خبر : مسؤول إسرائيليّ رفيع يزعم : " نهاية عبّاس بدأت

الإثنين 26 سبتمبر 2016 12:44 م / بتوقيت القدس +2GMT
مسؤول إسرائيليّ رفيع يزعم : " نهاية عبّاس بدأت



القدس المحتلة / سما / اعتبرت صحيفة (معاريف) الإسرائيليّة أنّ أقوال رئيس الموساد السابق، تامير باردو، بأنّ الخطر الأكبر الذي تُواجهه إسرائيل هو إمكانية نشوب حربٍ أهليّةٍ، مثيرة إلى حدٍّ كبير على ضوء حقيقة تقليله من أهمية التهديدات الخارجية، وتحديدًا إيران.


وتابعت: واصل باردو وتناول في معرض حديثه القضية الفلسطينية، وقال: رئيس الحكومة قال إنّه سيكون ما بين البحر ونهر الأردن دولتين، ولقد صدق، زعم باردو، ولكن ليس أمام الشعب الإسرائيلي وليس أمام الشعب الفلسطيني.


ولفتت الصحيفة، نقلاً عن مصادر سياسيّة رفيعة في تل أبيب، إلى أنّه لو جرت الانتخابات المحليّة في الضفّة، فإنّ التحليل الميداني يفيد بأنّ مرشحي حماس الموثوقين سيفوزون وسيمسكون بزمام الحكم في أغلب المدن الكبرى.


توقع صعود حماس أثّر على اللاعبين في المنطقة، فمنذ عدة أشهر تعيش الساحة في نابلس حالة من “الفوضى التامة” كما يقول بنحاس عنبري الباحث في المركز المقدسي لشؤون الجماهير والدولة، لافتًا إلى أنّه وفي هذه الأيام فإنّ أعضاء فتح يعتبرون تهديدًا أكبر من تهديد حماس على حكم أبي مازن وعلى السلطة.


وتابعت: منذ شهر يونيو يخوض أعضاء فتح في نابلس حروب شوارع ضد قوات عبّاس، نابعة عن صراعات مالية وجغرافية.


تلك العصابات المحلية المنافسة للسلطة على المال والحكم من المتوقع أنْ تنقل ثقتها من فتح إلى حماس بشكل يكاد يكون فوريًا فيما إذا سيطرت حماس على الحكم المحلي وعلى الموازنات، تمامًا كما فعل رجال فتح في غزة بعد أنْ سيطرت حماس على القطاع في العام 2007، اليوم في نابلس، وكما في منطقة الخليل، وفي أماكن أخرى بالضفة الغربية تستعد القوات الميدانية لليوم الذي يلي هزيمة فتح في الانتخابات وبشكل عام.


وقال مصدر إسرائيليّ رفيع للصحيفة إنّ استبعاد مخطط السلام من قبل غالبية الفلسطينيين والتأييد المتزايد لحماس في أوساط الجمهور والفوضى في نابلس وأماكن أخرى عشية الانتخابات المحلية تعلمنا عبرتين مهمتين: حل الدولتين مات ولا يمكن بعث الحياة فيه، وحان الوقت لنجري حوارًا جديًا في إسرائيل حول الحكم الذاتي الفلسطيني.


اليوم، تابع المصدر، وبعد 22 عامًا من حكم منظمة التحرير للضفة الغربية، وتسع سنوات من حكم حماس لغزة، ملّ الفلسطينيون من منظمة التحرير ومن عبّاس، وهم يريدون أنْ يوسعوا دولة حماس في غزة إلى الضفة الغربية.


وتابعت الصحيفة أنّه يا للمفارقة، فرغم أنّ الحكم الذاتي الفلسطيني قد أقيم منذ 22 عامًا، لم يجرِ حوار جدي حول مسألة ما إذا كان هذا الحكم الذاتي مصلحة إسرائيلية، ذلك أنّه ومنذ المصافحة فوق منصة البيت الأبيض اعتبر الحكم الذاتي مرحلة انتقالية في الطريق إلى شيء آخر، وليس أمرًا ذا أهمية في حد ذاته.


بالنسبة لليسار المعتدل كان الحكم الذاتي – وما يزال – مرحلة انتقالية في الطريق إلى المثالية التي ستنتشر لحظة قيام الدولة الفلسطينية، وبالتالي تتحقق رؤية حل الدولتين. على مر الزمان غالبًا ما تجنب سياسيون من حزب “العمل” و”كاديما” وأصدقاؤهم في المنظومة الأمنية والإعلام الحديث عن فساد السلطة الفلسطينية ومن تحريض شركاء العملية السلام البربري من منظمة التحرير. لقد تسامحوا مع ياسر عرفات وأبي مازن عندما تعاونوا مع حماس ومنحوا الشرعية للحرب السياسية التي يقوم بها شريكنا في المفاوضات ضد إسرائيل على الساحة الدولية، وذلك بزعم أنّ هذه الأمور السيئة ستختفي من العالم لحظة قيام الدولة الفلسطينية.


في اليسار الراديكالي الحكم الذاتي كان وما يزال أمر لا قيمة له، ذلك ان المشكلة الوحيدة التي يمكن بل ويجب إبداء الرأي فيها هو الاحتلال، بالنسبة لأعضاء “ميرتس″ ورفقائهم في الجمعيات المختلفة في أوروبا جوهر الحكم الذاتي الفلسطيني غير ذي أهمية إطلاقًا. حماس ومنظمة التحرير و”داعش” ليسوا من شأننا، فإسرائيل بالفعل هي المتهمة، إسرائيل هي المحتلة؛ ولذلك – حسب فهمهم – فإنه لأمر عنصري ان ندرس الوضع في أوساط الفلسطينيين.


لكن ماذا نفعل إذا أخطأ هؤلاء وهؤلاء أيضًا؟ إذا كان الفلسطينيون غير معنيين إطلاقًا بالتعايش، وإذا كانت حماس توشك أنْ تفوز في الانتخابات للحكم المحلي، وإذا كان أعضاء فتح يعيشون حالة حرب ضد عبّاس حولت نابلس إلى مقديشو، آن الأوان لأن نجري نقاشًا حول الحكم الذاتي، حتى وإنْ تأخرنا 22 عامًا.


آن أوان أن نسأل الأسئلة الأساسية: هل نؤيد حكمًا فلسطينيًا ذاتيًا؟ هل الحكم في الضفة هو الخيار الأفضل بالنسبة لإسرائيل، وقد تحولت غزة من إزعاج تكتيكي إلى تهديد استراتيجي؟ وإذا كان هذا الشيء غير مرغوب، ما هو الأفضل لنا؟ وإلى أي الأوضاع علينا أنْ نسعى؟


وشدّدّت الصحيفة، على أنّ هذا يعيدنا إلى تحذير باردو الخطير من الحرب الأهلية، إذًن فالمجتمع الإسرائيليّ في واقع الأمر منقسم، ولكن إذا كنا نخشى الانقسام فالطرق الأفضل لمنعه هي من خلال وجود حوار شعبي مسؤول وناضج يقوم على أساس المعطيات الحقيقية على الأرض، وليس متابعة نقاش عقيم عمره 22 عامًا قام على أساس التفضيل أو استبعاد حلول فاعلة للمشاكل الحقيقية.