لندن / وكالات / قالت مجلة الإيكومونست البريطانية إن إسرائيل أصبحت حليفاً للعرب بعد أن كانت ألد أعدائهم.
وأضافت الصحيفة أن هذا التقارب بين العرب وإسرائيل يفسره مبدأ "عدو عودي صديقي".
"فلسطين مهملة ولم تعد على رأس أجندة العرب"، بهذه الكلمات استهلت المجلة تقرير نشرته على موقعها الإليكتروني، مشيرة إلى أن علاقة إسرائيل بالدول العربية شهدت اختلافًا كبيرًا في الآونة الأخيرة.
ووفقًا لتقرير أوردته المجلة، استدعت مصر في نوفمبر من العام 2012 سفيرها في تلك أبيب بسبب موقفها الساخط على قصف إسرائيل لقطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس المنتسبة للإخوان المسلمين، مشيرة إلى الرئيس المصري حينها كان محمد مرسي المنتمي للإخوان والذي استدعى سفير إسرائيل في القاهرة لذات السبب.
بعد أعوام قليلة حدث اختلاف وأرسلت القاهرة وبالتحديد في فبراير الماضي، سفيرًا مصريًا جديدًا إلى إسرائيل.
وأغلقت مصر حدودها مع قطاع غزة، ليستاء الفلسطينيون ولتصبح حماس مذمومة، وفقًا للمجلة، التي أشارت إلى وجود شائعات في الوقت الحالي، تقول إن بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، سيزور السيسي في مصر قريبًا.
وجود علاقات دافئة بين إسرائيل ومصر يمثل علامة للتقارب الخارجي بينها والعالم العربي، وربما أفرد نتنياهو هذه الأشياء عندما ذكر أن قادة العرب يرون الدولة اليهودية في الوقت الحالي حليفًا، وأصبح التصدي لإيران ومحاربة الإرهاب من أولوياتهم بصورة جعلت أنظارهم تنحرف بعيدًا عن فلسطين التي كانت على رأس أجندتهم، وفقًا للمجلة التي أشارت أن الفلسطينيين يشعرون بالإهمال وأنه تم هجر قضيتهم.
"شعورٌ بالخيانة"
ساعد شعورٌ بالخيانة انتاب الدول العربية وإسرائيل في زيادة التقارب بينهما، فالرئيس الأمريكي باراك أوباما يتحرك بشغف نحو التراجع من الشرق الأوسط، وعقد اتفاق نووي مع إيران العام الماضي بصورة أزعجت إسرائيل والدول العربية بذات القدر، وفقًا للمجلة، التي أوضحت أن كلا الطرفين يخشى تلاعب إيران واستخدامها الاتفاق لتحقيق منافع اقتصادية تعيد توجيهها لدعم حرب بالوكالة في العراق وسوريا واليمن تؤدي إلى انتشار الفوضى بتلك الدول.
ولذلك بدأت إسرائيل ودول الخليج العربي التعاون الأمني بشكل هادئ، وفقًا لتسيبي ليفني، وزير الخارجية الإسرائيلية السابقة، في يناير الماضي، التي أوضحت أن كلا الطرفين لديهما ذات الفهم لطبيعة المنطقة، وفقاً لما نقله موقع "مصراوي".
وفقًا لمسؤولين إسرائيليين فإن التعاون مع مصر - الموقعتان على اتفاقية سلام مع إسرائيل - قد تحسن، وفقًا للمجلة.
وفي أبريل الماضي؛ تحدث نائب رئيس الأركان الإسرائيلي عن مستوى "غير مسبوق" من تبادل المعلومات الاستخباراتية مع تلك الدول، مشيرًا إلى أنه تم السماح للطائرات الإسرائيلية بدون طيار أن تقصف المتمردين في سيناء، حيث يدين المقاتلين - الذين يحاربهم الجيش المصري - بالولاء لتنظيم داعش.
ومنذ توليه السلطة في عام 2014 لم يقم السيسي بإغلاق الحدود مع غزة فقط، لكنه أغرق أنفاق التهريب عبر الحدود مع غزة لمنع تدفق الأسلحة، وفقا لما يقوله ضابط إسرائيلي بارز،: "إنهم يقومون في الوقت الحالي بالضغط بصورة صعبة جدًا على غزة".
سلامٌ يحتضر
وحتى الآن؛ تأمل مصر في استعادة نفوذها في المنطقة، وتحاول إحياء محادثات السلام التي تحتضر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولهذه الغاية، أرسل الرئيس السيسي، وزير خارجيته سامح شكري إلى إسرائيل في 10 يوليو الجاري، في زيارة هي الأولى على مستوى وزراء الخارجية منذ ما يقرب من عقد من الزمان.
وأشاد بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل بالجهود المصرية، إذا كانت ستؤدي فقط إلى تفادي مبادرة السلام الفرنسية التي يخشى من أن تكون محاولة لفرض اتفاق على إسرائيل.
ونقلت المجلة عن دبلوماسي إسرائيل بارز قوله: "الأمل الحقيقي في تجدد مفاوضات سلام جادة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ضعيف".