القدس المحتلة / سما / قال رئيس لجنة المتابعة العربية العليا محمد بركة ان اللجنة قدمت مبادرة لانهاء الانقسام الفلسطيني ولاقت تجاوباً من قبل الرئيس محمود عباس، وهناك ضوء أخضر واشارات ايجابية واضحة من اطراف أخرى.
وقال بركة في حديث لموقع "الصنارة" ان لجنة المتابعة بادرت الى التوسط قبل نحو ثلاثة أشهر، مشيرا الى ان الحل الذي تطرحه اللجنة يتمثل بتشكيل حكومة وحدة وطنية والاتفاق على موعد لاجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في السلطة، وتقضي المبادرة أن يحترم الطرفان نتائج هذه الانتخابات.
وفي تفاصيل المبادرة قال بركة "هذه المبادرة خرجت من "المتابعة" قبل نحو ثلاثة أشهر وقلت حينها وأكرر اليوم إننا لن نكون متفرجين إزاء ما يحصل وآن الأوان أن ينتهي هذا الفصل المخزي في حياة ومسيرة شعبنا. وبعثنا الى الأطراف المعنية، مَن نستطيع الحديث معه مباشرة قمنا بذلك ومَن لا نستطيع أوصلنا الرسالة وسألناهم هل أنتم مستعدون لقبول أمر كهذا فرحبوا بذلك بما في ذلك الرئيس محمود عباس شخصياً.
وأشار بركة في حديثه لـ"الصنارة" الى أنه كان اشترط " أننا لا نتدخل لفتح كشك جديد لإنهاء الإنقسام.. فمثلما حصلت مأسسة للإنقسام يجب ان تصبح هناك مأسسة لأطر إنهاء الانقسام، لذلك كان شرطنا ان كل مَن يعمل في هذا الموضوع يجب ان يكون تحت سقف واحد، أي أن تعمل كل الأطر الداعية والفاعلة لإنهاء الإنقسام بتناغم".
واشار بركة الى انه تم التحدث مع هذه الأطر (وطنيون لأنهاء الإنقسام ومسارات- هاني المصري ومجموعة منيب المصري، وجميل مجدلاوي في غزة، والشخصيات الأكاديمية البارزة في الشتات ( ويوم الأحد عقد إجتماع أولي في رام الله شارك فيه غالبية الأطر التي تعمل في هذا المجال واتفق الجميع على وسيلة وآلية العمل المشترك.
وردًا على سؤال قال بركة :" ان المنصة الأولى للتقدم نحو انهاء الإنقسام تتمثل في الانتخابات البلدية القادمة، وذلك بأن يكون هناك تعهد وتوقيع على ميثاق إلتزام وطني من كل مرشح بالعمل على إنهاء الإنقسام قبل وبعد الانتخابات، سواء نجح أو لم ينجح. وهناك حملة شعبية تهدف ليس لعقد مفاوضات مع هذه الجهة أو تلك لأن الاتفاقات لإنهاء الإنقسام موجودة وموقعة والمطلوب هو تطبيقها.
الحديث هو عن خلق وضع لدى الأطراف المعنية ان تنفذ هذا الأمر وخلق حالة شعبية في كل أماكن تواجد الشعب الفلسطيني وإذا اقتضى الأمر أن نقوم بنشاط واحد موحد وبنفس الوقت يشمل كل ابناء الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع والقدس والداخل والشتات. وممكن ان نعلن عن يوم واحد أو أكثر لمحاصرة خطاب الإنقسام.
وعن آليات او اسس الحل المطروح للتوصل الى انهاء حالة الإنقسام قال بركة:" الحل يستند الى ما يلي - أولاً : إقامة حكومة وحدة وطنية ليس كالحكومة الحالية تكنوقراط إنما حكومة وحدة وطنية بكل ما تعنيه الكلمة تتمثل فيها كل الأطياف وتفرض سلطتها على كل المناطق المحتلة عام 67 .ثانياً: الإتفاق على موعد للإنتخابات في غضون ستة أشهر الى سنة انتخابات رئاسية وتشريعية ولمجلس وطني إذا أمكن ذلك. ثالثاً: بعد الإنتخابات، يجري احترام نتائج الإنتخابات بمفهوم أن مَن يحصل على الأغلبية يلتزم بتشكيل حكومة وحدة وطنية مع الأقلية . بمعنى قبل الإنتخابات وبعدها تكون هناك حكومة وحدة وطنية، هذه المبادئ الأساسية وهناك قضايا يجري الحديث كثيراً فيها. معاشات وما غير ذلك، هذه الأمور إذا ما توفرت الإرادة فإن الطريق الى كلها سالكة."
وردًا على سؤال عن مدى التجاوب من قبل فتح وحماس مع هذه المبادرة قال بركة :" هناك ضوء أخضر من الجميع والموضوع من ثلاثة أشهر. والرئيس عباس ذهب خطوة أبعد مما كنا عليه عندما قال امام وفدنا خلال اللقاء معه يوم السبت في المقاطعة : إننا نرحب بتدخلكم وبدوركم وأكثر من ذلك إذهبوا واسألوا وافحصوا الأمور وعندما تصلون الى حل نحن موافقون عليه سلفاً بدون أن تسألونا مرة أخرى. "وهذا كلام كبير.ومن الأطراف الأخرى هناك أشارات واضحة تماماً ولكن لا نستطيع أن نفصح عن كل ذلك في المرحلة الحالية ."