غزة / سما / عرضت عشر فنانات تشكيليات عدة لوحات في مرفأ غزة البحري ترحيبا بمتضامنات انطلقن مؤخرا على متن سفينة من أوروبا باتجاه القطاع سعيا لكسر حصاره.
وأجمعت اللوحات على التعبير عن مطالب كسر حصار إسرائيل المتواصل على قطاع غزة منذ تسعة أعوام، وإبداء الشكر للمتضامنات على مبادرتهن لدعم سكان القطاع في إنهاء ظروفهم الإنسانية الصعبة.
ونظمت الفعالية الحملة العالمية لمناصرة السفن النسائية إلى غزة، ومركز المرسم للفنون الجميلة تحت اسم (لنرسم الحرية.. زيتونة وأمل) دلالة على اسمي سفينة (زيتونة) التي ابحرت فعليا تجاه قطاع غزة و(أمل) التي كان من المفترض أن ترافق (زيتونة) لكن رحلتها إلى القطاع تأجلت بسبب عطل فني أصابها.
وكانت السفينتان انطلقتا من اسبانيا وعلى متنهما 30 متضامنة في 14 من الشهر الجاري تجاه فرنسا وفي الطريق أصاب سفينة (أمل) عطل فني ما تسبب بتوقفها، فيما أكملت سفينة (زيتونة) وعلى متنها 13 متضامنة أجنبية وعربية طريقها إلى فرنسا، ومن ثم إلى إيطاليا التي انطلقت منها تجاه القطاع أول أمس الثلاثاء.
ويتوقع أن تستغرق رحلة سفينة (زيتونة) من ايطاليا إلى قطاع غزة 9 أيام، فيما لازالت سفينة أخرى تم شراؤها من أموال تبرعات جمعت في فرنسا وإيطاليا أطلق عليها اسم (أمل 2) بدلا عن السفينة (أمل) المعطلة تنتظر قرارا من المنظمين للانطلاق.
ويتم ذلك بمبادرة من (تحالف أسطول الحرية) الذي يتكون من عدد من منظمات المجتمع المدني الداعمة للفلسطينيين وتنشط في أوروبا والذي سبق أن حاول تسيير عدة سفن تضامنية باتجاه غزة.
ولدى تجهيزها تصدرت اللوحات المشهد في المرفأ تعبيرا عن العرفان بمبادرة المتضامنات ومخاطرتهن في سبيل دعم غزة.
وقالت الفنانة التشكيلية رشا أبو زايد مديرة مركز المرسم لوكالة أنباء (شينخوا)، إنها وباقي الفنانات المشاركات يشعرن بكثير من الامتنان والتقدير لكل من يشارك في مبادرة سفينتي المتضامنات.
وأضافت أبو زايد "تجمعنا هنا لتقديم رسالة تضامن وشكر للمتضامنات وإبداء ترحيب حار بهن، لأن مبادرتهن تشعرنا بدعم كبير في حقنا في كسر الحصار ونيل حريتنا".
وعرضت أبو زايد لوحتين، الأولى عبارة عن نافذة تطل للعالم مجسدة بزنزانة مغلقة يطغى عليها السواد "دلالة على حرمان سكان قطاع غزة من حقوقهم في الحرية بفعل الحصار ومنعهم من السفر".
أما اللوحة الثانية فرمزت إلى عدة أشخاص من أعمار مختلفة تظهر ملامح وجوههم معاناتهم كحال زهاء مليون و900 ألف يقطنون قطاع غزة بفعل الحصار وتداعياته.
وعلقت أبو زايد "رسالتنا هي رسالة سلام وتعبير عن احتياج قطاع غزة إلى الحرية والعيش بأمن كباقي شعوب العالم وهو ما نأمل أن ينتبه له المجتمع الدولي وكل منظماته الحقوقية ".
وبجوارها رسمت الشابة نهى مرتجي (20 عاما) لوحة قفص حديدي بداخله حمامة بيضاء "دلالة على قسوة حصار غزة، وتأكيدا على رسالة السلام والحرية من الشعب الفلسطيني".
وذكرت مرتجى لـ "شينخوا"، أنها شاركت في هذه الفعالية للمساهمة في توجيه دعوة بضرورة توفير حماية دولية لسفينتي المتضامنات وتمكينهما من الوصول إلى غزة وكسر حصارها.
ولجأت منظمات داعمة للفلسطينيين إلى إطلاق نحو ثماني مبادرات تسيير سفن وقوارب تضامن أغلبها من أوروبا تجاه قطاع غزة منذ العام 2008 لكن اسرائيل منعتها جميعها من الوصول الى قطاع غزة.
وأشهر هذه المحاولات تمثلت بانطلاق ست سفن بشكل متزامن ضمن (أسطول الحرية 1) لنقل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة وعلى متنها نحو 700 متضامن من جنسيات مختلفة.
إلا أن قوات البحرية الإسرائيلية اعترضت السفن الست في نهاية مايو عام 2010 ومنعتها من الوصول إلى غزة بالقوة ما أسفر عن مقتل تسعة متضامنين أتراك وجرح العشرات.
وفي يوليو عام 2011 استطاعت سفينة فرنسية ضمن ما أطلق عليه (أسطول الحرية 2) وكان يضم ثلاث سفن، الوصول لمشارف شواطئ غزة، إلا أن البحرية الإسرائيلية اعترضت مسارها ومنعتها من الوصول للقطاع.