القدس المحتلة سمانشرت "الشركة الوطنية للسياحة" الإسرائيلية عطاء لبناء حديقة في موقع "حلم يعقوب" في مستوطنة بيت إيل، المقامة على أجزاء من أراضي قرية دورا القرع شمال شرق رام الله.
وقال موقع "والاه" الإسرائيلي إن العطاء المطروح للتنفيذ يتعلق بتهيئة الموقع لبناء الحديقة بعد استكمال المخططات الهندسية كافة. ويجري تسريع بناء هذه الحديقة من دون معرفة ما تسمى "الإدارة المدنية" للجيش الاسرائيلي، بدعم مباشر من قبل الحكومة الإسرائيلية.
وأشار الموقع إلى أن "الشركة الوطنية للسياحة" الإسرائيلية ترى أن بناء هذه الحديقة في ما تطلق عليه منطقة "حلم يعقوب" ضروري للسياحة الإسرائيلية، وأن المنطقة مهمة جدا لليهود لاستقبال السياحة الداخلية وكذلك من العالم.
رئيس المجلس القروي لدورا القرع جبر باجس قال: "فوجئنا بطرح هذا العطاء، وخاصة أن أصحاب الأراضي كانوا ينتظرون قرارا من المحكمة الإسرائيلية يمكِّنهم من استعادتها". وأكد أن الأراضي التي ستقام عليها الحديقة الاستيطانية، يملك أصحابها الأوراق الثبوتية الكاملة التي تثبت ملكيتهم لها. وأضاف: "لن يبقى للقرية سوى ٨٠٠ دونم للتوسع بالبناء فيها، بعد محاصرتها من قبل مستوطنة بيت إيل ومصادرة أراضيها التي تجاوزت ألفي دونم".
هذا، وإن مستوطنة بيت إيل لم تكن تتجاوز مساحتها ١٠٠ دونم على أراضي قرية دورا القرع، وكانت سابقا معسكرا للجيش الأردني حتى عام ١٩٦٧، حيث احتلتها إسرائيل وحولتها إلى معسكر لجيشها.
يقول جبر: "عام ١٩٧٠ بدأت إسرائيل بتوسعة المعسكر لأغراض عسكرية، ولكنها في عام ١٩٨١ بدأ بتحويله إلى الأغراض المدنية".
وبحسب حركة "السلام الآن" الإسرائيلية، فإن الحديقة تبعد ما يقارب من 500 متر عن البؤرة الاستيطانية "عمونا"، التي أخليت بقرار من المحكمة العليا الإسرائيلية عام 2012.
ويبين جبر أن أهالي القرية استطاعوا استعادة ١٤ دونما من مستوطنة بيت إيل عام ٢٠١٢، من ضمنها سبعة دونمات خارج حدود المستوطنة، وسبعة أخرى بقيت داخل حدودها لم يستطيعوا الوصول إليها حتى الآن.
ويؤكد توسيع الاستيطان في مستوطنة بيت إيل ما يسعى له رئيس وزراء إسرائيل، الذي ينوي إدخال مستوطنة "بيت إيل" ومحيطها ضمن التجمعات الاستيطانية، التي ستبقى تحت سيادة اسرائيل في أي حل مقبل، وخاصة التجمعات الاستيطانية الأربعة (معاليه أدوميم، أريئيل، غوش عتصيون)، وسيضاف إليها تجمع مستوطنة "بيت إيل" خاصة بعد بناء هذه الحديقة.
في السياق نفسه، سلمت سلطات الاحتلال أهالي قرية جالود جنوب شرق نابلس إخطارا بمصادرة مساحات واسعة من أراضي القرية.
وبين رئيس المجلس القروي لجالود عبد الله الحاج محمد أن سلطات الاحتلال سلمتهم إخطارا بمصادرة مئات الدونمات، نحو 400 دونم على أقل تقدير، من أراضي القرية، على بعد مئات الأمتار فقط من مدرسة القرية الثانوية.
وقال إن هذا القرار يأتي بهدف تنفيذ مخطط لبناء مستوطنة جديدة في هذه الأراضي لتضاف إلى 10 مستوطنات أخرى مقامة على أراضي القرية والقرى المجاورة.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد صادرت من القرية ١٦ ألف دونم منذ عام 1967، نجح الأهالي في الأشهر الماضية باستعادة 1700 دونم صودرت منهم في السبعينيات.
من جانبه، قال مسؤول ملف الاستيطان في الضفة الغربية غسان دغلس إن قرية جالود، التي تمتد على مساحات كبيرة، محاطة بأربع كتل استيطانية تلتهم مساحات جديدة من أراضي القرية كل يوم، حتى أصبحت قريبة جدا لمنازل الأهالي.
ويضيف أن الحكومة الإسرائيلية أعلنت قبل أيام عن نيتها إقامة مستوطنة جديدة في المنطقة بالقرب من مستوطنة "شيلوه"؛ مشيرا إلى أن قرار مصادرة أراضي من قرية جالود يتساوق مع هذا القرار. ما يعني أن المستوطنة ستقام على هذه الأراضي.
وأكد دغلس أن أراضي قرية جالود مزروعة كلها بأشجار الزيتون، وتعدُّ مصدر رزق لأصحابها. لافتا إلى أنه سيتم تقديم اعتراض على قرار المصادرة، وأن القرية ستقاوم بكل قواها لمنع مصادرة المزيد من أراضيها.