عمان وطالات استقال وزير النقل الاردني مالك بولس حداد من منصبه الخميس بعد يوم واحد فقط من أدائه اليمين الدستورية، ولم يذكر الاعلام الرسمي اسباب الاستقالة لكن مصادر حكومية ومعلقين اعتبروا انها "إقالة" مرتبطة بتورطه في جريمة قتل شقيقته قبل أكثر من ثلاثين عاما.
وشهد الاردن جملة من التغييرات والاحداث خلال الايام القليلة الماضية من بينها قبول استقالة حكومة هاني الملقي وتشكيل اخرى جديدة برئاسته واغتيال الكاتب اليساري المعارض ناهض حتر.
ويعد الوزير المقال حداد، أحد الوزراء السبعة الجدد الذين دخلوا تشكيلة حكومة الملقي الثانية التي صدرت الإرادة الملكية بالموافقة عليها يوم الاربعاء وأدت في اليوم ذاته اليمين الدستورية أمام عاهل البلاد.
وقالت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) "صدرت الإرادة الملكية السامية اليوم بالموافقة على قبول استقالة مالك بولس حداد وزير النقل من منصبه اعتبارا من تاريخ 29 سبتمبر/أيلول الحالي".
ولم تشر "بترا" إلى أسباب تقديم الوزير استقالته.
لكن المصادر الحكومية قالت ان حداد المسيحي ضالع في قتل شقيقته بسبب زواجها من رجل مسلم في 1982. وصدر عفو عنه فيما بعد لكن خبراء حقوقيون يقولون ان العفو اسقط العقوبة ولم يسقط الجريمة عن الوزير المقال.
من جهة ثانية، قدم العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الخميس التعزية لعائلة حتر المسيحية الذي اغتيل الاحد في عمان وندد بهذه "الجريمة البشعة"، بحسب بيان للديوان الملكي.
وهذا اول رد فعل علني للملك الذي اكد "ادانته الشديدة لهذه الجريمة البشعة والغريبة على شعبنا الأردني الأصيل وثقافتنا"، وفقا للمصدر.
كما اكد رفض الجميع في الاردن "للعمل الاجرامي الجبان" الذي استهدف حتر.
ونقل البيان عن الملك قوله ان "هذا الوطن نشأ بروح الأسرة الواحدة المتعاضدة المتماسكة بين الجميع، مسلمين ومسيحيين، البعيدين كل البعد عن التطرف والعنف والتعصب الاعمى".
وشيع الالاف في بلدة الفحيص، شمال غرب عمان الاربعاء، جثمان حتر الذي قتله مسلح عندما كان يهم بدخول قصر العدل لحضور جلسة محاكمته بسبب رسم كاريكاتوري اعتبر انه "يمس الذات الالهية".
وقال مصدر من عائلة حتر، ان الملك تعهد امام اشقاء حتر ملاحقة ومحاكمة أولئك الذين حرضوا على قتل الكاتب.
ورافق الملك رئيس الوزراء هاني الملقي الذي ردد المشيعون الاربعاء هتافات ضده.
وكانت عائلة حتر اتهمت رئيس الوزراء ووزير الداخلية سلامة حماد بالتقصير في توفير الحماية لحتر الذي كان قد تلقى عشرات التهديدات بالقتل وطلب الحماية.
وكان حتر الكاتب اليساري المسيحي (56 عاما) نشر رسما كاريكاتوريا، لم يرسمه، على صفحته على فيسبوك بعنوان "رب الدواعش" ما اثار جدلا واستياء على مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن حتر حذف المنشور من صفحته بعد ان اكد أن الرسم "يسخر من الارهابيين وتصورهم للرب والجنة، ولا يمس الذات الالهية من قريب أو بعيد، بل هو تنزيه لمفهوم الالوهة عما يروجه الارهابيون".
وقبض على القاتل ووجه له مدعي عام محكمة الجنايات الكبرى الاحد تهم "القيام بعمل ارهابي ادى الى موت انسان، والقتل العمد مع سبق الاصرار، وحمل وحيازة سلاح ناري دون ترخيص".