غزة / وكالات / قال الشيخ نافذ عزام عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي اليوم الخميس، إن معركة الشجاعية البطولية، أكدت أن الشعب الفلسطيني متمسك بحقوقه ومصّر عن الدفاع عن نفسه، حيث فتح أبطالها باباً للمجد ولقراءة الصراع بشكل مغاير ومهدوا لمرحلة جديدة بالكامل في تاريخ الشعب الفلسطيني.
وتصادف اليوم الذكرى الـ 29 لمعركة الشجاعية البطولية التي خاضها مجموعة من الأبطال وهم الشهداء أحمد حلس، وسامي الشيخ خليل، وزهدي قريقع، ومحمد الجمل، ومصباح الصوري.
وأكد الشيخ عزام في تصريحات لإذاعة القدس، على أن هؤلاء الأبطال يستحقون منا ومن الشعب الفلسطيني الكثير، مشيراً إلى أن هؤلاء انطلقوا في وقت السكون ووقت الصمت ووقت التهاوي الذي كانت تعيشه المنطقة ليعيدوا التوازن لهذا الصراع ولحياة شعبنا ليؤكدوا لإسرائيل وللعالم أجمع بأن الشعب الفلسطيني رغم ظروف القهر التي يعيشها ورغم كل عوامل الإحباط التي كانت موجودة وقتها والتي تتكشف الآن أكثر رغم كل ذلك فإن الشعب الفلسطيني متمسك بحقوقه ومصّر عن الدفاع عن نفسه.
وقال الشيخ عزام: إننا لا نتحدث عن هؤلاء الأبطال على اعتبار أنهم ينتمون لفصيل معين، فهم انتموا لحركة الجهاد الإسلامي لكن هذا الفعل كان ملك لكل الفلسطينيين، وتحركوا بدافع من حسهم الوطني والديني والإنساني وتحركوا من أجل الشعب كله.
وشدد الشيخ عزام، على أن عمل أي فصيل يجب أن يضع في اعتباره المصلحة العامة للشعب الذي ينتمي إليه، فالحديث عن هؤلاء الأبطال هو الحديث عن الدلائل وما رمز إليه ذلك العمل وما حمله من معاني بالنسبة لهذا الصراع وبالنسبة للشعب كله.
وأضاف أن هؤلاء الأبطال أعادوا التوازن لهذا الصراع وأكدوا بما لا يدع مجل للشك أن قدرات الشعوب يجب أن ينظر إليها باحترام كبير وأن الشعوب التي تسعى لأجل حريتها ولأجل الدفاع عن مقدساتها قادرة في النهاية عن تحقيق انجاز إذا توفرت الإرادة وإذا استطاعت هذه الشعوب أن تحقق الانسجام بين مكوناتها في مواجهة التحديات الخارجية وإذا استطاعت أن توفر قدراً من الوحدة والاتحاد من أجل تحقيق تلك الأهداف.
وتابع: عندما تتوفر هذه العناصر الإرادة مع الانسجام بين مكونات مختلفة والاتحاد في مواجهة التحديات الخارجية، فمن المؤكد أن الإنجاز سيتحقق بفضل الله سبحانه وتعالى وهذا ما حصل مع هؤلاء الأبطال الكرام.
تصعيد غزة
وتأتي ذكرى معركة الشجاعية مع قصف صهيوني طال مناطق متفرقة في قطاع غزة، حيث أكد الشيخ عزام، على أن "إسرائيل" دائماً لا تريد الخير للفلسطينيين، مستدركاً: لكن لا نظن أن هناك مقدمات أن تشن "إسرائيل" حرب على قطاع غزة، وأن الأمور ترتبط بأشياء أخرى.
وأضاف، أن الظروف التي تعيشها المنطقة والعالم لا تؤشران ولا تهيئان لحرب جديدة على قطاع غزة، وليس من مصلحة "إسرائيل" أن تشن حرب ولا توجد معطيات تشير إلى حرب وشيكة، قائلاً: الأمر ارتبط كما ورد في وسائل الإعلام عن إطلاق صاروخ من قطاع غزة، لا نعرف الجهة التي أطلقت الصاروخ، لأن الفصائل الكبيرة والرئيسة بقطاع غزة لا زالت محافظة على الاتفاق القديم للتهدئة، فقد أطلق صاروخ فردت "اسرائيل" بهذا العنف.
وحول الاستخدام المفرط للعنف، فقال الشيخ عزام: "إسرائيل" تبقى عدواً لنا وتريد إرسال رسائل بأن ردها سيكون بهذا العنف اذا اطلقت صواريخ، ورسالة للمستوطن بأن الرد سيكون بهذا العنف الغير معقول.
وتابع: نحن نتصور أن مصلحة الشعب الفلسطيني بهذه المرحلة عدم الذهاب للحرب، ونحن نعرف أن الخطاب الفلسطيني بوسائل الإعلام يكون بشكل مختلف فلا أحد يشكك في عدوانية "إسرائيل" وبالكوارث التي حلت بالشعب الفلسطيني نتيجة سياسة الاحتلال، لكن إذا أردنا أن نتحدث عما جرى بالأمس فهناك صاروخ لانعرف من الجهة التي أطلقته فردت "إسرائيل" بهذا العنف الكبير.
وفيما يتعلق برسالة حركة الجهاد الإسلامي والمقاومة على رسائل الاحتلال الصهيوني، رد الشيخ عزام: كل الفصائل تتواصل فيما بينها ونحن نضع مصلحة هذا الشعب في سلم الأولويات بالنسبة لدينا ونقدر أين تتجه هذه المصلحة ونقف معها دائماً.
سفينة زيتونة
وفي تعقيب الحركة على اعتراض سفينة أمل وزيتونة النسائية، فأكد الشيخ عزام أن هذه الاجراءات تدخل في سياق السياسة الدولية الغير متوازنة، وكان يفترض على المجتمع الدولي بأسره أن يقف في وجه "إسرائيل" وأن يردعها وهي تكرر مثل هذه الخطوات والسياسات.
ونوه إلى أن "إسرائيل" سبق وأن منعت عدة محاولات لناشطين دوليين بالقدوم لقطاع غزة والتعاطف مع أهله وإيصال رسالة للعالم بأسره بأن هناك مأساة يعيشها الفلسطينيون ومأساة يعيشها أهل غزة تحديداً وقد تكررت هذه الإجراءات أكثر من مرة، وبالأمس حجزت "إسرائيل" هذه السفينة وعلى متنها نساء أوربيات يأتين للتضامن مع قطاع غزة.
واعتبر الشيخ عزام، أن هذا الاجراء تكريس للغطرسة والعدوان ويفترض بأن يقف المجتمع الدولي بجانبهن، مضيفاً: نحن نعرف بأن المجتمع الدولي منشغل بقضايا أخرى وأن هناك مشاكل كثيرة تعيشها المنطقة وأن هناك أزمات على الأجندة الدولية أصبحت تتقدم حتى على القضية الفلسطينية لكن رغم هذا يجب أن يعرف العالم أن "إسرائيل" لازالت تعتدي على الفلسطينيين وأن تخرق حتى القانون الدولي بما فعلته بالأمس.