستلام ست بلديات في قطاع غزة، بعد شهر ونصف من الاستقالة، لأجل استحقاق الانتخابات البلدية. وذكر أن قرار لجنة الانتخابات المركزية بإلغاء العملية الانتخابية وإعادة رسوم المرشحين تعني بما لا يدع مجالا للشك عودة المستقيلين من البلديات إليها.
وكان ذلك ردا على مسؤول من الوزارة من الضفة الغربية، قال إن الوزارة ستقدم مقترحات لمجلس الوزراء بشأن البلديات في الضفة المحتلة وقطاع غزة معا، من بينها تعيين مجالس لإداراتها، إلى حين إجراء الانتخابات المحلية بعد أربعة أشهر.
يذكر أن ملف تأجيل الانتخابات المحلية التي كان مقررا عقدها يوم الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، فتح خلافا شديدا بين حركتي فتح وحماس، حيث تبادلت الحركتان الاتهامات بشأن الجهة المعطلة.
جاء ذلك بعدما ألغت محكمة العدل العليا إجراء الانتخابات في غزة، مقابل سماحها في الضفة، على اعتبار أنه لا توجد جهات قانونية في القطاع، وهو أمر أغضب حماس كثيرا.
إلى ذلك نفى برهوم وجود أي اتصالات حالية مع فتح لعقد لقاء جديد يبحث ملف المصالحة، واتهمها بـ «إفشال» اللقاءات التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة سابقا، مشيرا إلى أن فشل إجراء الانتخابات المحلية أثرت على المصالحة. وأشار الى أن حركة حماس سمعت عن عقد جولة حوار جديدة مع حركة فتح في الدوحة عبر وسائل الإعلام فقط. وكان مسؤولون في حركة فتح قد أعلنوا أن قطر أرسلت دعوة لعقد اجتماع جديد للمصالحة، للاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية، بعد فشل ثلاثة لقاءات سابقة. واعتبر حديث فتح عن لقاء مصالحة جديد جاء لـ «التغطية على إفشال فتح عملية إجراء الانتخابات البلدية».
وكانت لقاءات المصالحة التي عقدت في قطر بين الحركتين، وجرى في مطلعها التوافق على «تصور عملي للمصالحة» قد فشلت لاحقا في التوصل الى تفاهم لتشكيل حكومة وحدة وطنية تحل بدل الحكومة الحالية، وذلك بسبب استمرار الخلاف حول برنامج هذه الحكومة، الذي تريده فتح أن يكون برنامج المنظمة، في حين ترفض ذلك حماس، خاصة لعدم اعترافها باتفاقيات المنظمة السياسية مع إسرائيل. كذلك لا يزال هناك خلاف على كيفية حل مسكلة الموظفين الذين عينتهم حركة حماس بعد سيطرتها على قطاع غزة.
وفي سياق متصل نفى برهوم وجود أي اتصالات مع حركته، لترتيب زيارة قريبة لرئيس الحكومة للقطاع. جاء ذلك بعدما أعلن الدكتور مفيد الحساينة وزير الأشغال العامة والإسكان، أن الحمد الله سيزور قطاع غزة قريبا، لافتتاح مشاريع إسكانية جديدة في القطاع دون أن يحدد موعد الزيارة. وقال إن الزيارة ستشمل لقاء الفصائل الفلسطينية، للتشاور معها حول الانتخابات المحلية المؤجلة.
وكان الحمد الله قد زار قطاع غزة مرتين فقط منذ تشكيل حكومة التوافق الوطني في أبريل/ نيسان 2014، الأولى كانت بعد انتهاء الحرب الأخير على القطاع.