القدس المحتلة - بعد 40 عاما على تشكيلها، في إطار استخلاص العبر من حرب تشرين عام 1973، كشفت وحدة 'شلداغ' في الجيش الإسرائيلي تفاصيل عن جزء من ماضيها العملياتي والدموي. كما أجرت الوحدة تدريبات تحاكي الاستيلاء على 'منشأة إستراتيجية'.
وخلال هذه التدريبات وصل عناصر الوحدة في مروحية عسكرية إلى منشأة التدريب في قاعدة الوحدة في 'بلماحيم'، والتي تحاكي هدفا في إحدى الدول العربية. وقام طاقم قناصين، في إطار التدريب، باستهداف شخصين يرتديان كوفية ويعملان على حراسة المكان، ثم هبط عناصر الوحدة من المروحية إلى المنشأة بواسطة الحبال.
وشارك في المناورة، قوة أخرى وظيفتها جمع معلومات استخبارية، والاستيلاء على حواسيب وعتاد إلكتروني، واحتجاز أسرى والتحقيق معهم.
وعرض المشاركون في التدريب عملية اقتحام منطقة مغلقة، تبدأ بداية بإرسال كلب إلى المكان، يتبعه روبوت آلي، وبعد ذلك يتقدم عناصر الوحدة إلى المكان.
وكانت الوحدة قد احتفلت، الأسبوع الماضي، بمرور 40 عاما على تأسيسيها، ووصل خريجو الوحدة وضباطها إلى 'بلماحيم' للاحتفال بعملياتها في العقود الأخيرة. وبحسب ضابط في الوحدة فإن الكشف عن عملياتها يأتي بدافع عرض جزء من عمليات 'شلداغ'، مشيرا إلى أنه لا يمكن الحديث عن غالبية عملياتها.
وقال الضابط نفسه إن 'معظم عمليات الوحدة خارج ساحات القتال، في الضفة الغربية ولبنان وقطاع غزة، سرية'.
وجاء أن الوحدة تركزت في بداية تأسيسها على تقديم المساعدة لطائرات سلاح الجو، وذلك من خلال تعيين أهداف يمكن قصفها بصورة دقيقة، سواء عن طريق توجيه بالليزر أو بـ'التوجيه البسيط'، من خلال إشعال نار في المكان. وبحسب مصادر في الوحدة فإن عناصر 'شلداغ' يشاركون اليوم في الأساس في عمليات خاصة لجمع معلومات استخبارية وفي عمليات هجومية. وفي بعض الأحيان ينفذون عمليات اعتقال في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، كما نفذت في السابق عمليات اغتيال موضعي لمقاومين فلسطينيين.
ونقل عن ضابط احتياط كبير في الوحدة قوله إن 'هذه المعركة قائمة منذ سنوات، ولكنها اليوم على نطاق أوسع بكثر، وتنفذ في كل الساحات التي يعمل فيها الجيش الإسرائيلي'.
وأشار عناصر الوحدة إلى عمليات خاصة نفذت في سنوات الثمانينيات والتسعينيات. وفي إحدى هذه العمليات قام عناصر الوحدة بتفكيك أبواب مروحيات كي تحمل جنودا إلى عمق لبنان لتحديد بيوت ينوي سلاح الجو استهدافها. ومع انتهاء المهمة أطلقت النيران باتجاه عناصر الوحدة، وتم إنقاذهم تحت غطاء نيران المروحيات.
وفي عملية أخرى، بحسب تقرير نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية، تمركز عناصر الوحدة في موقع لحزب الله، في حين توغلت قوة أخرى في المنطقة وزرعت ألغاما وعبوات ناسفة، وعندها قام الجنود بتفجير المواد المتفجرة، وخرجوا من المنطقة.
ونقل عن الضابط قوله إن الكثير من عمليات الوحدة سرية، حيث أنه يفترض عدم ترك ما يشير إلى هوية الفاعل أو ما يشير إلى أن أحدا نشط في المنطقة.
وأشار التقرير إلى جملة من المحطات التي شاركت فيها، بينها الحرب على لبنان في العام 1982، وحرب الخليج والحرب الأخيرة على لبنان في العام 2006 والحرب على قطاع غزة. كما يشير إلى أنه في العام 1982 سيطر عناصر الوحدة على المتحف في بيروت. وفي حرب الخليج كان عناصر الوحدة على أهبة الاستعداد للبحث عن صواريخ سكاد في غرب العراق.
وبحسب معطيات 'شلداغ'، ففي الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة، في صيف العام 2014، نفذ عناصر الوحدة نحو مائة هجوم، كما عملوا على البحث عن مواقع الأنفاق التي تتجاوز السياج الحدودي. وجرى ضم قناصين من الوحدة إلى القوات البرية التي حاربت في قطاع غزة. وفي االحرب الأخيرة على لبنان، في صيف العام 2006، نفذ عناصر الوحدة نحو 150 هجوما، بينها هجمات استهدفت مجموعات عملت على إطلاق صواريخ.
وأشار التقرير أيضا إلى أنه في إحدى العمليات، خلال الحرب الأخيرة على لبنان، قام عناصر 'سييريت متكال' ووحدة 'شلداغ' باقتحام أحد المستشفيات وعدد من المنازل في بعلبك في البقاع.
وادعى ضباط في الوحدة أن أهم ما في العملية هو 'ضرب أحد معاقل حزب الله'، علما أن الحديث عن عملية اعتقال لبناني في المستشفى ظنا أنه الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بسبب تشابه الأسماء.
"عرب 48 "