لندن ـ أكد بحث أجري في المجر أخيراً ونشرت نتائجه مجلة Science العلمية المرموقة، أن الكلاب يفهمون معنى بعض الكلمات التي يقولها البشر.
ففي تجربة هي الأولى من نوعها في العالم، أدخل أكاديميون 13 كلباً بإرادتهم إلى آلة تصوير بالرنين المغناطيسي لمراقبة ما يجري في أدمغتهم عندما يتحدث إليهم الباحثون.
وتبيّن أنّ أدمغة الكلاب تتعامل مع الكلمات بطريقة شبيهة لأدمغة البشر، أي يتعاطى الجانب الأيمن منها مع العاطفة والأيسر مع المعنى.
ولم تُرصد علامات السعادة على الكلاب إلا بعد عمل جزئي الدماغ سوياً لدى سماع هذه الحيوانات لكلمات المديح والحب.
وقال قائد البحث، أتيلا أنديكس، من جامعة Eötvös Loránd في بودابست إنّه «خلال معالجة الكلام، هناك توزيع واضح للعمل داخل الدماغ البشري. يعالج الجزء الأيسر المعنى فيما يعمل الأيمن على نغمة الصوت ونوع الأحاسيس الكامنة فيها. لا يكتفي دماغ الإنسان بتحليل الكلام وطريقة قوله فقط، بل يدمج هذين النوعين من المعلومات، للوصول إلى معنى موحد”.
وأضاف أنديكس أنّ “النتائج التي توصلنا إليها تظهر أنّه يمكن لأدمغة الكلاب أن تعمل بطريقة مشابهة كثيراً”.
وخلال التصوير بالرنين المغنطيسي، تفوّه الباحثون بعبارات مثل “ولد جيّد” و”أحسنت” بطريقة فيها الكثير من التودّد والثناء، ثم بنبرة محايدة، قبل أن يقولوا كلمات عادية مثل “مع ذلك” بالنبرتين.
وتبيّن أنّ الجزء المتعلّق بالاكتفاء في أدمغة الكلاب الذي يتجاوب مع الأحاسيس الممتعة مثل المداعبة وممارسة الجنس وتناول طعام لذيذ لا يتفعّل إلا حين سماعها كلمات مديح وإشادة بنبرة تودّد وتحبّب.
وفي بيان متعلق بالدراسة، قال العلماء إنّهم يعتقدون أنّه يمكن الإفادة من هذه النتائج في المساعدة على “التواصل والتعاون بين الكلاب والبشر بطريقة أكثر فعالية مما هو قائم اليوم”.