هذا بياني للناس:
أنا خضر محجز، عندما يُقال بأن انتقادي لشخص، هو انتقاد لعائلته؛
أنا خضر محجز، عندما يُقال بأن انتقادي لشخص هو تشهير بأهل بلدته؛
أنا خضر محجز، عندما يُقال بأن جباليا البلد كلها، غاضبة من معسكر جباليا كله، بسببي؛
أنا خضر محجز، عندما أرى الوطني يتماهى في الشخصي، والسياسي يتماهى في العشائري؛
أنا خضر محجز، عندما أرى أنه يتم الزج باسمي، في مثل هذا الشقاق الوطني، فإنني أجد أنّ عليَّ واجباً مفروضاً، ودَيْناَ مستحَقاً، لوطني، ولوحدة شعبي؛
أنا خضر محجز، عضو قيادة حماس العامة في قطاع غزة، في عام 1988، وقائد الشمال المكون من ثلاث مناطق هي: معسكر جباليا، وجباليا البلد، وبيت حانون، وبيت لاهيا؛
أنا خضر محجز الذي قام ــ تحسباً لاعتقاله من قوات الاحتلال الصهيوني ــ في شهر يوليو 1988 بتعيين أخٍ من جباليا البلد، قائداً للشمال، خلفاً له، في حالة اعتقاله، بعد مشاورات مكثفة مع كل قيادات الشمال، دون أن يعترض أحد من معسكر جباليا، على هذا التعيين، بل حتى دون أن يبدو على وجه واحد منهم أدنى امتعاض؛
أنا خضر محجز، عندما يحدث مني ذلك، ثم يقوم أشخاص جاءت بهم المصادفات، بالنفخ في نيران العنصرية المناطقية، داعين إلى شقاق وطني بين المهاجرين والأنصار، أجد أنه من الواجب عليَّ أن أقول ما يأتي:
1ــ لا أسعى إلى أي مصالحة عشائرية بيني وبين أي عائلة، لأنني مستعد للتنازل لأي عائلة فلسطينية، عن كل ما أملك من تراث معنوي، أو مادي، طائعاً مختاراً، خصوصاً عندما تكون هذه العائلة من جباليا البلد، التي شاركتني عمر نضالي الوطني، طوال سنوات الانتفاضة وما قبلها.
2ــ أتقدم بالاعتذار من كل فلسطيني، من جباليا البلد، شعر بأنني قصدت إهانته، حين انتقدت شخصاً من جباليا البلد، لأن جباليا البلد هي أنا كما هو معسكر جباليا، سواء بسواء.
3ــ ولكي لا يقال بأنني أتهرب من التصريح ــ في حالة وجوب التصريح ــ أقول بوضوح بأنني أعتذر لعائلة البطش من جباليا البلد، بعد أن قيل لي بأن عائلة البطش رأت في نقدي لشخص عبد العزيز البطش إهانة لعائلة البطش كلها؛ بل وأتقدم، كذلك، بالاعتذار لعبد العزيز البطش بصورة شخصية.
4ــ رغم إيماني بأهمية المصالحات العشائرية، إلا أنني لا أقبل بأن تكون بديلاً للقانون. ولذا فإني أرفض اعتبار هذه الصيغة ــ وأي صيغة عشائرية أخرى، في حالتي وفي كل الحالات المشابهة ــ مستنداً قانونياً يسهل التهرب من المحاسبة أمام السيد: القانون الفلسطيني.
5ــ لقد خرجت من السجن بعد توقيف أؤكد أنه لم يكن قانونياً.
6ــ الاعتذار المعلن على صفحتي، وسحب المنشورات التي قيل إنها تسيء إلى المذكورين، إنما كتبه ابني بناء على طلبي، وأنا داخل السجن، منعاً لأي انشقاق وطني.
7ــ لا أعلم إن كان هذا النفخ المتعمد في نيران الشقاق بين المهاجرين والأنصار، سينجح في مرات قادمة أم لا. ولكني أعلم شيئاً واحداً: أنه لا يجب أن يكون ذلك مرتبطاً باسمي حين يحدث، لا قدر الله أن يحدث. فلقد أظل مستعداً دوماً للتضحية بكل شيء مستطاع لكي لا يحدث.
ولله الأمر من قبل ومن بعد..
"وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ" غافر/27
ومن جهة أخرى، تقدم محجز بالشكر لمن وقف معه في محنته..وقال: هذا شكري لشعبي:
1ــ أعتز وأفخر بهذا الشعب المختلف معي منه والمتفق.
2ــ أشكر كل القوى الوطنية التي وقفت تساند القانون وحرية الرأي.
3ــ ورغم أن كل الكلام لا يكفي لإحصاء المشكورين، إلا أنني اجد واجباً علىّ تخصيص الهيئات الآتية بشكر خاص:
وطنيون من أجل إنهاء الانقسام، الذين لم يناموا في بيوتهم قبل أن يروني حراً طليقاً. وليسمح لي بالتنويه بموقف الأخ محمد نظمي نصار والأخ عمر فوزي الريس (أبو الفاروق) والأخ أكرم عطاالله.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي طالما اختلفت معها فجاء الوقت لتعبر لي ولفلسطين أنها تفخر بالخلاف الديموقراطي وتعززه وتناضل من أجل ترسيخه. ولقد جاء وقت رأيت فيه كوادر وقيادات الجبهة كلهم يقفون إلى جانبي، مدافعين لا عن حريتي فحسب، بل عن حقي في الاختلاف. مع ضرورة التذكير بأسماء كبيرة من مثل الرفيق جميل المجدلاوي والرفيق فايز أبو شرخ (أبو رمزي) والرفيق نجيب المجدلاوي والرفيق حيدر العيلة... ولكني لا أسطيع إحصاء كل الأسماء، ويكفيني القول بفخر أن الجبهة الشعبية وكل قوى اليسار الوطني وقفت معي طوال المرحلة بكل تصميم ودعم.
السلطة الوطنية في رام الله ممثلة بكثير من شخصياتها الرسمية التي وقفت بكل قوة معي، في كل المراحل، ومنحتني الكثير من الثقة والقوة.
الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين وزملائي منهم في الأمانة العامة، وأخص بالذكر منهم الموقف الشجاع للأمين العام مراد السوداني.
الجهاد الإسلامي بقياداته في الداخل والخارج.
حزب الشعب الفلسطيني في الدخل والخارج.
الشيخ الداعية الصادح بالحق عبد العزيز عودة.
رجال الوطن المعروفون بسهرهم على وحدته الوطنية، من أمثال المختار أبو طلال غريب، والمختار جلال حسن خليل، والأخ أمين خضر، والأخ تيسير حماد، والأخر تيسير عزيز، والأخ بشير حماد... هؤلاء لم يناموا أبداً قبل أن أنام. فهل يوفيهم الكلام حقاً؟
العديد من كوادر حماس في شمال قطاع غزة أخص منهم بالذكر أسامة حماد وعلي حويلة وإبراهيم صلاح الذين حرموا النوم على عيونهم حتى تم تأمين الإفراج عني.
زملائي الأكاديميون في الجامعات بكافة أسمائهم.
وأخيراً،
هل سأكون واشياً إذا أعلنت شكري لكل ضباط وجنود الشرطة في سجن التوقيف الذي رأيت التعاطف في عيونهم، والتكريم في معاملتهم، بطريقة جعلتني حريصاً على أن أمنعهم من منحي تسهيلات تضر بهم.
هذه المحنة هي ما يجعلني أثق بأن الانشقاق الوطني بعيد، مهما نفخ فيه النافخون.
وأخيراً هل يعذرني الأحباب الذين لم أستطع ذكر أسمائهم بالشكر لأسباب ضعف الذاكرة أو لأسباب الحرص عليهم؟.
أما ختام المسك فللجندي المجهول الذي سيقرأ كلامي هذا، وأعرف أنه له فضلاً كبيراً في لحظة حاسمة. إذ أرجو أن يعلم بأني علمت بموقفه الحاسم. فشكرا. ولطالما عهدته كذلك، وأتوقع منه ذلك دوماً.
أكرر عجزي عن إحصاء الأسماء ولكني طامع من الكرام بالمغفرة عن النسيان او الضعف أو ضيق المجال.
هذا بياني للناس:
أنا خضر محجز، عندما يُقال بأن انتقادي لشخص، هو انتقاد لعائلته؛
أنا خضر محجز، عندما يُقال بأن انتقادي لشخص هو تشهير بأهل بلدته؛
أنا خضر محجز، عندما يُقال بأن جباليا البلد كلها، غاضبة من معسكر جباليا كله، بسببي؛