خبر : فيصل المقداد: سوريا على ثقة انها أضحت أقرب إلى النصر من أيّ وقت مضى

الخميس 18 أغسطس 2016 02:14 م / بتوقيت القدس +2GMT
فيصل المقداد: سوريا على ثقة انها أضحت أقرب إلى النصر من أيّ وقت مضى



دمشقوكالات إعتبر نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد أنّ "المواجهة التي يخوضها الجيش العربي السوري وحلفاؤه في وجه الإرهاب، تعبّر عن مصلحة دولية وإقليمية في حفظ الأمن والاستقرار لدول المنطقة وشعوب العالم كله، بعدما لم يعد ما سبق وحذّرت منه سورية مراراً في بداية الأزمة، رأياً للنقاش، وقد تكفّلت الوقائع بتظهير حجم الخطر الذي يمثّله الإرهاب، بعدما استثمر عليه الذين توهّموا أنهم قادرون على السيطرة على سورية بوساطته".
وكشف المقداد في حديث لصحيفة "البناء" اللبنانية، عن "تفاهم تامّ وتفصيليّ على الرؤية الخاصة بالحرب بين سوريا وحلفائها، خصوصاً الأصدقاء الروس والأشقاء الإيرانيون، ورفقاء السلاح والوفاء في المقاومة، وأن هذه الرؤية تقوم على اعتبار العمل العسكري في وجه الإرهاب، خصوصاً ما يشهده الشمال السوري في هذه الفترة، رديفاً ضرورياً لتأكيد التمسك بعملية سياسية، أيّدتها سوريا ولا تزال، سعياً إلى أوسع مشاركة وطنية سوريا في هذه الحرب، وتطلّعاً إلى إصلاح سياسيّ وتوافق وطنيّ يثبّتان دعائم الوحدة الوطنية السورية، وينتقلان بالدولة السورية المدنية والعلمانية والمقاومة إلى أعلى مستويات الحداثة والعصرنة، ويستلهمان معايير الديمقراطية والحرّية التي يجد السوريون أنها الأكثر اقتراباً من واقعهم وتاريخهم وجغرافيتهم. فمن دون تصفية الجيوب الإرهابية الموجودة على جزء من الجغرافيا السورية، ومن دون ضمان وحدة التراب الوطني السوري، لا تستقيم عملية سياسية".
وشدد على ان "الحرب على الإرهاب هي التي تتكفل كشف من هم المعارضون الراغبون بحماية بلدهم، والسير به إلى الأمام، والذين تنبع معارضتهم من وطنية صادقة، وليسوا مجرّد أتباع للخارج، أو ظلال لجماعات إرهابية تستعمل اسم المعارضة، لتخريب سورية وتشويه سمعتها، والتشويش على الحرب على الإرهاب، والتسبب بالإرباك على الساحتين السياسية والإعلامية لكل من ينخرط فيها دفاعاً عن سورية أو عن الإنسانية جمعاء، وتصويره طرفاً في صراع داخلي سوري".
وعن فرص العملية السياسية واستئنافها، أوضح ان "سوريا رحّبت وترحّب بكلّ مسعى لاستئناف العملية السياسية، وأبلغت كلّ من يعنيهم الأمر، خصوصاً المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، استعدادها للمشاركة في أيّ جولة محادثات جديدة من دون قيود أو شروط مسبقة"، مؤكدا ان "سوريا مؤمنة بأن الحوار السوري ـ السوري وحده هو من يحقّ له البحث في شؤون الدولة السورية وصيغة نظامها السياسي والدستوري". وأضاف "إن سوريا تمدّ يدها باستمرار لبلوغ اللحظة التي ينطلق فيها حوار كهذا. لكن وقائع الحرب على مدار السنوات الماضية، خصوصاً في ضوء ما يجري في معارك حلب، تطرح علامات استفهام كبرى حول فرضية وجود معارضة مسلّحة معتدلة، وقد ظهرت الجماعات المسلّحة بلا استثناء، سواء من يلتحق منها بـ"جبهة النصرة"، قبل تغيير اسمها إلى "جبهة فتح الشام" وبعده، أو من يحملون أسماء أخرى، ويدّعون التميّز عن الإرهاب، فوقائع المعارك تقول إنّهم جميعاً يقاتلون تحت راية الجماعات التكفيرية الإرهابية وقياداتها، هذه الجماعات التي تتقدّمها "جبهة النصرة" وتنظيم "داعش".
من جهة أخرى، اعتبر ان "مصداقية الأميركيين على كلّ حال، هي على المحكّ في قبول تصنيف "جيش فتح الشام"، الاسم الجديد لـ "جبهة النصرة"، على لوائح الإرهاب المعتمدة لدى مجلس الأمن الدولي، والاستجابة للطلب الذي تقدّمت به وزارة الخارجية الروسية وعلى رأسها الوزير سيرغي لافروف لهذا الغرض".
وعن الموقف التركي واللقاءات الروسية ـ التركية والإيرانية ـ التركية، أكد ان "سوريا تريد أن يُكتب لمساعي الأصدقاء والأشقاء النجاح، في إعادة تركيا إلى الطريق الصحيح الذي يضمن الاستقرار في المنطقة، وينقل تركيا من ضفة الاستثمار على الحرب والخراب ووضع يدها بيد الجماعات الإرهابية، إلى ضفة الشراكة في صناعة السلام والاستقرار"، ناصحا القيادة التركية بـ"التجاوب الصادق مع النصائح التي سمعتها من حلفائنا الروس والإيرانيين، فلم يعد ثمة متّسع من الوقت، ولا المزيد من الفرص للمماطلة، أو للأوهام والمراهنات، أما التذاكي والخداع فسينقلبان على أصحابهما".
عن مستقبل الحرب، أكّد المقداد ثقة سوريا المطلقة بأنها "أضحت أقرب إلى النصر من أيّ وقت مضى، من دون الدخول في لعبة المواعيد والتوقّعات. وأن مصدر هذه الثقة، هي تضحيات الجيش والشعب في سوريا، وحجم تصميم الحلفاء وصدقهم، ووضوح الرؤيا لدى قيادة سوريا التي يقف على رأسها الرئيس بشار الأسد، والميزات التاريخية التي يمثّلها برؤيته وشجاعته وعزمه وحزمه وتمسّكه بثوابت وطنية وقومية وإنسانية عالية، ودرجة الثقة القائمة بينه وبين صديقه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والقيادة الإيرانية والأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله".