القدس المحتلة / سما / قال الخبير الأمني الإسرائيلي في صحيفة "معاريف" يوسي ميلمان إن القصف الإسرائيلي الأخير ضد قطاع غزة لم يكن بالضرورة بتوجيه مباشر من وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان، بل سياسة غير معلنة من رئيس هيئة الأركان غادي آيزنكوت، الذي بات يستغل أي صاروخ ينطلق من غزة باتجاه إسرائيل لضرب أهداف عسكرية حيوية في غزة.
وأشار ميلمان إلى أن تقدير حركة (حماس) بأن إسرائيل ذاهبة لتطبيق معادلة جديدة تقدير دقيق، لأنه منذ انتهاء الحرب الأخيرة على غزة في صيف 2014، بدأت إسرائيل تعد العدة لإمكانية اندلاع "الحرب الرابعة"، للتصدي للبنية التحتية العسكرية للحركة، رغم أن حماس حاولت مع انتهاء الحرب الأخيرة تحديد قواعد اللعبة، بحيث يستعد الجانبان للمواجهة القادمة من خلال التزود بالأسلحة، دون خرق سيادة كل منهما للآخر.
وأوضح الخبير -الذي تربطه صلة وثيقة بالمؤسسة الأمنية الإسرائيلية- أن الجيش الإسرائيلي يرفض التسليم بقواعد اللعبة الجديدة، ولذلك قررت إسرائيل عقب مشاورات أخيرة إحداث تغيير في سياستها تجاه غزة تقوم على استغلال الفرص، بموجبها كل قذيفة صاروخية تنطلق من غزة يقابلها قصف إسرائيلي مكثف، يستهدف ضمنا المواقع الإستراتيجية والبنى التحتية العسكرية الخطيرة لحماس.
وختم قائلا إن السياسة الإسرائيلية الجديدة تجاه حماس تعني عدم منح حصانة لأي هدف خاص بالحركة، وهذه سياسة أقرها آيزنكوت، بموافقة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير جيش الاحتلال السابق موشيه يعلون.
في ذات السياق، وصف الخبير العسكري في القناة الإسرائيلية العاشرة ألون بن دافيد القصف الإسرائيلي الأخير على غزة بالمقامرة الناجحة "لأن إسرائيل لعبت بالنار، رغم أنه لم يقابل برد من حماس كما جرت العادة، لأن إسرائيل لا تمتلك ضمانات بألا يتكرر ضبط النفس الذي مارسته حماس في المرة الأخيرة".
وأوضح بن دافيد أن الجيش الإسرائيلي استغل القذيفة الصاروخية "اليتيمة" التي أطلقت من غزة ليستهدف مواقع إستراتيجية لحماس، ورغم كثافة القصف الإسرائيلي على غزة فلم نشهد وقوع خسائر بشرية فلسطينية، ولا سقوط مباني في غزة، وهو أمر ليس عفويا.
وختم بالقول إن الجيش الإسرائيلي ألقى خمسين صاروخا، وحماس تعترف بذلك، لكن الجانبين التزما الصمت على طبيعة الأهداف التي تم ضربها، وفقا لما نقلت "الجزيرة" على موقعها الالكتروني.