تونس – «القدس العربي» : ينشغل الرأي العام التونسي حالياً بقضيتين مثيرتين للجدل، تتعلق الأولى بـ«فضيحة جنسية» مفترضة لنائب عن حزب «نداء تونس» الحاكم في ظل نفي النائب المذكور للموضوع ومطالبة البعض باستقالته، وتربط الثانية بلجوء معتمد (مدير منطقة) إلى ذبح خروف أمام رئيس الحكومة المكلف يوسف الشاهد كنوع من التكريم له، وهو ما دفع البعض إلى المطالبة بإقالته على اعتبار أن هذه الممارسات كانت تحدث خلال عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي، وخاصة أن المعتمد المذكور ينتمي أساساً لحزب التجمع الديمقراطي الدستوري المنحل.
وكشفت صحيفة «الصباح» المغربية قبل أيام أن نائباً في حزب «نداء تونس» وقع ضحية خداع من قبل مصور مغربي، قام باستدراجه عبر أحد برامج «التشات» وصوره في أوضاع جنسية ليقوم لاحقاً بابتزازه، حيث طلب عشرة آلاف درهم مغربي (حوالي ألف دولار) مقابل عدم نشره للشريط على شبكة الإنترنت.
وأشارت الصحيفة إلى أن المصور المتهم أنشأ صفحة على موقع «فيسبوك» منتحلاً شخصية فتاة كي يتمكن من الإيقاع بالنائب المذكور، مشيرة إلى أن الضحية سافر إلى المغرب وتقدم بشكوى لدى السلطات المغربية التي تمكنت من إلقاء القبض على المتهم.
القضية أخذت بعداً سياسياً، حيث كشف القيادي في حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» سمير بن عمر عن شخصية النائب المتورط في الفضيحة الجنسية، وأضاف على صفحته في «فيسبوك»: «هل تعلمون أن النائب الندائي المتورط في فضيحة جنسية عابرة للحدود ساهمت في تلطيخ سمعة البلاد وجعلتنا أضحوكة بين الأمم هو رئيس لجنة الحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد بمجلس نواب الشعب»، في إشارة إلى النائب حسن العماري.
إلا أن العماري نفى هذا الأمر، وأشار في تصريحات صحافية إلى أن يتحدى كل من يملك فيديو حقيقي يظهره في أوضاع مخلة بالحياء، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى وجود فيديو «مفبرك» حول هذا الأمر، وأكد أن البعض قام بتوظيف الخبر سياسياً لتشويه سمعته، مضيفاً «أنا أعرف نفسي وعائلتي جيداً (…) ولست مطالباً بنشر حياتي الخاصة للعموم».
تصريحات العماري دفعت الإعلامي سمير الوافي لنشر «وثيقة» تؤكد تقدم النائب العماري بشكوى إلى السلطات التونسية (قسم الأخلاق العامة) للتحقيق في القضية المذكورة، حيث طالب بإقالة العماري منتقداً «تستر (رئاسة البرلمان) على فضيحة أخلاقية تسيء لصورته».
من جانب آخر، طالبت جمعية مدنية تدعى «فورزا تونس» بإقالة معتمد (مدير منطقة) ولاية «منوبة» (قرب العاصمة التونسية) أنيس العوجي بعد ظهوره في فيديو، نشرته المعتمدية وتناقلته عدد كبير من الصفحات الاجتماعية، «يقدم فيه قربانا (ذبح خروف) لوزير الشؤون المحلية يوسف الشاهد عند زيارته لولاية منوبة قبل تكليفه برئاسة الحكومة الجديدة». وأثار الفيديو غضب النشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي الذين أكدوا أن هذه الممارسات تعود إلى عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي، حيث اعتبر الوافي أن الفيديو « دليل آخر على مهزلة التعيينات الجهوية في سلك المعتمدين، حيث ارتكبت جريمة في حق الوطن بتعيينات على أساس الولاء للمصالح واللوبيات والأشخاص… فرأينا العجب في سلك المعتمدين بعد ذلك (…) وآخرهم هذا المعتمد الذي ذبح علوش (خروف) أمام سيارة الوزير يوسف الشاهد بمجرد نزوله منها، وهو معتمد ذكي وداهية استعد للمستقبل، ولا شك أن الشاهد يتذكره اليوم بعد تعيينه رئيس حكومة، لكن يجب أن يتذكره فعلاً لعزله وليس لترقيته، إذا كان يريد مسؤولين بلا عقلية قديمة ولا خزعبلات من زمن آخر».
وكتب القيادي في حزب «تونس الإرادة» طارق الكحلاوي «معتمد منوبة الذي ذبح خروفاً في أيار (مايو) الماضي احتفالا بقدوم رئيس الحكومة المكلف (وزير التنمية المحلية انذاك) في وصلة نضالية من ايام الزمن الجميل، وهذا مثال بارز على كفاءات حزب السبسي… كفاءات لأربع حكومات في جمهوريات الخرفان؟».


