خبر : غولن يرى بصمات ممكنة لإردوغان في الانقلاب والاخير يعد باستئصال منظمته جذريا

الأحد 17 يوليو 2016 03:16 م / بتوقيت القدس +2GMT
غولن يرى بصمات ممكنة لإردوغان في الانقلاب والاخير يعد باستئصال منظمته جذريا



واشنطن – وكالات - نفى الداعية التركي فتح الله غولن في مقابلة نشرت السبت الاتهامات التي وجهها اليه الرئيس رجب طيب اردوغان بالوقوف خلف محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا مساء الجمعة، مؤكدا انه لا يستبعد ان يكون اردوغان نفسه من دبر هذه المحاولة.
وغولن (75 عاما) الذي يعيش منذ 1999 في منفى اختياري في شمال شرق الولايات المتحدة ويندر ان يجري مقابلة صحافية يرأس حركة "حزمت" (الخدمة) التي تتمتع بنفوذ واسع في تركيا ولديها شبكة ضخمة من المدارس والمنظمات الخيرية والمؤسسات.
واردوغان الذي كان هذا الداعية من اقرب حلفائه قبل ان يصبح من اشد خصومه، سارع فجر السبت فور عودته الى اسطنبول لاتهام غولن بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية، مطالبا الولايات المتحدة بتسليمه.
وفي مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز نشرت السبت قال غولن ردا عل سؤال بشأن ما اذا كان بعض من مناصريه في تركيا شاركوا في المحاولة الانقلابية "انا لا اعرف من هم مناصري".
واضاف "بما انني لا اعرفهم لا يمكنني ان اتحدث عن اي تورط"، مشيرا الى ان المحاولة الانقلابية "يمكن ان تكون دبرتها المعارضة او القوميون. انا اعيش بعيدا عن تركيا منذ 30 عاما وانا لست من هذا النوع".
ولفت الداعية الى انه لا يستبعد ان يكون اردوغان نفسه هو من دبر المحاولة الانقلابية بقصد تثبيت دعائم حكمه، معتبرا هذا "امرا ممكنا".
وقال "انا كمؤمن لا يمكنني ان ارمي الاتهامات بدون براهين (...) ولكن بعض القادة يدبرون هجمات انتحارية وهمية لتعزيز دعائم حكمهم وهؤلاء يسري في مخيلتهم مثل هذا النوع من السيناريوهات".
وكان اردوغان سارع بعيد وصوله فجر السبت الى مطار اسطنبول للامساك مجددا بزمام الامور، الى اتهام غولن وحركته بالوقوف وراء محاولة الانقلاب، في حين دانها الداعية بـ"اشد العبارات" نافيا علاقته بها.
واعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري السبت ان بلاده ستساعد انقرة في التحقيق في محاولة الانقلاب، داعيا السلطات التركية الى تقديم ادلة ضد غولن.
من جهة ثانية، اجرى كيري السبت اتصالا هاتفيا بنظيره التركي مولود جاوش اوغلو للتأكيد على دعم بلاده للحكومة التركية بعد الانقلاب العسكري الفاشل الذي استهدفها وكذلك ايضا لابلاغه رفض الادارة الاميركية للتصريحات والتلميحات التي اتهمتها بالضلوع في المحاولة الانقلابية.
وكانت الولايات المتحدة سارعت مساء الجمعة الى ادانة الانقلاب واكدت "دعمها الكامل للحكومة المنتخبة ديموقراطيا".
ولكن بحسب وسائل الاعلام فان العديد من المسؤولين الاتراك اتهموا الادارة الاميركية تصريحا او تلميحا بانها كانت في الواقع تأمل نجاح الانقلاب، وهي اتهامات رفضها كيري رفضا باتا وبغضب.
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية جون كيربي ان الوزير كيري اتصل بنظيره التركي لليوم الثاني على التوالي ليعرض عليه مساعدة اميركية في التحقيق بحيثيات الانقلاب.
وقال كيربي ان الوزير الاميركي "اوضح ان الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة السلطات التركية في القيام بهذا التحقيق، واكد ايضا ان التلميحات او التصريحات العلنية بشأن دور محتمل للولايات المتحدة في محاولة الانقلاب الفاشلة هي جميعها خاطئة وتضر بعلاقاتنا الثنائية".

وكان وزير العمل التركي سليمان سويلو قال في وقت سابق السبت، بحسب ما نقلت عنه وسائل اعلام تركية، ان الولايات المتحدة تقف خلف المحاولة الانقلابية التي ادت الى اشتباكات خلفت 265 قتيلا على الاقل.
وظهر السبت اعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم احباط المحاولة الانقلابية التي نفذها عسكريون متمردون، بينما دعا اردوغان الولايات المتحدة الى تسليم غولن.

من جهته لفت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الى أن "هناك من لا يتحمل الاخوة والمحبة بين أطياف شعبنا، وتلقوا الاموار من بعض الاشخاص، وفي 15 تموز حولوها الى محاولة انقلاب عسكري مسلح وحولوا 15 من تموز الى يوم مسلح دام في الجمهورية التركية"، مشيرا الى "أننا في نفس الليلة قمنا بدعوة جميع أطياف شعبنا وبشكل مباشر جميع الاطياف من شمال البلاد الى جنوبها من الشلرق الى الغرب نزلوا  الى الشارع للوقوف أمام آليات الانقلابيين، فسلاحنا هو الايمان فقط والشعب واجه بصدور عارية الاليات والدبابات والاسلحة وهذه ذروة الايمان ولا يمكن أن نعتبرها صدفة".

 وخلال مشاركته في تشييح ضحايا الانقلاب، دعا أردوغان الشعب التركي الى عدم ترك الشارع لمدة أسبوع كامل، موضحا أن "160 شخصا سقطوا شهداء في هذا اليوم، في التجربة الديمقراطية لا يمكننا رفض مطالب الشعب وهذه المطالب هي أبسط حقوقكم، وسوف يتم تقييم هذه المطالب والحقوق في المراجع الحقوقية والقضائية من أجل دراستها".
وأضاف: "حتى الان دائما فكرنا كثيرا قبل اعطاء قرار والان نحن سنخطو خطوة ايجابية جدا، أخوتي لا تنسو نحن لسنا منتقمين الله هو من ينتقم لنا ولهذا دعونا أن نخطو كل خطة بالتفكير والعقل والتجرية ولهذا فان نتيجة ذلك هذه المنظمة الارهابية منظمة فتح الله غولن وجدت ردها من خلال الارادة الشعبية، وشعبي العزيز من أعطى أفضل جواب"، لافتا الى أن "هذه الدولة وكما تعلمون في تركيا لدينا سلطة تشريعية تنفيذية وقضائية، هم أرادوا منا أن نتصارع، لذلك هذه المنظمة تتهاوى رويدا رويدا، ولهذا فان آلافا من أعضاء المنظمة تم اعتقالهم".
وأكد أردوغان أن "كل أعضاء هذه المنظمة سيتم  اعتقالهم وهذا غير كاف، ففي كل أجهزة الدولة هناك فيروسات وسيتم تنظيفها لأن هذه الدولة وهذا الشعب فيه هذا السرطان "منظمة فتح الله" وأنا قلت لكل السلطات المختصة الخير فيما أختاره الله"، معتبرا "أننا في مرحلة مختلفة جدا، ونحن بعثنا من خلال وزاتي العدل والخارجية برسائل تطالب بتسليم هذا الرجل وأتباعه، أرجو الاهتمام بهذا الموضوع، هؤلاء الانقلابيون للأسف ليسوا الا ممثلين لمنظمة فتح الله غولن، ونحن سنتعقبهم ونتابعهم".