انقرة / وكالات / شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلا وتعاطفا كبيرا من الفلسطينيين مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته والدولة التركية، ضد محاولة الانقلاب الفاشلة التي قادتها مجموعة من الضباط والجنود الأتراك.
وضج موقع "فيسبوك"، بعشرات آلاف المنشورات؛ التي عكست حب واحترام شرائح الشعب الفلسطيني المختلة لتركيا وقيادتها؛ التي وقفت بجانب الشعب الفلسطيني في مختلف قضاياه.
العد التنازلي
الخبير السياسي الفلسطيني، فاير أبو شمالة، رأى في منشور له على صفحته على "فيسبوك"، أن "الانقلاب المجرم على أردوغان لو نجح، ستتغير خارطة المنطقة السياسية لصالح إسرائيل، وسينزل الهيكل المزعوم من السماء، ويهدم الأقصى"، معتقدا أن "بفشل الانقلاب المجرم ضد أردوغان، سيبدأ العد التنازلي لدولة إسرائيل وحلفائها الانقلابين والعملاء"، وفق تقديره.
أما الكاتب والباحث السياسي، ساري عرابي، قال: "مشكلة أردوغان لم تكن في ديمقراطيته، ولكن في محاولته التمرد، وصناعة تركيا قوية معتمدة على نفسها، وهي محاولة لم يغفروها له رغم استدارته الأخيرة"، معتبرا أن "ما جرى الليلة يعني أن معركتنا معركة تحرر، وأن عدوّنا الأول الاستعمار والقوى الغربية".
وأضاف في منشور ثان على صفحته على "فيسبوك": "رئيس يخرج شعبه للدفاع عنه بالصدور العارية في وجه جيش مدجج؛ ملاحظة كافية للمقارنة، ولاتخاذ المواقف على أساسها"، موضحا أن "هذه اللحظة التاريخية بالغة القسوة، لكنها ضرورية، والمحاولة الانقلابية جزء أساسي من هذا المفصل التاريخي؛ فاسطنبول عقدة العالم/ وما كان يمكن للزمن أن يكمل استدارته بلا هزة فيها".
يبتهج فرحا
الناشط الفلسطيني زياد العالول، رأى أن تلك اللية "فاصلة في تاريخ الأمة ولها ما بعدها.. الانقلاب فشل ودعاة الانقلاب حكموا على أنفسهم بالإعدام"، مضيفا: "الطابور الخامس في أمتنا العربية يبتهج فرحا للانقلاب، ذلك لحبهم العيش تحت بساطير الجيش ودون كرامة"، في إشارة منه لبعض المصريين
الذين خرجوا معبرين عن فرحتهم بمحاولة الانقلاب.
وأكد العالول، أن "خروج أوباما ودعمه للديمقراطية مؤشر قوي على فشل الانقلاب"، مشيرا إلى محاولة أن "الإعلام الغربي وحلفاءه في المنطقة العربية وعلى رأسهم قناة العربية، ما زال يتحدث عن سيطرة الانقلابيين على مقاليد الحكم، وها هي بي بي سي تتحدث عن محاولة هروب أردوغان".
وحول حملة الاعتقالات "الواسعة" في صفوف الضباط الانقلابين، واعتقال الأمن التركي لقادة الانقلاب، كتب الشاب الفلسطيني زاهر البيك المقيم في تركيا، "مشاهد اعتقالهم تشفي الصدور وتبدد ما تبقى من خوف قليل".
عصام أبو شمالة، رأى أن "الحدوتة (القصة) خلصت.. وتركيا ليست مصر .. ورد الله كيد الخائنين"، كما أكد إياد المغاري، مدير مركز التأريخ بالجامعة الإسلامية، أن "إرادة الشعب التركي العظيم أفشلت الانقلاب".
خير خادم
الكاتب الفلسطيني فهمي شراب كتب يقول: "من الواضح أن من خطط للانقلاب في تركيا يعيش في زمن العصور الوسطى، كل المعطيات تشير إلى أنه لا يمكن لأي انقلاب أن ينجح"، منوها إلى أن "الشعب التركي بمن فيه من معارضة لا يقبل ثقافة الانقلابات".
وقال: "الشعب التركي لفظ الخنوع العربي والديكتاتوريات منذ عقود.. الشعب التركي يدافع باستماتة عن حريته وديمقراطيته التي نعم بها خلال العقد الماضي، وفشل الانقلاب سيكون درسا للعرب، وإرهاصات للتغيير في بلدان أخرى"، وفق تقديره.
الإعلامي علاء الصالح، أوضح أن هناك "عوامل حاسمة أدت لكسر محاولة الانقلاب منها؛ ظهور الرئيس أردوغان، وتجاوب الناس مع دعوته بالنزول إلى الشوارع والمطار؛ إضافة لوجود قوة عسكرية (القوات الخاصة) تصدت للمجموعة الانقلابية، ووجود قنوات فضائية تركية موالية للشرعية ..".
وكتب الناشط الفلسطيني أدهم أبو سلمية، مخاطبا أردوغان:" سلام عليك.. شعبك يرد لك الجميل اليوم، كنت له خير خادم فكان عنك خير مدافع".
أما "محمد دويك" علق على المؤيدين للانقلاب في تركيا بقوله: "المنهزمون الذين خرجوا يصفقوا للانقلاب .. نقول لكم: موتوا بغيظكم وناموا فالأطفال يجب أن يناموا مبكرا".