القاهرة وكالات حالة من الندم والألم تنتاب المستوطنين اليهود في الذكرى الـ 11 لخطة "فك الارتباط" عن قطاع غزة عام 2005 التي نفذها رئيس وزراء الاحتلال آنذاك، أريئيل شارون، وهي العملية التي أطلق عليها أيضًا "الانفصال".
وأخلي الجيش الإسرائيلي خلال ثمانية أيام فقط، في شهر أغسطس عام 2005، كل المستوطنات اليهودية في قطاع غزة وإخلاء بعض المستوطنات أيضًا في شمال الضفة الغربية. فرض شرطيون وجنود إسرائيليون، في 17 أغسطس، أي بعد يومين من تسليم أوامر الإخلاء للإسرائيليين، حصارًا على المستوطنات وبدءوا بإخلاء المستوطنين الذين رفضوا أن يخلوا المستوطنات بمحض إرادتهم وإنما فعلوا ذلك بالقوة.
وتم الانتهاء من إخلاء كل المستوطنات في 22 أغسطس. أنهت قوات أمن إسرائيلية بعد يوم من ذلك عملية إخلاء المستوطنات اليهودية في شمال الضفة الغربية أيضًا.
تكلفة العملية
وشارك بحسب الإعلام الإسرائيلي نحو 42.000 جندي وشرطي في إخلاء ما يقارب 10.000 شخص من بيوتهم ضمن خطة الانفصال. بلغت تكلفة عملية الانفصال 2.5 مليار دولار، أكثر بضعفين من التكلفة التي كانت متوقعة في البداية. نُقل الذين تم إخلاؤهم إلى مساكن مؤقتة، بدءا من فنادق وصولًا إلى مدن خيام. لم يستقر كل الإسرائيليين الذين تم إخلاؤهم من بيوتهم في قطاع غزة حتى اليوم في بيوت ثابتة ولم تنتهِ بعد عملية إعادة تأهيلهم.
الانقسام حول الانسحاب
كان الجمهور الإسرائيلي منقسمًا جدًا حول الانسحاب من غزة، لدرجة أنه كانت هناك خشية كبيرة من حدوث عصيان مدني. تحصنت، في أحد المستوطنات، مجموعة من المعارضين لعملية الإخلاء وأعلنت عن إقامة حركة "حكم ذاتي يهودي" ستناضل من أجل حقها في البقاء في غزة، وهدد قائد تلك المجموعة جنود الجيش الإسرائيلي هناك ببندقية 16M. وقام أكثر من ألف جندي إسرائيلي، من بينهم قناصون، بتطويق تلك المستوطنة إلى أن استسلموا.
إنقاذ الاستيطان بالضفة
وكشف المحامي، دوف فايسجلاس، المقرب من شارون أن الأخير لم يكن يريد من خطة "فك الارتباط" التخلص من احتلال غزة، بل أراد أن ينقظ الاستيطان في الضفة الغربية. وكان شارون يعتبر أن التواجد الإسرائيلي وسط الفلسطينيين يضر بالمجتمع الإسرائيلي ويعرضه للخطر.
بعد خطة الانفصال انتقلت عائلات كثيرة للعيش في بيوت متنقلة مؤقتة، وبات الكثير من المزارعين الذين تم إخلاؤهم من بيوتهم عاطلين عن العمل وواجهوا صعوبات في إعالة عائلاتهم.
وكانت عملية الانفصال خطوة من جانب واحد وكان من المُفترض أن تدفع إسرائيل نحو التوصل إلى ترتيبات ثابتة مع الفلسطينيين والاعتراف بالدولة الفلسطينية أيضا، ولكن رافقت تنفيذ تلك الخطوة إخفاقات متتالية، وكان آخرها، سيطرة حماس على قطاع غزة منذ عام 2007، وتجدد الصراع العنيف مع الفلسطينيين في القطاع.
وسلط إعلام الاحتلال الضوء على أن المجتمع الإسرائيلي يشعر أنه قدم تضحية كبيرة من خلال خطة الانفصال دون مقابل، ولم تصب تلك التضحية في مصلحة السلام وإنهاء الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، بل بالعكس فقد أدت إلى تصعيد الأوضاع.