خبر : اغتيال النبي ...وكالة "سما"

الأربعاء 06 يوليو 2016 08:00 ص / بتوقيت القدس +2GMT



يتقاطرون من كل حدب وصوب وعيونهم وافئدتهم تتجه اليك يا سيدي يا رسول الله..هناك في في روضتك يستشعر الملايين الانتماء اليك وانت الاعظم والاطهر والانبل ،علك تؤنس وحدتهم وتقيهم ايها الشفيع ظلم الاقربين والساسة ومصائر المجهول عند رب العالمين.

بالامس في في بيتك وفي حرمك "كانت محاولة لاغتيالك من احد تلامذة من يدعون انهم اتباعك ويسيرون على نهجك،وكانه التاريخ يبصق في وجوهنا مرة اخرى في روايات اغتيال علي وعمر وعثمان والحسين وغيرهم ممن طولبنا جميعا بان لا نسال : لماذا وكيف ومتى ؟.

بالامس حاول هذا الانتحاري المسلح بروايات الوهم وتفسيرات الخطيئة ان يغتالنا جميعا، لم يتردد للحظة وحاول الدخول من كل الابواب وفي رمضان وفي وقت الافطار من عدة جهات ليقترب من روضتك ليقتل عشاقك ومريديك ومن يدري؟؟ لعل قبرك وضريحك كان الهدف ،فالروايات القادمة من عتمة الجهل والانحطاط في تاريخنا تناقض وجود مشاهد مادية للائمة والخلفاء وحتى انت يا سيدي يا رسول الله لم تسلم من كل ذلك فقد تم محو كل بصمات المكان والتاريخ لصناعة تيه الذاكرة ووعي المستقبل والاكتفاء فقط بانه "كان هنا وكان هناك" ومن ارد ان يعرف فهذه هي فقط تفاسير السيرة والنبوة والسلف الاتية من نبعها الزماني والمكاني وفهمها الاكثر شمولية للماضي والحاضر والمستقبل.

يقتلونك ..يذبحونك ..يسحلونك .. يحرقونك.. ويقولون لك "قال عمر وقال علي وقال ابو بكر وفعل هذا وفعل ذاك ونحن على دربهم نسير"..نحن ايها السادة امام خلل هائل في منظومة فكرية حاضرة تحتاج الى تصحيح وقراءة جديدة واعادة وجهها الانساني المندثر الى الوجود مرة اخرى.

لن ندخل في جدل كبير حول المسوغات الدينية والشرعية لهذا الانتحاري ومرسليه الى حرم النبوة لقتل المئات "لو نجح في الدخول"،فالقضية الان تحتاج الى فعل مباشر وواضح مكثف يشارك فيه كل علماء الامة وطوائفها المختلفة لاعادة النظر في فتاوى الموت والقتل وقطع الرؤوس والتكفير واكل لحوم البشر والحرق وتفاسير التفاسير التي قادتنا الى هذا العار الذي سيلاحقنا الى يوم الدين.

وسيكون من البلاهة الاعتقاد بان الحلول الامنية ستكون ناجعة في مواجهة منظومة فكرية تكفيرية تبدأ من رياض الاطفال حتى الجامعة وتقودها مؤسسات ثفاقية ودينية تمارس الغاءا حقيقيا لانسانية الاسلام ومستمسكة بتفسيرات هلامية لفعل "بشر مثلنا" في زمن ومكان محدد وتعطيها قدسية تتجاوز حتى النص القراّني.

ومن الواضح انه عندما يشد الانتحاريون رحالهم الى بيت النبي وحرمه الشريف ويبتهج البعض لقتل المئات من الفقراء والمسحوقين في سوق الكرادة ببغداد ،فاننا امام انعطافة حاسمة كانت متوقعة ومرئية لعديد المفكرين منذ زمن والذين حذروا من تداعيات الانهيار الكبير لمنظومة الدين والاخلاق وتجلياتها المادية في حال افقادها انسانيتها وحرف بوصلتها الواضحة الاتجاه.

لن ينتظرنا احد ايها السادة بعد اليوم، فرسالتنا للعالم وصلت ورسالتنا لنبينا وصلت ورسالتنا للمستقبل ايضا وصلت...