القدس المحتلة / سما / نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، صباح اليوم الأحد، تقريرا موسعا عن الشخصية التي يُنتظر أن تحل مكان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي الحالي لحركة حماس، قائلة إن أهم المرشحين للمنصب هم "الرجل الدبلوماسي" موسى أبو مرزوق وإسماعيل هنية "صاحب الخطابات الملهمة"، والأسير المحرر يحيى السنوار "وزير الدفاع"، حسب وصف الصحيفة.
وحسب الصحيفة، فإن الساحة الفلسطينية ستشهد حدثين مهمين بعد فترة طويلة من الركود، يتمثل الأول في الانتخابات المحلية التي ستجري في تشرين أول المقبل، وقرار حماس المفاجئ للجميع بما فيهم سكان قطاع غزة وكذلك قيادة السلطة الفلسطينية في رام الله، والثاني هو الانتخابات الداخلية لحركة حماس وانتهاء ولاية خالد مشعل وفقا للقوانين المعمول بها داخل الحركة.
ووفقا للصحيفة، فإن موافقة حماس على إجراء الانتخابات المحلية بغزة والمشاركة فيها بقوة، تعود في الأساس إلى متابعة الحركة لاستطلاعات الرأي في الضفة الغربية، والتي تشير إلى ارتفاع شعبيتها مقابل تراجع شعبية حركة فتح في حال جرت الانتخابات تحت ديمقراطية حقيقية، وهو ما حققته حماس في عدد من انتخابات مجالس الطلبة مؤخرا بالضفة.
وتقول يديعوت، إن حماس تشعر بقوتها شعبيا في الضفة الغربية، وأنه ليس هناك أفضل من الانتخابات المحلية لتكون اختبارا لشعبيتها بين الفلسطينيين، معتبرة أن السلطة الفلسطينية وحركة فتح ستتابعان بقلق خطوات حماس خلال اختيار القوائم.
وحول الانتخابات الداخلية لحماس، تقول الصحيفة إن منافسة محمومة ستكون بين قيادات كبيرة من الحركة لخلافة خالد مشعل في رئاسة مكتبها السياسي.
وترى أن موسى أبو مرزوق قد يكون صاحب الحظ الأوفر لخلافة مشعل، "فهو صاحب التفكير الاستراتيجي وتربطه شبكة واسعة من العلاقات في العالم العربي والإسلامي، ويتمتع بالمهارة الدبلوماسية والعلاقة الطيبة حتى مع قيادات حماس ذاتها ومع قادة الجناح العسكري".
وأشارت أيضا إلى علاقة أبو مرزوق مع قيادات فتح وقيادة ملف المصالحة، بالإضافة لمحافظته على اتصال مع القيادتين السياسية والعسكرية في مصر، وكذلك مع إيران وحزب الله، "قبل أن يتم استخباريا تسريب تسجيل صوتي له يهاجم إيران ويتهمها بالكذب والخداع"، حسب الصحيفة.
كما رأت الصحيفة في إسماعيل هنية قائد حركة حماس بغزة، والنائب الفعلي لرئيس مكتبها السياسي الحالي، أنه الشخصية الأكثر قوة وحضورا وسيطرة داخل الحركة، كما أن لديه القدرة على إلقاء "الخطابات الملهمة"، وله علاقة جيدة مع الفصائل كافة.
وقالت، إن استطلاعات الرأي تظهر أن لديه الفرصة لينافس بقوة على الانتخابات الرئاسية الفلسطينية العامة، كما أن لديه القبول الكبير في قطر وتركيا وحتى إيران، معتبرة أنه يملك أيضا فرصة قوية لخلافة مشعل.
أما المرشح الثالث، وفقا ليديعوت، فهو الأسير المحرر يحى السنوار الذي افرج عنه خلال صفقة "وفاء الأحرار"، والذي تصفه الصحيفة بـ"وزير الدفاع"، مشيرة إلى أنه مقرب من محمد الضيف قائد الجناح العسكري لحماس، وله نفوذه الكبير في الجناحين السياسي والعسكري.
وتشير الصحيفة إلى أن إمكانية تعرض السنوار لعملية اغتيال إسرائيلية، وعدم قدرته على التحرك بسهولة داخل وخارج قطاع غزة، سيصعبان من مهمته في أن يكون رئيسا للمكتب السياسي، وأن أعضاء مجلس الشورى لن يتجهوا نحو انتخابه ويفضلون أبو مرزوق أو هنية لما يتمتعان به من حضور قوي على الصعيد الداخلي والخارجي.
لكن يديعوت ترى في الوقت ذاته أن السنوار "لن يخرج خالي الوفاض وسيعمل على كسب مكانة مهمة داخل المكتب السياسي في الانتخابات المقبلة"، وفق قولها.


