خبر : الحية: "فتح" أفشلت الانتخابات وسنُشكل مجالس إدارة لبلديات غزة

الخميس 06 أكتوبر 2016 10:01 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الحية: "فتح" أفشلت الانتخابات وسنُشكل مجالس إدارة لبلديات غزة



غزة - حمّل عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) د. خليل الحية، حركة "فتح" مسؤولية فشل وإلغاء الانتخابات البلدية في الضفة المحتلة وقطاع غزة، من قبل حكومة التوافق الوطني، والتي استُخدمت فيها المؤسسات الفلسطينية وخصوصاً القضاء، الذي تم تسييسهُ لصالح حركة "فتح".

وقال الحيَّة في حوار شامل مع ـ"الاستقلال": "إن حركة فتح هي من أفشلت الانتخابات، بعد أن رأت أن النتيجة لن تكون في صالحها، بسبب فشلها في تقديم قوائم ملتزمة بقانون الانتخابات، الأمر الذي أدى في نهاية الأمر إلى إسقاط (9) قوائم للحركة في قطاع غزة، على خلفية الطعون والاعتراضات التي وجهتها "حماس" ضد قوائم "فتح"، مبيناً أن حركة "فتح" جاءت بالانتخابات المحلية ليس على أساس الاستحقاق الوطني، بل على أساس الاستحقاق الفتحاوي المُسيّس.

 وأكّد أنه وأمام سلوك حركة "فتح"، الذي تسبب بإلغاء الانتخابات المحلية، ستعمل حركة "حماس" بالتوافق مع الفصائل الفلسطينية على تكليف وتشكيل مجالس بلدية في قطاع غزة، مضيفاً أن "عدم تجاوب الفصائل مع هذا الطلب سيدفعنا مضطرين لتشكيل مجالس بلدية جديدة في القطاع، قادرة على تقديم الخدمات لأبناء شعبنا الفلسطيني".

وأضاف أن "الحالة الفلسطينية تمر في ظروف غاية في التعقيد؛ بسبب عنجهية الاحتلال، والتدخلات الدولية والإقليمية فيها، وتفرد وسيطرة حركة "فتح"، ومحمود عباس على مقاليد الحكم والسلطة، لم يبقَ أمامنا في الحالة الفلسطينية إلَّا أن نتكاتف جميعاً للوصول إلى قواسم مشتركة وأهداف محددة".

وتابع:" أمام سلوك الاحتلال وجرائمه المتواصلة، وأمام حالة الهرولة نحو التطبيع مع الاحتلال، وانشغال المنطقة والإقليم بالصراعات الداخلية علينا أن نبدأ بترتيب البيت الفلسطيني، على أسس ورؤية واستراتيجية واضحة؛ حمايةً لمشروع المقاومة، والأقصى والقدس، وما تبقى من القضية الفلسطينية، ويكون ذلك من خلال البدء بتطبيق ما اتفق ووقع عليه الكل الفلسطيني في وثيقتي الوفاق الوطني عام 2006، واتفاق القاهرة عام 2011"، مؤكداً أن "تطبيق المصالحة بحاجة إلى إرادة جادة وحقيقية من حركة "فتح"، وخصوصاً من قبل محمود عبَّاس". 

وأكد أن استمرار الحالة الفلسطينية على ما هي عليه الآن، وتفرد الرئيس "عباس" بالحالة الفلسطينية والفتحاوية، سينشأ عنه حالة ، تكفر بهذا الواقع ، وتذهب لتشكيل قيادة جديدة بديلة عن منظمة التحرير الفلسطينية،  التي تربعت ظلماً وعدواناً على الحالة الفلسطينية .

لا لقاءات جديدة

وفيما يتعلق بملف المصالحة الداخلية، شدّد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" على عدم وجود أي ترتيبات لعقد لقاءات مصالحة جديدة مع حركة "فتح" في الدوحة أو غيرها، مشيراً إلى أن الأخيرة ذهبت للترويج بوجود جولات ولقاءات لملء الفراغ الإعلامي بأن هناك مصالحة؛ لأنها كانت تريد أن تهيء الجو السياسي والإعلامي والشعبي لخطواتها نحو إفشال وإلغاء الانتخابات المحلية بطريقة "فَجَّة". على حد وصفه.

ودعا إلى ضرورة استكمال جولات المصالحة بمشاركة الكل الوطني، بعيداً عن الحوارات الثنائية التي تستغلها حركة "فتح " في النكوص والارتداد عما اتفق عليه.

مجرد صفقة

وحول وجود صفقة بين حركة "حماس" والنائب المفصول عن حركة "فتح" محمد دحلان؛ قال : "نحن من حيث المبدأ نرحب بأي جهد من أي شخصية أو طرف فلسطيني وغير فلسطيني للتخفيف من معاناة شعبنا الفلسطيني وشرائحه المختلفة"، مؤكداً أن الحديث عن صفقة بين "حماس" و"دحلان" مجرد "شائعات"، لم نسمع عنها إلا عبر وسائل الإعلام.

وعن المؤتمر الوطني الذي يعتزم "دحلان" عقده في القاهرة والذي كُشف مؤخراً عن الإعداد له، أضاف أنه "لم يطرح على حركة حماس للمشاركة في هذا المؤتمر، ولكن على ما يبدو أن الإعداد لهذا المؤتمر يأتي في سياق المناكفات بين تيارات حركة "فتح" الداخلية، وما يستقوي به كل تيار بما لديه من مراكز قوى".

وأكد أن استمرار الخلافات الداخلية الفتحاوية سيؤثر سلبياً على القضية الفلسطينية، كما أن استعادتها لعافيتها وقوتها يشكل قوة للشعب الفلسطيني.

عباس غير شرعي

وحول سياسة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس، والشخصية الأقدر لخلافته؛ شدّد الحيَّة على ضرورة أن يرحل الرئيس عبّاس لكونه "غير شرعي" ومنتهي الولاية عن منصبه، ويفسح المجال للشعب أن يختار ما يريد، خصوصاً في ظل فشل مشروعه الذريع، "التسوية" الذي قاده لسنوات طويلة، رافضاً في الوقت ذاته فرض شخصية بديلة عن "عبَّاس" من أي جهة كانت "تأتي بـ"الباراشوت". على حد قوله.

وأكمل: " نحن في حماس من حيث المبدأ نرفض أن يتدخل أحد في شؤوننا وسياساتنا الداخلية، ويفرض علينا كفلسطينيين رئيساً من قبل أي إرادة كانت، تريد أن تأتي بـ "س" أو "ص"، مؤكداُ على ما نقبل به في "حماس" بمن يقرره ويفرزه الشعب الفلسطيني".

وأضاف أنه يجب أن نتساءل عن الطرف الذي يُسوق له ليكون على رأس قيادة الشعب الفلسطيني: هل سيكون لمصلحة الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وعودة اللاجئين، وتحرير فلسطين والقدس والمسجد الأقصى وقيام دولة فلسطينية ؟، أم لمصلحة إقليمية، وإرضاء لهذا الطرف أو ذاك ؟".

وحول ترتيبات "حماس الداخلية، والشخصية البديلة لرئاسة المكتب السياسي، بين أنه من المتوقع أن تكون انتخابات الداخلية للحركة مطلع العام المقبل دون تحديد الموعد، لافتاً إلى أن لدى "حماس" مؤسسات وقوانين قادرة على إيصال الشخصية الأقوى والأكفأ لقيادة الحركة بكل حكمة وحنكة.

وعما إذا كان نائب رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية الشخصية الأقرب لتولي هذا المنصب، ومغادرته قطاع غزة كمؤشر لهذا الأمر، أشار عضو المكتب السياسي لـ"حماس" إلى أن "هناك إخوة كُثر في الحركة يستحقون هذا المكان، ولديهم من الكاريزما والكفاءة العالية التي تمكنهم من الوصول لهذا الموقع بعد التكليف من قبل إخوانه".

وأوضح أن "مغادرة هنية القطاع كانت بُغية أداء فريضة الحج، ثم عقد اللقاءات الداخلية والتنظيمية مع قيادات وكوادر الحركة في الخارج والداخل بالدوحة، وهناك ترتيبات لأن يعود لغزة بعد الانتهاء من هذه اللقاءات؛ لأنه من المبكر أن يتحدث عن الانتخابات، وبالمناسبة حركة حماس لا يوجد فيها من يرشح نفسه أصلاً للانتخابات، إنما القاعدة الانتخابية هي التي ترشح من ينتخب وعبر الانتخابات السرية والشفافة".

 وعن علاقات حركة حماس بدول الإقليم خصوصاً السعودية وإيران، ذكر الحيَّة أن حركته تمد يديها لكل الحالة العربية والاسلامية، معتبراً أن العمق العربي والاسلامي هو الحاضنة الحقيقية لمشروع فلسطين المقاوم، الذي سيكسر المشروع الصهيوني المحتضن من العالم وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، المجرمة بحق الشعب الفلسطيني وكل شعوب المنطقة.

مشاركة ايجابية

وعبر عن أمله في أن تكون مشاركة وفد "حماس" في الدوحة برئاسة مشعل في اليوم الوطني السعودي بعد دعوة رسمية سعودية لها دلالات إيجابية في تعامل السعودية وغيرها مع حركة "حماس"، على أنها حركة فلسطينية إسلامية مقاوِمة ووسطية، تواجه المشروع الصهيوني، الذي يحاول أن يلتهمنا جميعاً".

ولفت إلى أن حركة حماس تُنشئ علاقاتها مع كل الدول والمكونات العربية والإسلامية على قاعدتين متوازنتين: الأولى البعد العربي والإسلامي ومصالح الأمة ومقدراتها، ثانياً القرب والبعد من القضية الفلسطينية، وبالتالي قربنا أو بعدنا من أي دولة مبني على ذلك، واصفاً العلاقة مع إيران بـ "الدافئة"، وهي متواصلة، لكنها تأثرت منذ بدء أحداث "الربيع العربي"، وفق قوله.

وبخصوص العلاقة مع مصر وقضية المختطفين الأربعة على أراضيها، أّكد أن العلاقة مع مصر تطورت منذ زيارة وفد الحركة الأخير في مارس الماضي، وهي علاقة قائمة في حدودها الدنيا، ونحن في "حماس" نسعى إلى تطويرها، محملاً القاهرة مسؤولية حياة الشبان الأربعة، مطالباً إياها بالكشف عن ملابسات اختطافهم، والعمل لعودتهم لأهلهم وذويهم".

انتفاضة القدس

وعن مستقبل انتفاضة القُدس المُندلعة منذ أكتوبر/ تشرين أوّل الماضي، شدّد على أن الانتفاضة ستستمر؛ لأنها بدأت دون أن تشاور أحداً، حيث اندلعت شرارتها منذ حرق عائلة منزل عائلة "الدوابشة" بقرية دوما بنابلس المحتلة، ورد خليه "إيتيمار"، ثم بسكين مهند الحلبي. وقال: "الانتفاضة شكل من أشكال المقاومة التي تظهر أخلاق المقاوم الفلسطيني وهي رد طبيعي على جرائم الاحتلال المتواصلة، وشكلت حالة وطنية عامة سيكتب لها الديمومة؛ لأنها لم تستأذن أحداً، لكنها بحاجة لأن تنخرط الفصائل والكل الفلسطيني بها، بمن فيها حركة "فتح" والسلطة الفلسطينية التي حاولت أن تقف في وجه الانتفاضة".

وبيّن أن حركته تسعى لتطوير ودعم انتفاضة القدس بكل ما تملك رغم التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال، مطالباً حركة "فتح"  للوقوف إلى جانب المقاومة الشعبية بالقول: «تعالوا ننخرط في هذه المقاومة الشعبية، ولتنطلق الانتفاضة بعنفوانها، وعلى كل الاحرار أن يمدوها بالمال والدم؛ لتستمر حتى تحقق أهدافها».

العلاقة مع "الجهاد"

وعن علاقة حركة "حماس" مع حركة الجهاد الإسلامي؛ شدّد الحيّة على أن العلاقة بين الحركتين هي علاقة المشروع الواحد، والرسالة الواحدة، والخيار الواحد،  مضيفاً: "نحن ننتمي للأمة ولشعبنا الفلسطيني ولخيار المقاومة، نحن أشقاء وشركاء مقاومة، اختلط الدم بالدم والسلاح بالسلاح والهدف مع الهدف؛  لذلك نعلي التقدير والاحترام لحالة التوافق والحلف الواحد بيننا وبين الإخوة  في حركة الجهاد الإسلامي".

وتابع: "ورسالتنا لأبناء "حماس" و"الجهاد" أنكم أبناء مشروع واحد، لكم عدو واحد في الايدلوجية والمشروع، أي أن  من يعادي "حماس" في الايدلوجيا يعادي الجهاد الاسلامي، ومن يخاصم "حماس" على مشروع المقاومة يعادي الجهاد الاسلامي، ويجب أن تكون خلافاتكم البسيطة نابعة من روح التنافس فقط، في تطوير المقاومة وتعزيز الانتماء لمشروع المقاومة والإسلام والانتماء لفلسطين، اختلاف الأبناء في البيت الواحد؛ تنافساً في من يرضي والديه أكثر".