رام الله سما عقدت اللجنة المركزية لحركة "فتح"، مساء الاثنين، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، اجتماعا برئاسة الرئيس محمود عباس، حيث وضع الرئيس أعضاء اللجنة في صورة آخر التطورات والاتصالات السياسية على الصعيدين العربي والدولي، بما في ذلك رسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي نقلها مبعوثه ميخائيل بوغدانوف.
وأكد الرئيس "استمرار دعمنا للمبادرة الفرنسية، وللجهود المصرية والأردنية الأخيرة لتنفيذ الالتزامات المترتبة على إسرائيل لدفع عملية السلام نحو غاياتها".
وقال الناطق الرسمي، عضو اللجنة المركزية نبيل أبو ردينة، إن اللجنة المركزية بحثت عدة ملفات تتصل بالقضايا الوطنية وفي مقدمتها ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك من مخاطر التهويد والتقسيم، خاصة الذكرى الـ47 لجريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك.
وأضاف أن اللجنة المركزية أكدت على المسؤولية الوطنية والعربية والإسلامية والدولية في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، وطالبت بحشد الطاقات الرسمية والشعبية العربية القانونية والإسلامية للضغط على دولة الاحتلال لإسقاط مخططاتها ومنعها من المس بالمسجد الأقصى المبارك.
وشددت اللجنة المركزية على أن جريمة إحراق المسجد الأقصى لن تسقط بالتقادم، كما حيت المرابطين فيه، والمدافعين عنه، الذين يتصدون لانتهاكات المستوطنين تحت سمع وبصر جيش وشرطة الاحتلال وبحمايتهم.
وفيما يتعلق بانتخابات المجالس والهيئات المحلية، جددت "المركزية" التأكيد على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها المقرر، وتوفير كل ما يلزم لإنجاحها من منطلق الالتزام بحقوق المواطن، ودفع مسيرة الحياة الديمقراطية والتنموية في فلسطين، وأعربت عن رفضها لأساليب الترهيب والتخويف التي تلجأ لها "حماس" في قطاع غزة للتأثير سلبا على النتائج، ودعت جماهير شعبنا الفلسطيني إلى الإقدام على الانتخابات بروح الانتصار للمشروع الوطني ودعمه، واختيار من رأت فيهم الحركة الكفاءة والخبرة والأمانة لتحمل هذه المسؤولية الوطنية.
وأعلنت اللجنة المركزية أن انتصار الديمقراطية في دولة فلسطين هو انتصار للشعب الفلسطيني العظيم، حيث نأمل أن نكون على استعداد بعد ذلك لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني، وأيضا عقد المؤتمر السابع لحركة "فتح"، وعقد جلسة عادية للمجلس الوطني.
إن حركة "فتح" وهي تزف شهداءها يوميا، وتعالج جرحاها وتسعى للإفراج عن أسراها والأسرى كافة، لتؤكد تصميمها على إنجاح الانتخابات المحلية وإجرائها في موعدها المحدد، وعلى هذا الأساس تدعو أبناءها وكوادرها كافة لتعزيز وحدتهم وتعاضدهم وتضامنهم، والتعالي عن الخاص للعام، وتؤكد على أن أطرها ومؤسساتها مفتوحة أمام جميع أبنائها للتعامل مع المشاكل والعقبات كافة، وبما يشمل أصحاب التظلمات الذين اتخذت بحقهم إجراءات عقابية.
وتثمن حركة "فتح"، الجهود الكبيرة التي يبذلها أبناء الحركة كافة على مختلف الصعد والمجالات للحفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني وتعزيز صمود وبقاء أبناء شعبنا والتزامهم على أرضهم الطاهرة.
وتوقفت اللجنة المركزية أمام ضرورة استتباب الأمن الداخلي وحماية المواطنين، وفرض سيادة القانون وعدم السماح بأي حال من الأحوال بالانفلات، وبأي انتهاكات من شأنها زعزعة السلم الأهلي أو النيل من أمن وأمان المواطنين أو الإضرار بهما.
وأشادت اللجنة المركزية بأداء قادة وضباط وأفراد الأجهزة الأمنية التي عملت وفق القانون، وأعربت عن فخرها بالدور الذي قاموا به في تنفيذ مهماتهم لتطهير المجتمع الفلسطيني من خطر الفلتان، وضبط المجرمين الخارجين على القانون العابثين بأمن الوطن والمواطن، وبحرصهم الشديد على أرواح المواطنين الآمنين، وثقتها بالوعي الوطني لجماهير شعبنا الفلسطيني الذي تجسد في الالتفاف الشعبي والوطني حول قوات الأمن الفلسطيني.
كما استمعت اللجنة المركزية إلى تقرير حول إضراب الأسرى في سجون الاحتلال، معربة عن تقديرها العظيم للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي وفخرها بصمودهم وصبرهم، والروح الوطنية والمعنوية العالية، التي تجسدت في إضرابهم رفضا للاعتقال الإداري الذي تتخذه سلطات الاحتلال أداة وأسلوبا إضافيا لإرهاب شعبنا ومناضليه، رغم مخالفتة للقوانين الدولية.
وتوجهت اللجنة المركزية إلى مناضلي الحركة وجماهير الشعب الفلسطيني بضرورة التضامن مع الأسرى، ونصرتهم، وكذلك وحدة الموقف الوطني حيالهم، ووقوف الشعب الفلسطيني بكل أطيافه معهم، واستمرار النضال في الميادين الوطنية والعربية والقانونية الدولية واستخدام علاقات الحركة مع الأحزاب والدول للضغط على سلطات الاحتلال لإطلاق سراحهم، ونيل حريتهم.
وأكد أبو ردينة حرص ومتابعة اللجنة المركزية لأوضاع أهلنا في قطاع غزة، ومعاناتهم جراء الحصار الظالم المفروض عليهم، والاعتداءات الإسرائيلية، وإجراءات حركة "حماس"، ومحاولتها وضع العراقيل أمام برنامج إعادة الإعمار، بعد سنتين من الحرب المدمرة التي شنتها دولة الاحتلال على القطاع، التي تصادف ذكراها في هذه الأيام .
وطالبت المركزية، "حماس" بوقف الاعتقالات والاستدعاءات وبرفع يدها عن القطاع وتمكين حكومة الوفاق الوطني من العمل حتى تستطيع معالجة المآسي الإنسانية ورفع المعاناة، وحل المشاكل والدمار الذي يثقل كاهل شعبنا المستهدف الأول والرئيس من الحرب الأخيرة والحروب السابقة على القطاع.
وأدانت المركزية انتهاكات "حماس" لأبسط الحقوق المكفولة في القانون الفلسطيني ومنها حرية الحركة والتنقل وتنظيم الاجتماعات، واعتبرت قرارها بفصل تسعة من الموظفين والعاملين في جامعة الأقصى باطلا وتعسفيا، وكذلك ما جرى لاجتماع اتحاد المرأة وتفريق للأخوات، الأمر الذي يشكل خرقاً للأعراف الديمقراطية ولحرية الانتخابات، وأعربت عن تأييدها لوزارة التربية والتعليم العالي فيما تراه من حلول جذرية تكفل استمرار الجامعة الحكومية الوحيدة العاملة حتى الآن في القطاع بتقديم العلم والمعرفة وتمكينها من أداء رسالتها.
ولمناسبة العيد الوطني لمصر الشقيقة، جدد الرئيس محمود عباس التأكيد على أهمية الدور القومي والتاريخي الذي تضطلع به مصر، منوها إلى أن الشعب الفلسطيني الذي يقدر عاليا هذا الدور، وأهميته في دعم نضالنا الوطني من أجل الحرية والاستقلال، يتقدم من الشعب المصري الشقيق وقيادته برئاسة سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بأسمى التهاني لمناسبة العيد الوطني لمصر وذكرى ثورة 23 يوليو عام 1952، وكذلك ذكرى ثورة 30 يونيو التي أنقذت مصر والأمة العربية من الظلام، ويتمنى له دوام التقدم والازدهار على طريق رفعة أمتنا العربية.
كما حيت اللجنة المركزية، جهود سيادة الرئيس على الساحتين العربية والدولية لحشد الدعم للقضية الفلسطينية، بما في ذلك الاستعدادات المقبلة لمشاركة سيادته في قمة عدم الانحياز المتوقع عقدها في فنزويلا الشهر المقبل، وكذلك إلقائه خطابا أمام الجمعية العامة للامم المتحدة خلال الشهر المقبل في نيويورك.