أنقرة - وكالات- كشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، عن أن روسيا كانت بين الدول التي قدمت الدعم الأكبر لتركيا في مواجهة الانقلاب العسكري.
وفي حديث بهذا الصدد بثته قناة "إن تي في" التركية قال: "لقد عبّـرت لنا الكثير من الدول عن وقوفها إلى جانب الديمقراطية في تركيا، فيما كان الدعم الروسي الأكبر من نوعه" في هذا الاتجاه.
وأشار إلى أن المنظومة الأمنية التركية عانت جملة من الثغرات لحظة الانقلاب، "حيث أن الأمر كان يحتّم إبلاغ رئيس الجمهورية، ومنذ البداية، بأي تكهنات تشير إلى محاولة الانقلاب".
واعتبر وزير الخارجية التركي الانقلاب الفاشل الذي شهدته بلاده مؤخرا، عبرة ينبغي على السلطة التركية استخلاصها، الأمر الذي يسوّغ في القريب العاجل اتخاذ جميع الإجراءات الممكنة، بما يحول دون تكرار حوادث كهذه.
تجدر الإشارة، إلى أن السلطات التركية، قد اتخذت جملة من الإجراءات الاحترازية في أعقاب الانقلاب، تمثلت في إلغاء جوازات سفر 15 ألف مواطن، كما قررت إغلاق أكثر من 1,5 ألف مدرسة ومؤسسة تعليمية خاصة، للاشتباه بارتباطها بشكل أو بآخر بالمعارض فتح الله غيولن المتواري في بنسلفانيا في الولايات المتحدة.
وتعكف السلطات التركية في الوقت الراهن كذلك، على بحث احتمال نشر حزمة من وثائق الانقلابيين، تعكس خططهم التي أعدوها لتغيير البلاد، إذا ما نجحوا في انقلابهم وتولّوا السلطة في تركيا.
كما عزلت السلطات التركية حتى الآن، زهاء 45 ألف موظف حكومي من مناصبهم، واعتقلت مئات العسكريين على اختلاف رتبهم، وأوقفت 200 قاض ونائب عام.
هذا، وتناقلت وسائل إعلام إيرانية مؤخرا أنباء مفادها أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تلقى من روسيا إنذارا بالانقلاب العسكري المزمع في بلاده، وذلك قبل ساعات على وقوعه.
وذكرت وكالة "تاس" الرسمية الروسية للأنباء عن وسائل إعلام إيرانية، أن العسكريين الروس تمكنوا من التقاط مكالمات لاسلكية دارت بين مدبري الانقلاب، وأبلغوا الاستخبارات الروسية بفحواها على الفور، لتخبر هي بدورها جهاز الاستخبارات التركي "بقرب حدوث انقلاب" يتم التحضير له في تركيا.
وكشفت المعلومات التي تلقفتها الاستخبارات الروسية عن أن خطط للانقلابيين تضمنت إرسال مجموعة من المروحيات إلى مرمريس، واعتقال الرئيس التركي أو قتله، حيث كان في إجازة وعائلته هناك.
وذكرت وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء، أن مصادرها التي كشفت لها عن اعتراض الروس مكالمات الانقلابيين الأتراك، رجحت أن يكون التقاط المحادثات قد تم من قاعدة "حميميم" الجوية الروسية في سوريا.
تجدر الإشارة كذلك، إلى أنه سبق لوسائل الإعلام وأن تحدثت عن تلقي أنقرة، وقبل أيام على "يوم الحسم"، تحذيرات من باريس حول خطط يدبرها فريق من القادة العسكريين للإطاحة بالرئيس أردوغان وإسقاط حكمه، فيما كشفت الأركان العامة التركية في بيان خاص عنها، عن أنها لم تعلم بخبر الانقلاب إلا قبل ساعات على حدوثه.