تنظيم داعش دربت قياداته على التطرف دول بعينها ،وزودتهم ومازالت تزودهم بالمال والسلاح ،هو تنظيم متطرف يتبع أفكار السلفية الجهادية ،ويدعي أنه يسعى إلى إعادة الخلافة وتطبيق الشريعة الإسلامية ،يتمركز عناصره في العراق وسوريا وليبيا وجنوب اليمن وسيناء والصومال وشمال شرق نيجيريا وباكستان ،ويتزعمه كما يعرف الجميع أبو بكر البغدادي.
استهدف انتحاري التنظيم نهار أمس المملكة السعودية حيث ضربها عدة انفجارات وهي كالتالي: انفجار في الساحة الخارجية للحرم ،خلف خمسة قتلى من العناصر الأمنية ،وتفجير انتحاري داخل موقف للسيارات في مشفى قرب القنصلية الأمريكية في جدة ،وتفجير أخر قرب مسجد للشيعة في القطيف،
وقبلها بأيام قليلة تفجيرات السوق التجاري في الكرادة ،وقت السحور ،وقد تجاوز عدد ضحاياه المئتين قتيل ومثلهم من الجرحى.
وقبل ذلك كان هناك التفجيرات الثلاث في مطار اتاتورك التركي ،وخلفت هي الأخرى 44 قتيل و239 مُصاب.
وهناك أيضاً عمليات الكر والفر في محافظة شمال سيناء المصرية التي يجابهها ببسالة الجيش المصري العظيم ،ومثلها أيضاً في تونس وليبيا.
يسعى هذا التنظيم أن يُكمل ما بدأه تنظيم القاعدة ،الذي كان بمثابة نواة داعش ،وتمكن هذا التنظيم من التوغل داخل الدول التي تطرقت إليها أعلاه ،ونجح في تجنيد مباشر لعناصر بشرية من أبنائها ،واستيراد وتجنيد عناصر بطريقة غير مباشرة عِبر مواقع التواصل الإجتماعي ،ومباشرة أيضاً من بعض الدول الأجنبية.
لذا وجِبَ على هذه الدول التي تُعاني من الزحف الداعشي في المنطقة ،أن توحد جهودها ضد هذا الخطر ،وتتنازل في الوقت الحالي عن أي نزعة طائفية أو مذهبية ،حتى تتمكن من مجابهة هذا الاحتلال الغربي الجديد ،الاحتلال الذي يتخذ من الخلافة الإسلامية ذريعة وستار، مع العلم أن هذا المخطط يُدار من داخل غرف أعتى واشرس أجهزة المخابرات في العالم ،من أجل زعزعة ما تبقى من استقرار في المنطقة واستكمال السيطرة على ما تبقى من مقدراتها.
على السياسات أن تتوحد في المنطقة ،وتتنازل الدول عن سياسة التبعية الغربية ،وأن تتوافق العقول الاستخبارية والعسكرية ،وان توجه ترسانات الأسلحة التي صدأ الكثير منها في مخازن بعض الدول العربية تجاه هذا الطاعون والفتك به.
علنا بذلك نستطيع أن نسبح في الفرات ،ونزور بغداد ،وطرابلس ليبيا ،ونحتفل بياسمين تونس ،على ضفاف نيل مصر ،ببركات مُقدسات السعودية.


