القدس المحتلة - أعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، مساء اليوم الأحد، أنّ المصالحة المزمع توقيعها بين إسرائيل وتركيا، أرجئت إلى يوم غد، الإثنين. وسوف يعقد نتنياهو، غدًا، مؤتمرًا صحافيًّا في العاصمة الإيطاليّة، روما، في تمام السّاعة الواحدة بتوقيت القدس، للإعلان عن التّوصّل إلى اتّفاقيّة نهائيّة، تنهي أزمة العلاقات التّركيّة الإسرائيليّة. وفي التّوقيت ذاته، سوف يعقد الرّئيس التّركيّ، رجب طيّب إردوغان، مؤتمرًا صحافيًّا بالشّأن ذاته. ويشار إلى أنّ الإعلان عن التّوصّل إلى مصالحة بين الإسرائيليّين والأتراك، كان من المفترض أن يتمّ إعلانه، مساء اليوم، الأحد.
وقد وصل نتنياهو، ظهر اليوم الأحد، إلى العاصمة الإيطاليّة، روما، حيث تجتمع طواقم التّفاوض بين الجانبين. وقد صرّح مسؤول إسرائيليّ كبير، قبيل هبوط نتنياهو في روما، أنّه في إطار اتّفاقيّة المصالحة الآخذة في التبلور، فإنّ أنقرة قد تعهّدت بعدم تنفيذ أيّ عمليّة عسكريّة ضدّ إسرائيل، من قبل حركة حماس، التي تتواجد قسم من قياداتها المسؤولة في تركيا، إذ قال "تعهّدت تركيا أن تطبّق الأمر، سيكون الشّأن جزءًا لا يتجزّأ من الاتّفاقيّة".
ووفق اتّفاقيّة المصالحة بين إسرائيل وتركيا، فإنّ الأولى ستدفع لأنقرة ما يعادل 20 مليون دولار لصندوق مساعدات إنسانيّة سوف يُقام لمنح عائلات القتلى الذين سقطوا خلال المواجهة على سفينة "مافي مرمرة" التّركيّة، على يد الجنود الإسرائيليّين. وينصّ الاتّفاق، كما يتّضح من وسائل الإعلام الإسرائيليّة، على السّماح لتركيا بإنشاء وتطوير مشاريع بنى تحتيّة في قطاع غزّة، دون تدخّل، مثل إقامة مستشفى، محطّة طاقة ومنشأة لتحلية المياه، طالما تمّ نقل الموادّ التي ستستخدم لهذه المشاريع عبر الميناء الإسرائيليّ في مدينة أسدود.
بالمقابل، ستمرّر تركيا قانونًا يلغي كلّ الدّعاوى التي تمّ تقديمها ضدّ جنود وضبّاط إسرائيليّين، وسيحظر تقيم دعاوى مستقبليّة. وستشتمل الاتّفاقيّة أيضًا على تطبيع للعلاقات، رفع مستوى التّمثيل الدّبلوماسيّ، إعادة السّفراء إلى أنقرة وتل-أبيب، وإزالة القيودات المختلفة التي وضعتها الدّولتان، واحدة ضدّ الأخرى.
وتحدّث نتنياهو قبل سفره إلى روما، مع نائب مستشار الأمن القوميّ، يعكوف نيغيل، المتواجد في روما، برفقة المبعوث للمفاوضات التّركيّة، يوسف تشاخنوفر. وأطلع نيغيل نتنياهو بالتّقدّم في المحادثات حتّى الآن. وقال المسوؤل الإسرائيليّ، لموقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإلكترونيّ، أنّ إسرائيل طرحت، خلال المفاوضات مع الأتراك، قضيّة الجنديين الإسرائيليّين المفقودين، المتواجدين بيد حماس، في قطاع غزّة، مشدّدًا على أنّ حماس لم تشكّل طرفًا في هذه المفاوضات، بأيّ شكل من الأشكال.
وأضاف المسؤول الإسرائيليّ أنّه في أعقاب العدوان الإسرائيليّ الأخير على غزّة، عام 2014، في الحرب التي أطلق عليها الاحتلال اسم "الجرف الصّامد"، أعطى رئيس الحكومة الإسرائيليّة أمرًا بعدم تقديم أيّ مساعدات إنسانيّة من قبل إسرائيل، لعائلات من ينتمون لحركة حماس، مضيفًا أنّه لم تمنح أيّ حصانات لقيادات حماس، من خلال المصالحة المتواجدة بمراحلها النّهائيّة، قبيل التّوقيع غدًا، الإثنين.
وسيلتقي نتنياهو، خلال زيارته في روما، بوزير خارجيّة الولايات المّتحدة الأميركيّة، جون كيري، ليتباحثا مبادرة السّلام الفرنسيّة وتقرير الرّباعيّة في موضوع المفاوضات العالقة بين الإسرائيليّين والفلسطينيّين، والذي من المفروض أن ينشر في الأيّام القليلة القادمة، والذي سيحمل في طيّاته، انتقادًا لاذعًا لسياسة إسرائيل في الضّفّة الغربيّة المحتلّة.