غزة سمايواصل بال ثينك للدراسات الاستراتيجية عمله كمؤسسة فلسطينية مستقلة تأسست في مارس 2007 في مجال تعزيز التفاكر والنقاش العقلاني والعلمي حول قضايا تهم الشأن الفلسطيني والاقليمي .
استضافت بال ثينك شخصيات موقرة ذات تأثير على الحالة الفلسطينية من بينهم السيد بيير جرينبول المفوض العام للأونروا و بعده السيد رضا إدريس نائب رئيس المؤتمر العاشر لحركة النهضة من تونس و قبله شخصيات من أيران و تركيا و الولايات المتحدة . و ذلك بهدف تعميق المعرفة حول القضايا الدولية ذات التأثير على الحالة الفلسطينية .
بالتعاون مع مؤسسة فريدريش أيبرت الالمانية تم عقد جلسة نقاش مفتوح وصريح مع السيد جاك دي مايو رئيس بعثة الصليب الأحمر في اسرائيل والأراضي المحتلة وذلك يوم الأحد 28 أغسطس 2016 ، تناول النقاش محددات و آفاق العمل الانساني بين التحديات والواقع و التوقعات منه. حضر الندوة التي تمت دون تغطية إعلامية 60 شخصية يمثلون قطاعات متنوعة من قوى سياسية، إعلام ، اساتذة جامعات والعديد من ممثلي المجتمع المدني ..
بدأ السيد عمر شعبان مدير بال ثينك بافتتاح الجلسة منوها الى ان اللجنة الدولية للصليب الأحمر واحدة من أكثر المؤسسات احتراما على مستوى العالم و في فلسطين . بدأت المؤسسة عملها في فلسطين في العام 1948 منذ بداية الصراع العربي الاسرائيلي ، رافق الصليب الأحمر نضال الفلسطينيين على مر العقود الماضية حيث وصل الصليب الأحمر تقريبا الى كل بيت فلسطيني اما عن طريق زيارات الأسرى، أو الاخلاء أثناء الحروب، أو لم شمل بعض العائلات، أو المساعدات المقدمة لمن دمرت منازلهم .
كذلك أضاف السيد شعبان أن العمل الانساني في مناطق الصراع ليس سهلا بالمطلق. مساعدة الضحايا و المنكوبين تتناقض في بعض الاحيان مع موقف الاطراف المتقاتلة التي تلجأ احيانا إلى أخذ الناس كرهائن و اوارق للتفاوض . في ظل غياب الانظمة الوطنية وإنشغالها في القتال ، تبرز أهمية المؤسسات الانسانية كملجأ اخير للناس و الضحايا ، مما يرفع سقف التوقعات و والامال منها . توجه بعدها للسيد دي مايو " كيف يمكن الموائمة بين المواقف المتناقضة و المتصارعة و كيف يمكن تجنيب الناس الابرياء من أن يكونوا وقودا للمعركة.
بدأ السيد دي مايو حديثه بشكر بال ثينك على اتاحة الفرصة له للتحدث الى نخبة من المجتمع المدني في غزة . وتحدث عن أهم مبادئ عمل منظمته ، كان مبدأ الحياد والاستقلال من ضمن القضايا التي طرحت باعتبارها البوصلة التي توجه عمل المؤسسة، وبين أن الصليب الأحمر مستقل حيث لا يخضع لاملاءات الممولين أو مجموعات الحشد والمناصرة وانما تنفذ أنشتطه بالمواءمة بين احتياجات ضحايا النزاعات المسلحة والمصادر المتاحة.
حول الحياد أوضح أن تكون محايدا يعني ان تحتفظ بنفس المسافة بين الأطراف المتنازعة ، الا تتبنى وجهة نظر أحد الطرفين وألا تنظر لأحد بنظرة سلبية. مشيرا الى خبرته عبر عقود طويلة في جنوب السودان، أفغانستان ، باكستان وضح كيف أن الالتزام الصارم بهاذين المبدأين يعزز القبول والوصول في نهاية المطاف لإنقاذ الأرواح ..
استعرض أيضا عمل الصليب الأحمر في قطاع غزة خاصة خلال وبعد حرب 2014. ومن التحديات التي شاركها مع الحضور لسياسة غير العلنية للصليب الأحمر في التعامل مع القضايا الحساسة فيما يتعلق بانتهاكات القانون الدولي الانساني ، وعزا سر قوة منظمته الى هذا الطريق الذي اختاروه باعتبارها موطن قوة لا موطن ضعف وأنهى حديثه حول التحديات التي تواجه منظمته في عملها في فلسطين واسرائيل بمواجهة التسييس في التعامل مع القضايا الانسانية. أجاب السيد دي مايو على أسئلة الحضور المتعلقة بالاعتقال الاداري ، المعتقلين ، والاضراب عن الطعام ، ونشر القانون الدولي في الأوساط الاسرائيلية.