غزة/سما/ في قطاع غزة، القطاع المثخن بالجراح، والذي يئن وحده تحت نير الاحتلال، الذي ينزف كل يوم جراء حصار ظالم امتد لعشرة أعوام، حصار ألقى بظلاله على كل مناحي الحياة وكل تفاصيلها، فأبى إلا أن يضفي طعم من المرار على ساكني غزة، إلا أن أهالي هذا القطاع أصروا أن يعاندوا هذا الجور والظلم، وأن يضفوا عليه حلاوة، وإن كانت لحظية، فاحتفل اليوم الاثنين الغزيون بعيدهم مع باقي الأمة الإسلامية. فبدأ يوم النحر، أول أيام عيد الأضحى المبارك، اليوم الاثنين، بتكبيرات العيد، تصدح بين جنبات وأزقة مخيمات القطاع، وامتلأت الجوامع والساحات بالمصلين، احتفالاً وإعلاناً ببدء مراسم عيد الأضحى المبارك.
وبالرغم من العواقب الاقتصادية الوخيمة للحصار على اقتصاد القطاع المدمر، إلا أن الغزيين لم يتخلوا عن سنة نبيهم، فكل مقتدر قدم أضحيته في هذا العيد المبارك، فامتلأت الشوارع والأزقة بدماء الأضاحي التي تقدم قرباناً لله عزوجل، فيتجمهر الأهالي حول الأضحية، ما بين تهليل وتكبير، ويطل الصغار برؤوسهم لرؤية الذبيحة وهي تقطع وتوزع على الفقراء والأهالي والجيران وسط فرحة عارمة، فالعيد لهم هو كيس كبير من "اللحمة".
وعلى الرغم من محبة الغزيين للاقتداء بسنة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في العيد، إلا إن سوق المواشي في القطاع لم يشهد إقبالاً كبيراً بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية وضيق ذات اليد، فقد قال تحسين السقا، مدير عام التسويق في وزارة الزراعة بقطاع غزة، إن أسواق المواشي شهدت ركوداً نسبياً في حجم المبيعات، رغم انخفاض أسعارها وتوفرها، وذلك بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعيشها الفلسطينيون في غزة. وأضاف موضحاً: "بلغ عدد الأبقار المتوفرة في أسواق غزة 31 ألف رأس، بينهم 28 ألف بقرة تم استيرادها من الجانب الإسرائيلي و3 آلاف رأس من إنتاج مزارع القطاع، إضافة إلى توفر 40 ألف رأس من الأغنام والماعز".
وأشار إلى أن أسعار الأبقار تراوحت حسب بلد المنشأ، ما بين 19 إلى 17 شيقل (5 إلى 4.5 دولار) للكيلو غرام الواحد، بينما بلغت أسعار الأغنام حسب بلد الاستيراد، من 22 إلى 30 شيقل ( 6 إلى 8 دولار) للكيلو الواحد، متوقعا أن يستهلك سكان غزة من (12-13) آلاف رأس من الأبقار، و30 ألف من الأغنام والماعز.
