القدس المحتلة / سما / نفى أستاذ الفلسفة والفلسفة اليهودية في الجامعة العبرية في القدس وجامعة نيويورك، البروفيسور موشيه هيلبرطال، أن يكون صحيحا وصف رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لنفسه بأنه يواصل طريق والده، الذي واصل طريق مؤسس الصهيونية التنقيحية، زئيف جابوتينسكي، والذي كان بدوره مكملا لطريق مؤسس الصهيونية، ثيودور هرتسل.
وأوضح هيلبرطال، في مقابلة معه نشرتها صحيفة 'يديعوت أحرونوت' ، قائلا إن 'الشرق الأوسط يتفكك من حولنا. الفوضى رهيبة. وفي هذا الوضع، يقول نتنياهو إنه ينبغي التمسك بالستاتيكو (الوضع القائم). لكن استمرار الستاتيكو يقودنا إلى حالة دائمة للدولة الواحدة، ثنائية القومية، بين النهر والبحر. ويوجد هنا تناقض، وهو أن الدول المتعددة القوميات والأعراق هي الدول التي تتفكك، مثل سورية والعراق وربما لبنان أيضا. والمسار الذي نسير فيه يقودنا إلى الفوضى نفسها'.
وأردف أن 'الأمر الآخر الذي يبعدنا عن رؤيا هرتسل هو التغيير الحاصل في حزب الليكود الحاكم. ففي الماضي كان الليكود حزبا يمينيا، صقوريا، قوميا، ذا جذور ليبرالية وديمقراطية عميقة. وفي السنوات الأخيرة انفصل الليكود عن هذه الجذور. المواجهة مع العالم العربي لا تكفيه، وهو يبحث عن أعداء من الداخل، مثل منظمات حقوقية، أقليات، اليسار، وسائل الإعلام. وهذا هو الفرق بين القومية والتعصب القومي، فالقومية تدافع عن نفسها أمام أعداء من الخارج، والتعصب القومي يركز على أعداء من الداخل'.
وشدد هيلبرطال على أن 'هذين التحولين، دولة ثنائية القومية والبحث عن أعداء في الداخل، يتناقضان بشكل عميق مع المفهوم الصهيوني الكلاسيكي. ومن دعا في يوم الانتخابات إلى إنقاذ الدولة لأن العرب يهرولون نحو صناديق الاقتراع، لا يواصل طريق هرتسل'.
ورأى أن 'نتنياهو يتكلم بلغة الضعيف رغم أن القوة بيديه. وهو ليس واثقا كفاية بصهيونيته لكي يؤيد تعهدات وثيقة استقلال إسرائيل. وأن تكون في مكانة الضحية فيما القوة بيديك هو مزيج فتاك'.
وحول وصف إسرائيل بأنها 'فيلا في غابة'، قال هيلبرطال 'إنني لست متحمسا من وصف إسرائيل بالفيلا. لكن ينبغي أن ندرك أننا نعيش في منطقة إشكالية ومعقدة. والمخاوف الإسرائيلية حقيقية والمخاطر حقيقية. ونتنياهو يستجيب حتى الآن لصدى عميق جدا في الجمهور الإسرائيلي'.
لكن هيلبرطال اعتبر أن 'الديمقراطية الإسرائيلية في خطر ومهددة، بسبب الهجوم على استقلالية الجهاز القضائي ووسائل الإعلام وعرب الداخل'.
وحول مصطلح 'الدولة اليهودية'، لفت هيلبرطال إلى أن 'هرتسل تحدث عن دولة اليهود، وليس عن دولة يهودية. والدولة لا يمكنها أن تكون في الوقت نفسه دولة اليهود ودولة يهودية'.
وأوضح أنه 'في ما يتعلق بالسؤال حول من هو اليهودي، توجد آراء كثيرة ومختلفة. ولا يوجد اتفاق حول هذا الأمر. ولأسفي، نتنياهو مستعد لأن يدفع أثمانا تاريخية في هذا الموضوع من أجل الإبقاء على ائتلافه فقط. ومثال على ذلك قانون المغاطس، الذي لا يسمح لحاخامات من التيارين الإصلاحي والمحافظ باستخدام المغاطس في إسرائيل. وهذا القانون، مثل قوانين أخرى، تقول عمليا ليهود الشتات إن إسرائيل ليست بيتكم. ويوجد اليوم حرية دينية أكبر في كوينس (تجمع اليهود في نيويورك) مما في القدس. واستخدام جهاز الإكراه السلطوي من أجل الحسم في الهوية اليهودية يتناقض بشكل عميق مع الفكرة الصهيونية'.