القدس المحتلة سماذكرت مصادر صحافية إسرائيلية في أعقاب إطلاق صاروخي أرض – جو سورية، أمس الثلاثاء، نحو مقاتلات لجيش الاحتلال إن التقديرات في إسرائيل هي أن الرئيس السوري، بشار الأسد، يحاول الإشارة بأن سياسته تغيرت في أعقاب الدعم الروسي الذي يتلقاه و'النجاحات الأخيرة التي حققها في المعارك ضد المتمردين'، بحسب صحيفة 'يديعوت أحرونوت'، لكن معظم التحليلات تجمع على أن النظام في سورية غير معني بفتح مواجهة عسكرية مع إسرائيل وتحديدًا في الجولان.
وهاجم سلاح الجو الإسرائيلي ليل الثلاثاء - الأربعاء مواقع لمدفعية النظام السوري في وسط مرتفعات الجولان، بزعم سقوط ثلاث قذائف صاروخية في الجزء المحتل من الجولان أمس.
ونقل المراسل العسكري للصحيفة، يوسي يهوشوع، عن مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى قولها إن إسرائيل نقلت رسالة إلى الأسد، مفادها أنه إذا استمر إطلاق النار ومحاولات تصعيد الأوضاع في الجولان، فإن 'الرد سيكون حادًا'، وأضافت أن ليس لإسرائيل 'مصلحة بالتدخل بالحرب الأهلية في سورية'.
ونقلت 'يديعوت' أن إطلاق الصواريخ نحو المقاتلات الإسرائيلية 'لم يكن فعالا أصلا'، وأن الدافع قد يكون الإشارة إلى أن قواعد اللعبة تغيرت.
وكتب محلل الشؤون الأمنية في صحيفة 'معاريف'، يوسي ميلمان، إنه يمكن القول إن التوتر الحاصل في هضبة الجولان قد انتهى، لكن 'يصعب في هذه المرحلة التحديد بشكل قاطع حصول تغير في سياسة نظام الأسد تجاه العمليات العسكرية الإسرائيلية. شيء واحد واضح: إطلاق صاروخي أرض – جو من طراز إس 200 لم يكن مصادفة، فقد أصدر الجيش السوري بيانًا رسميًا بهذا الشأن. هذه هي المرة الثانية فقط منذ اندلاع الحرب الأهلية في سورية قبل خمسة أعوام ونصف العام، التي يقوم فيها جيش الأسد بالرد على نشاط عسكري إسرائيلي في الأراضي السورية'.
ولفت المحلل في 'معاريف' إلى أن إسرائيل تعمل 'دون عائق' في الأراضي السورية منذ سنوات وتنتهك السيادة السورية وتخرف اتفاق فصل القوات بين الدولتين منذ العام 1974. وأضاف أن الرد السوري أمس لم يكن بتعليمات من ضابط عادي أو مصادفًة، وإنما بتعليمات من القيادة العليا، وتشير إلى أن 'ثقة النفس' لدى الأسد تعززت مؤخرًا بفضل الدعم الروسي أساسًا، وفي ظل الاتفاق الأميركي – الروسي لوقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه قبل يومين، بموازاة خسارة تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش) لمناطق واسعة وتراجع قوته.
وأضاف ميلمان أن إسرائيل في 'معضلة، إذ أنها لا تريد تصعيد الأوضاع على الحدود مع سورية والغرق في الحرب الأهلية السورية، لكن من الجهة الأخرى عليها الحفاظ على 'مصداقيتها وردعها'. لذا، بحسب ميلمان، نقلت إسرائيل رسالة تحذيرية للأسد، أنه في حال استمرار التصعيد من جانب القوات السورية فإن هناك احتمالات جدية لتدهور الأوضاع في المنطقة الحدودية.
وخلص ميلمان إلى أن معظم الأطراف في سورية، بما فيها الروس والنظام وجزء من قوات المعارضة، ليست معنية بمواجهة مع إسرائيل.