رام الله وكالات تمتلك الشابة الفلسطينية أديان عقل (18 عاما)، من بلدة بديا قضاء سلفيت، موهبة خارقة في قدرتها على معرفة اليوم لجميع السنوات الميلادية بدءاً من السنة الأولى حتى المليون في أقل من ثلاث ثوان، وهو ما دفع وزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم لمنحها لقب سفيرة فلسطين للإبداع العقلي.
الطالبة عقل التي تدرس الشريعة بجامعة القدس المفتوحة للسنة الثانية، تميزت بين زميلاتها في مدرسة بديا منذ الصف الخامس الابتدائي بذكائها الخارق بمعرفة التواريخ والأحداث، حيث كانت تفاجئ طالبات المدرسة بالتهنئة بذكرى ميلادهن وميلاد أفراد عائلاتهن، دون معرفتها المسبقة بتلك التواريخ.
تقول أديان في حديث لـ"وفا"، "إن الموهبة ولدت معها منذ الصغر، وبدأت كنوع من التسلية واللعب، حتى اكتشفت قبل عامين أنها تتمتع بموهبة معرفة التواريخ والأيام لمئات السنين الماضية والقادمة في بضع ثواني".
وواجهت أديان "انتقادات من قبل إدارة المدرسة التي طالبت عائلتها بعرضها على دكتور نفسي؛ ظنا منهم أنها تعاني من مشاكل نفسية، حيث صبت تركيزها على التواريخ التي انعكست سلبا على تحصيلها الدراسي" وفق قولها.
وتؤكد أن لديها اهتماما وهوسا في حب التواريخ منذ الصغر، فأي تاريخ أو مناسبة وطنية كانت تمر عليها يبقى عالقا في ذاكرتها، وأن موهبتها ربانية وفطرية، جعلها تواجه تحديات وأسئلة عن تاريخ معين، فعند سؤالها مثلا عن 21-7-2028 ردت فوراً الجمعة.
ولمع صيت أديان في بلدة بديا، بأنها تستطيع تحديد تواريخ ميلاد 80% من سكان البلدة البالغة عددهم 11 ألف نسمة، كما تحدد تواريخ ميلاد المعارف والأصدقاء من خارج البلدة والأحداث المرتبطة بهم، كما أوضحت.
"لا أعرف كيف أصل لتلك النتائج، المهم أنني أستطيع الإجابة خلال ثواني" قالت أديان، موضحة أنها تعلمت مهارة جديدة خلال دراستها الشريعة بمعرفة عدد آيات كل سورة في القران الكريم.
وتطمح أديان لدراسة علم الفلك والمشاركة في المسابقات العالمية وبرامج المواهب مثل "أرب جوت تالنت"، وتمثيل فلسطين على المستوى العالمي وخدمة الشعب الفلسطيني ورفع العلم الفلسطيني في كافة الميادين من خلال موهبتها النادرة.
وتستعد أديان للمشاركة في نهاية الشهر الجاري بمسابقة "الذاكرة الخارقة" في الجزائر والتي تضم 307 متسابقين من 13 دولة عربية، آملة أن تحقق المركز الأول وترفع راية فلسطين. كما من المقرر أن تشارك في مسابقة أخرى للمواهب بداية العام القادم في سنغافورة.
وشكرت أديان الرئيس محمود عباس على اتصاله بعائلتها الشهر الماضي واستعداه لتقديم كل ما يلزم من أجل تنمية موهبتها، مؤكدة أنها توقعت اتصال الرئيس المعروف بدعمه للمواهب الشابة والمتميزين.
موهبة أديان بالنسبة لعائلتها في بداية الأمر كانت أمرا عاديا ولم تكن تتوقع أن تكون تلك الموهبة من الحالات النادرة في العالم، إلا أنها لاحظت مدى القدرة الخارقة لدى ابنتها كلما زارهم أحد فتفاجئه بتحديد تاريخ ميلاده واليوم. وفق ما أوضح والدها أيمن عقل لـ"وفا".
وفيما يتعلق برغبة أديان بدراسة علم الفلك، قال عقل "موضوع علم الفلك غير متوفر لدينا في الوطن العربي، والوزير صيدم قال لنا بأن المجال متوفر في إسرائيل واليونان، وإسرائيل مرفوض، وعرض الوزير تدريسها في اليونان، إلا أنني رفضت أن تدرس في الخارج، ستدرس في فلسطين بجامعة القدس المفتوحة ورئيس الجامعة تكفل بتدريسها".
بدوره، أوضح مدير عام مركز "الشخص المهم" الذي التحقت به أديان منذ شهرين، إياد حمودة لـ"وفا"، أن أديان من الحالات الفلسطينية العالمية النادرة في مجال الذاكرة الخارقة خاصة في التواريخ والأيام الميلادية، وأن الموهبة التي تتمتع بها قدرات عقلية من الصعب أن تتوفر بأي شخص إلا بحالات نادرة جدا.
وأكد أن أديان لا ترتكز على أي قانون حسابي تقوم به، كما يتم في العالم من خلال عمل ثلاث عمليات حسابية والخوارزميات حتى يصل الباحث لتحديد اليوم الأمر الذي يحتاج لثلاثة أو أربع دقائق لمعرفة تاريخ واحد، إلا أن أديان تجب مباشرة على الأسئلة بمدة لا تتجاوز ثلاث ثواني.
وشخّص حالة أديان، بأنها تتمتع بقدرة اتصال عالية ما بين العقل الظاهر والباطن، وأن سرعة التفكير لديها تفوق سرعة الكلام بضعفين وهي سرعة خيالية خارقة، مشيرا إلى أنها تحفظ ما يقارب 35 مليون معلومة في 100 ألف سنة بنسبة خطأ صفر.
وأشار حمودة إلى أن الإنسان يولد عبقري رياضيات في العقل الباطني وليس الخارجي، والدليل أن الطفل من الممكن أن يعمل أي عملية حسابية قبل الذهاب للروضة من خلال المشي وتقدير المسافة.
وأوضح أن أديان من الحالات النادرة على مستوى العالم التي تستطيع الاتصال بالعقل الباطني الذي يعطيها التواريخ عبارة عن أرقام تترجم بدماغها ويدلها على هذا التاريخ مباشرة، مؤكدا أنها من المواهب التي لا تقهر ولا يمكن أن يتم منافستها ولا حتى بالتدريب.
وعن مشاركتها في مسابقة "الذاكرة الخارقة" بالجزائر، قال إن مشاركتها في المسابقة ستكون في 82 تاريخا يتطلب من المشارك معرفتها خلال 5 دقائق حتى تقرر الأيام، منوها إلى أن أديان ستجيب عليها خلال 82 ثانية، وستحقق رقما قياسيا على المستوى العربي والعالمي.
وتحدث حمودة بأن الموهبة نوعين، إما جسدية عقلية لديهم قدرات جسدية ويتحكم فيها العقل كالقفز والركض وتحريك الجسم، أو مواهب علمية عقلية، كحالة أديان وهي من الحالات الأولى في هذا المجال.
ونوه إلى أن هناك مواهب كثيرة لدى الشعب الفلسطيني، إلا أن النسبة عالميا 1% إلا أن المكتشفين منهم لا يتعدوا عشر في المئة، لأسباب كثيرة منها المحيط والشخص نفسه والأهل والمدرسة.
وطالب حمودة الحكومة الفلسطينية بتبني حالة أديان وتوفير كافة الموارد المادية اللازمة لإيصال موهبتها للعالمية وتنميتها وتطويرها، وعدم اقتصار الدعم على الجانب المعنوي.
وكان وزير التربية والتعليم صبري صيدم، قد كرم الطالبة أديان عقل الخميس الماضي، ، لمعرفتها باليوم أو الشهر المصادف لسنة التاريخ الميلادي بسرعة عالية، ومنحها لقب "سفيرة وزارة التربية والتعليم العالي للإبداع العقلي".
وأثنى صيدم على إبداع وتميز عقل، مؤكداً أن هذا التكريم واللقب يترجم روح الإبداع والتقدير والتميز لديها، مشيراً إلى القدرة العالية عند الطالبة أديان بوصفها السرعة الأعلى في العالم، بحيث لا تزيد مدة حسابها عن ثلاث ثوانٍ.
وجدد صيدم تأكيده على وفاء الوزارة للمبدعين والمتميزين من أبناء شعبنا، موضحاً أن الطاقات الملهمة والمبدعة تعد بمثابة الضمانة الحقيقية لإرساء دعائم الدولة الفلسطينية المستقلة، آملاً أن تكون هذا هذه النجاحات خطوة على طريق مواصلة الإبداع والتميز، والتحليق في أجواء الريادة.